نشرت مجلة "دايلي بيست" الأميركية وثائق سرية خاصة بتنظيم "داعش" سربّها الناطق الإعلامي بإسم "قوات أحمد عبدو"، ماهر الحمدان، لافتةً إلى أنّها تؤكد معلومات سابقة كشف عنها منشقون وفارون منه، وهي أنّ التنظيم يرزح تحت ضغوطات كبرى مالية وتنظيمية، بسبب إساءة ائتمان عناصره واختلاسهم واندساس الجواسيس في صفوفه والإجراءات البيروقراطية الي تنهك دواوينه.
وفي التفاصيل أنّ "قوات أحمد عبدو" حصلت على هذه الوثائق الممهورة بأختام دواوين "داعش" من جثة القائد في التنظيم "أبو علي العراقي" الذي ذُبح في 8 حزيران 2018، بعد قتال بين عناصر الطرفين في منطقة قريبة من الحدود السورية الأردنية، بحسب المجلة.
والوثائق عبارة عن مراسلات بين مسؤولين في التنظيم، وهي تظهر الراوتب التي كان يتقاضاها عناصره بالدولار، بالإضافة إلى مخصصاتهم قبل سنة على الأقل، كما أنّها تؤكد على نظام البيروقراطية المعتمد في دواوينه، إذ تتراوح مهام قيادييه بين إصدار طلبات السلاح والذخيرة وتصل إلى تحديد أوقات عطل عناصره.
وعلى سبيل المثال، تُعلم رسالة غير موقعة بتاريخ 3 شعبان 1437 أو 10 أيار 2016 "والي دمشق" بفشل جهود المخابرات المضادة في بلدة الضمير التي تبعد 40 كيلومتراً عن شمال شرقي العاصمة السورية، وبموجبها كان يُفترض تنفيذ عملية تستهدف "قوات أحمد عبدو" بقيادة الأمير "أبو حديفة الغوطاني"، إلاّ أنهّ تبيّن في ما بعد أنّه عميل مزدوج.
وتصف الرسالة "الغوطاني" بالمرتد وتوضح أنّه جمع قادة "داعش" العسكريين بحجة تنفيذ أعمال عسكرية وأمنية لاستهداف "قوات أحمد عبدو"، فيما كان ينسق سراً في الوقت نفسه مع الأخيرة لاغتيالهم بواسطة الألغام التي زرعها في مكان اللقاء.
ووفقاً للرسالة نفسها، فإنّ العميلة لم تنجح، إذ هرب "الغوطاني" في الليلة نفسها إلى "قوات أحمد عبدو" سارقاً مبلغ يقدر بـ6500 دولار وآلة تصوير ومتفجرات بلاستيكية وأسلاكاً ومسدساً بعيار 8.5 ملم وبندقيتين روسيتين و1500 رصاصة روسية و7 قنابل يدوية.
من جهة ثانية، تكشف وثيقة أخرى بتاريخ 25 آب 2015 أنّ الجهادي "أبو مسلم المهاجر" كان يتقاضى 50 دولاراً أميركياً شهرياً ومبلغ 50 دولاراً آخر عن زوجته الأولى. في السياق نفسه، نقلت المجلة عن أحد المنقشين عن التنظيم قوله إنّ العنصر في "داعش" يستفيد عن أهله وعن سباياه وأطفالهن، إن وجدوا، ويحصل على مكافآت عديدة منها بمناسبة العيد وغيرها من المخصصات المالية.
في ما يتعلق بديوان الجند الذي يعنى بالأمور العسكرية، فتظهر إحدى الرسائل أنّ أميره، "أبو معاذ"، طلب مركبة من طراز 4X4 ونظام تحديد مواقع عالمي "GPS" ومركبة مدرعة مفخخة وقاذفتي صواريخ من نوع B9 ورشاشات مضادة للصواريخ و500 جهاز متفجر يدوي الصنع وكاميرا مراقبة وشاحنة عادية وأخرى صغيرة وغيرها من المعدات، لتوضع بمتناول فريق التفجير وذلك بهدف تعزيز خط الدفاع في محافظة حماة.
( لبنان 24 - Daily Beast)