يجد التيار الوطني الحر صعوبة في هضم ما بدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، حينما تصدى لتصعيده ضد الحكومة، إلا أنه مضطر للتغاضي ولو ظرفيا عن الأمر، والالتزام بضبط النفس مع “حليف الحليف”.
وترى قيادات التيار أن القيام برد فعل على التصعيد المضاد لبري، سيعني المزيد من الفتور في العلاقة بين الطرفين، وهذا ليس في صالح ميشال عون الذي يسعى بكل السبل إلى بلوغ سدة الرئاسة.
ونبيه بري أول من تصدر المواجهة مع التيار العوني، حينما قرر الأخير الأسبوع الماضي اتخاذ خطوات تصعيدية ضد حكومة تمام سلام، ردا على ما اعتبره تعديا على الدستور بالتمديد مجددا لقائد الجيش جان قهوجي، وبدأ التيار تصعيده بإعلان مقاطعة وزرائه لجلسة مجلس الوزراء التي انعقدت الأسبوع الماضي.
وكان التيار يأمل من خلال هذه الخطوة في إحراج تيار المستقبل والحكومة معا، إلا أن وقفة بري ورفضه لأي محاولة لزعزعة الاستقرار الهش للأخيرة، حالا دون ذلك لا بل إنهما كلفا التيار العوني ثمنا سياسيا باهظا.
ويدرك “التيار البرتقالي” أن موقف بري يأتي في سياق موقفه الرافض لتولي ميشال عون منصب رئاسة الجمهورية، وسبق أن أبدى تأييدا لمبادرة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري القاضية بتولي رئيس حزب المردة سليمان فرنجية الموالي لكل من حزب الله والنظام السوري المنصب.
ولطالما كانت العلاقة بين بري وعون متوترة في ظل المناكفات المستمرة بينهما. ولبري مآخذ كبيرة على الجنرال للعبه على مفردات الطائفية وضرب الميثاقية التي يعد الأول عرابها. وكان حزب الله (حليفهما) ولا يزال يسعى إلى خلق “كيمياء” بين الجانبين، إلا أنه يبدو عاجزا عن ذلك، وإن كان البعض يعتقد أن محاولات الحزب ليست سوى ذر رماد على العيون، وتدخل في إطار لعبة توزيع الأدوار بينه وبين حركة أمل.
ويحاول التيار الوطني قدر الإمكان اعتماد سياسة النفس الطويل مع بري عله يعدّل موقفه ويقبل بدعم عون لمنصب الرئاسة، وهو الأمر المستبعد ما لم يكن هناك دعم قادم من الخارج.
ويتوقع متابعون أن يلاقي هذا الموقف العوني ترحيبا من بري خاصة وأن جولة الحوار الوطني لم يعد يفصل عنها الكثير. وقد أكدت، الثلاثاء، أوساط مقربة أنه جرت مؤخرا اتصالات بين الجانبين لعدم زيادة حالة التوتر بينهما.
ويقول المحلل اللبناني سركيس أبوزيد “مهما توسّعت الهوة بين الاثنين فلا مصلحة لعون في تكبير حجم المشكلة خصوصا وأنه يخوض معركة رئاسة الجمهورية وهو بحاجة لبري إلى جانبه في هذا المجال”.
صحيفة العرب