توسعت في الآونة الأخيرة رقعة المواجهات الميدانية في سوريا مع دخول تركيا على الخط ودفعها بقوات برية لمحاربة الأكراد. وبالتوازي مع ذلك، تشير تقديرات أمنية وعسكرية باستعدادات جارية لمعركة كبرى من أجل طرد تنظيم داعش من الرقة، ويُخشى أن يكون لبنان هو الوجهة التي ستسعى الأطراف المتحاربة إلى استخدامها كساحة مواجهة رديفة.
وتزايدت هذه المخاوف مؤخرا خصوصا بعد تسريب معلومات تفيد باحتمال تسلل عناصر مسلحة إلى لبنان وأن الجيش قد باشر باتخاذ إجراءات خاصة بناء عليها، يضاف إلى ذلك تعزيز الولايات المتحدة وبعض الأطراف الدولية دعمها للمؤسسة العسكرية لمساعدتها على مواجهة هذه الأزمة المتوقعة.
ويتخوف البعض من تسلل مقاتلين تحت عنوان اللاجئين، وأن يصار إلى تنفيذ تصفيات واغتيالات أو تفجيرات داخل لبنان، لتحويل الأنظار عن المعارك التي تجري في الميدان السوري.
ويعاني لبنان من أزمة مؤسساتية كبرى تتمثل في غياب رئيس للجمهورية، كما يهدد الخلاف حول التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي، ورفض التيار الوطني الحر للتمديد، بخلق فراغ خطير في المؤسسة العسكرية في ظل وضع أمني دقيق.
ويقول النائب عن تيار المستقبل محمد الحجار في تصريحات لـ“العرب”، أنه “لا شك أن ما يجري في سوريا يمكن أن يتسبب في تداعيات من شأنها أن تهز أمن لبنان، ومن هنا فإن أول موجبات تحصين الوضع الداخلي يقتضي ضرورة تمكين الجيش والمؤسسات الأمنية”. ويشير الحجار إلى “أن الجيش اللبناني قادر على المواجهة، وقد سقطت الحجة التي تنطلق من عدم قدرته على مجابهة التحديات الأمنية مع الإنجازات العديدة التي قام بها على مستوى مكافحة الإرهاب”.
ويضيف أن “المخاوف الأمنية التي تظهر حاليا هي مخاوف مشروعة، ومواجهة التحديات على المستوى الأمني لا تكون سوى بالالتفاف حول الجيش، ولكن إصرار حزب الله على أن يمارس دورا سلبيا بصفته ميليشيا مسلحة، يعزز المخاوف عوضا أن يبددها. كذلك فإن المخاوف تزداد مع تعطيل الحلول في ملف رئاسة الجمهورية”.
ويتهم النائب عن كتلة المستقبل التيار الوطني الحر الذي يقف ضد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، بأنه يتصرف “بشكل لا يقيم وزنا للاستقرار ولا للأمن. فهذا الإصرار على التعيين في ظل غياب التوافق ليس سوى دفاع عن الفراغ في المؤسسة العسكرية. وهذا المنطق يناقض موجبات مواجهة المخاطر الأمنية”.
ويصر التيار الوطني الحر على رفض التمديد لجان قهوجي على رأس قيادة الجيش، ملوحا في آخر تصريحات لرئيسه جبران باسيل بخيار النزول إلى الشارع في حال تم إقرار ذلك.
صحيفة العرب