شن جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني حملة اعتقالات جديدة طالت أكثر من 200 شخص من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي في محافظات فارس وسمنان وكهغلوية وبوير أحمد، وذلك بعد مرور أيام على اعتقال 450 ناشطاً على شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف أنحاء البلاد.
ونقلت وكالة “إيسنا” للطلبة الإيرانيين عن مصدر أمني أن 170 شخصاً من ناشطي مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي تم اعتقالهم بمحافظة فارس، بتهم “نشر مواد مخلة بالآداب العامة والترويج للموضة وإهانة المعتقدات الدينية” على حد تعبيره.
وأضاف المصدر الأمني أن هؤلاء الأشخاص كانوا ينشطون عبر تطبيقات تلغرام وواتساب وإنستغرام وقد صدرت بحقهم مذكرات توقيف قضائية وفقا لقانون جرائم الإنترنت”، على حد قوله.
وفي نفس السياق، أعلن الحرس الثوري في محافظة كهغلوية وبوير أحمد، في بيان عن اعتقال 22 شخصا بتهمة الترويج للفساد الأخلاقي في الفضاء الإلكتروني، بينما اعتقل عدد غير معروف من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، بمحافظة سمنان.
من جهته، أكد الموقع الرسمي للحرس الثوري “سباه نيوز”، أن “جهاز الاستخبارات اعتقل 200 شخص يديرون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تلغرام وواتساب وإنستغرام، بتهم الترويج للفساد الأخلاقي بين الشباب، بالإضافة إلى الحث على الجريمة وإهانة المعتقدات الدينية”.
وكانت السلطات شنت حملة اعتقالات واسعة الأسبوع الماضي، طالت ما لا يقل عن 20 شاباً عربياً في بلدة الحمزة، التابعة لمنطقة القنيطرة (دزفول) شمال إقليم الأهواز، بتهم النشاط في شبكات التواصل الاجتماعي، وأطلقت سراحهم بعد يومين مقابل توقيعهم على تعهد خطي بعدم معاودة النشاط عبر الإنترنت.
كما أفادت وكالة “تسنيم” أن السلطات اعتقلت 25 مواطناً كردياً في مدينة كرمنشاه وزعمت أن المعتقلين متورطون بإدارة “مجموعات غير أخلاقية”، على تطبيق تلغرام الأكثر شعبية في إيران.
نقل البيانات
يذكر أن السلطات الإيرانية أمهلت التطبيقات الأجنبية في حزيران/يونيو الماضي، عاماً واحداً كي تنقل البيانات التي بحوزتها بشأن المستخدمين الإيرانيين إلى خوادم داخل البلاد، فيما تثور مخاوف تتعلق بالأمن والخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتطبق إيران قيوداً تعد من الأكثر تشدداً في العالم على استخدام الإنترنت وتمنع الوصول إلى منتديات للتواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر على الرغم من قدرة الكثير من المستخدمين على الوصول إليها من خلال برامج متوافرة على نطاق واسع.
نقل خوادم تلغرام
وكانت إيران قد أعلنت عن محاولتها لنقل خوادم تطبيق “تلغرام” الذي يستخدمه أكثر من 15 مليون مواطن إيراني إلى داخل البلاد من خلال التفاوض مع هذه الشركة، وسط قلق من منظمات حقوق الإنسان حول تشديد الرقابة على المواطنين وإمكانية التجسس على الناشطين عبر هذا التطبيق الذي يحظى بشعبية واسعة داخل البلاد.
يذكر أنه في بداية شهر آب/أغسطس الجاري ذكرت وكالة “رويترز” أن السلطات الإيرانية من خلال جيشها الإلكتروني قامت باختراق 15 مليون حساب لمواطنيها على تطبيق “تلغرام” الشهير، وسط نفي من مسؤولي الشركة صحة هذه المعلومات.
وتفرض السلطات الإيرانية رقابة صارمة على شبكة الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي منذ احتجاجات العام 2009، فيما يدور الحديث الآن عن مساع لحجب تطبيق برنامج “تلغرام” بعدما رفضت إدارة الشركة منح طهران برامج للتجسس على محادثات مواطنيها.
وكان باول دولوف، مؤسس تطبيق” تلغرام” قال إن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيرانية طلبت من شركة “تلغرام” رسميا أجهزة تجسس لمراقبة محتوى التطبيق والتجسس على مستخدمي هذا التطبيق في إيران، ولكنه رفض ذلك.
وأضاف خلال حديث مباشر مع المغردين الإيرانيين على “تويتر”، أن “الحكومة الإيرانية هددتنا بحجب الخدمة عن تطبيق موقع تلغرام في إيران في حال رفضنا طلب إيران بتزويدها بمعدات إلكترونية للتجسس على مستخدمي تلغرام”.
وتعمل أجهزة الاستخبارات الإيرانية والجيش الإلكتروني التابع للحرس الثوري على اختراق التطبيقات التي يعتبرها الإيرانيون آمنة مثل تلغرام بهدف دفع المواطنين لاستخدام التطبيقات المحلية التي تنوي السلطات إطلاقها.
ويقوم الجيش الإلكتروني بمراقبة مستخدمي الإنترنت والاتصالات والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويزوّد القضاء بقوائم من يعارضون النظام أو يتبادلون معلومات يعتبرها الحرس مصدر خطر على النظام أو مغايرة لخطابه ومبادئه.