سيذهب رئيس الوزراء تمّام سلام الى نيويورك في 19 أيلول المقبل خالي الوفاض. والخوف من ان يدخل مقر منظمة الأمم المتحدة عارياً من الرداء الحكومي اذا ما قرر "التيار الوطني الحر" المضي في التصعيد حتى الاستقالة ما يجعل الحكومة غير ميثاقية فعلاً ويسقطها. ووقت أعلنت الممثلة الشخصية للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ تأجيل مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان، واتجهت الانظار الى العاصمة الفرنسية بديلاً محتملاً، برزت أمس في باريس مؤشرات يمكن وصفها بأنها سلبية حيال لبنان، ذلك ان الرئيس الفرنسي الذي افتتح "أسبوع الديبلوماسية الفرنسية" تحدث عن دور باريس في الائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب في الشرق الاوسط والقارة الافريقية، وتطرق الى الملفات السوري والايراني واليمني والخليجي والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، لكنه لم يأت على ذكر أية مبادرة يمكن ان تقوم بها بلاده لحل الازمة الدستورية اللبنانية على رغم ان فرنسا لم تنكفئ يوماً عن محاولات البحث عن حلول تساعد على إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان.
وعدم ذكر لبنان في خطاب الرئيس هولاند يؤكد ما أبدته مصادر ديبلوماسية في باريس لـ"النهار" من مخاوف من ان ينسى المجتمع الدولي الأزمة اللبنانية كما أزمات عدة في العالم وان يختفي عن "شاشات" العديد من المسؤولين الدوليين الذين كانوا يضعون الملف اللبناني في رأس لائحة مفاوضاتهم واهتماماتهم حول مشاكل المنطقة. كذلك تخوفت من أن يؤدي تراجع الاهتمام الى عدم مشاركة الدول في اجتماع مقبل من اجل لبنان. وان تأخير انعقاده الى الخريف غير كفيل بنجاحه بل سيؤدي الى مرور مزيد من الوقت عن غياب لبنان عن المسرح الدولي.
أما في الداخل، فقد مر اليوم العالمي للمفقودين والمخطوفين أمس، كمثل كل الايام العادية لولا وقفة تضامنية نظمها أهالي المفقودين في مدينة صيدا والجوار لتذكر مفقودي الحرب اللبنانية وحمل المشاركون الشموع على أمل عودة أخ أو إبن أو أب مفقود.
ويذكر ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر بدأت العمل مع أهالي المفقودين اللبنانيين على جمع عينات من الحمض الريبي النووي قبل مباشرة اجراء فحوص مقارنة مع جثث الضحايا التي دفنت في مقابر جماعية لم يتم التوافق السياسي بعد على اعادة نبشها، وهي تتوزع على كل المناطق. وتخوف مصدر متابع لـ"النهار" من ان تطول مرحلة جمع الحمض الريبي النووي سنوات عدة ويكون هدفها التمييع واضاعة مزيد من الوقت وتخدير ذوي المفقودين.
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير طالب الحكومات بسرعة معالجة هذه القضية الإنسانية باعتبارها "مأساةً تضر بملايين الأشخاص، ويثير عدم الاكتراث بها انزعاجاً شديداً".

المطالب
أما حياتيّاً، ففي موازاة الحراك "النفاياتي"، برز أمس تحرك متجدد لنقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان التي عقدت مؤتمراً صحافياً تحدثت فيه عما سمته "العهر السياسي وتقاسم المغانم والحصص على حساب الطبقة العاملة حتى ولو أدى ذلك لهدر مئات ملايين الدولارات لأصحاب رؤوس الأموال شرط اذلال العمال والمستخدمين والمياومين".
وأسفت "لما وصلت اليه الطبقة السياسية والهيئات الرقابية" إذ تم التجديد أو التمديد لشركات مقدمي الخدمات على رغم "البيانات التي نشرت والمقالات التي لم تعد تتسع لها صفحات الجرائد والمجلات والتلفزيونات بحق هذه الشركات وفشلها واهمالها وتكبيد المؤسسة والوطن والمواطن مئات ملايين الدولارات، ناهيك بآراء ديوان المحاسبة ولجنة ادارة المشروع المكلفة من قبل المؤسسة، وانتقادات وزارة المال لاداء تلك الشركات...".

 

نفايات


وفي ملف النفايات، علمت "النهار" ان رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابرهيم كنعان عقد حتى ساعة متقدمة من ليل أمس سلسلة لقاءات تحضيراً للجلسة الثانية للجنة اليوم والمخصصة لإيجاد مخرج لأزمة النفايات في مطمر برج حمود. وقد زار تباعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل والنائب ميشال المر والامين العام لحزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان ووزير الزراعة أكرم شهيّب المكلّف من الحكومة متابعة تنفيذ خطة النفايات وعدد من الفاعليات المعنية. ووصف كنعان في تصريح لـ"النهار" جلسة اللجنة اليوم والتي يشارك فيها رؤساء إتحادات البلديات المعنية بأنها "حاسمة ومهمّة ومفصلية". وقال: "لقد أقرّ جميع الاطراف بضرورة إعتماد فترة إنتقالية للوصول الى مرحلة مستدامة على أن تكون المرحلة الانتقالية بأقل كلفة وأفضل شروط وبرقابة المجتمع المدني توصلاً الى الحل الجذري المتمثل باللامركزية الادارية". وأضاف: "ومن خلال مشاركة رؤساء اتحادات البلديات في القرار يمكن القول إنه بدءاً من اليوم ليست هناك سلطة مركزية تقرر بالنيابة عن السلطة المحلية وهذه أول تجربة في مسار طويل نحو اللامركزية الادارية". وشدّد على "ان الحل الذي يجب التوصل اليه اليوم يجب أن يأخذ في الاعتبار عدم تحويل شوارعنا مكبات وكذلك عدم تحويل سواحلنا مكبّات".
وعلمت "النهار" ان العمل في رفع النفايات سيعود غداً الى سابق عهده في مناطق بعبدا والمتن وكسروان كما هو مقرر في خطة الحكومة ضمن سقف 1200 طن مخصصة للمطمر وعدم تجاوزه.