بري يحذر من تدمير الهيكل على الجميع , وعون يصر على مطالبه والا من بعدي الطوفان
إقليميا : أميركا تعبّر عن إنزعاجها من الغزو التركي للاراضي السورية .
السفير :
أثارت واشنطن أمس زوبعة مفاجئة من الملاحظات والاعتراضات على الأداء العسكري التركي في الشمال السوري، على الرغم من أنها في مستهل الغزو التركي، أيّدت وباركت، بل أكدت المشاركة الأميركية في العمليات العسكرية عبر الدعم الجوي.
وبعد أيام على انفضاض مفاوضات جنيف الأميركية ـ الروسية من دون نتائج تذكر، استأنف سلاح الجوي الروسي غاراته الجوية، وشن ليل امس سلسلة ضربات على مواقع لـ«جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام» في ادلب، وحاجر مدينة سراقب وعلى الطريق الواصل بين بنش وسرمين.
وتطرح الانتقادات الأميركية تساؤلات إضافية حول طبيعة الموقف الأميركي من وجهة المدافع التركية في الشمال السوري، وحقيقة العلاقة التي باتت تربط البلدين «الحليفين»، وتثير تساؤلات عما اذا كان الغزو التركي يحظى بتأييد جدي في الادارة الاميركية وقواتها المسلحة التي تناوبت على يوم الانتقادات الطويل للأتراك.
كما تجيز هذه المستجدات التساؤل عما اذا كان الاميركيون يحاولون التملص مما يعتبرونه «انحراف» البنادق التركية وتركيزها على الأكراد، بدلا من «داعش» التي قامت بما يشبه «التسلم والتسليم» في مدينة جرابلس، وبلا طلقة واحدة أمام تقدم القوة التركية الغازية، وهي مستجدات تأتي قبل أيام من القمة الاولى التي ستجمع الرئيسين باراك أوباما ورجب طيب اردوغان، منذ انقلاب تموز الفاشل، الاحد المقبل في الصين، وبعد أيام فقط على زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي حرص على إظهار كامل الدعم الاميركي للهجوم التركي.
معلومات «السفير» أشارت أمس الى اتصالات على المستوى الأمني تجري بين أنقرة ودمشق، قد تتطور لاحقا الى اتصالات سياسية. نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش قال بعد ساعات إن كل الأطراف تبلغت بالعملية العسكرية، بما في ذلك سوريا عبر موسكو.
ولهذا، فإن من شأن هذه الانتقادات الأميركية المفاجئة أن تفتح الباب أمام سيل آخر من التساؤلات حول حقيقة الموقف الاميركي من الأحداث الاقليمية الجارية، ما بين موسكو وأنقرة، بالاضافة الى دمشق وطهران، وبغداد التي استضافت سرا اللقاء الأمني بين الأتراك والسوريين، خصوصا بعد الاتفاق على الاختلاف الذي ظهر واضحا في ختام مفاوضات وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الجمعة الماضي.
وقد تتخذ العمليات العسكرية التركية مسارا آخر الآن في ظل الانتقادات الاميركية وازدياد الغوص التركي في مستنقع الشمال السوري، وبدء سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات التركية، الى جانب تزايد أعداد الضحايا المدنيين السوريين في الغارات التركية.
نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس قال ان اوباما واردوغان سيبحثان الاحد المقبل «الحملة ضد تنظيم داعش وضرورة البقاء موحدين»، مشيراً إلى أنّ أوباما يريد مناقشة محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا «وكذلك جهود تعزيز الاستقرار في سوريا وحل أزمة اللاجئين».
وفي سياق الحاجة الى «البقاء موحدين» التي أشار اليها رودس، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر «دعَونا تركيا لإبقاء التركيز على قتال الدولة الإسلامية وألا تشتبك مع قوات سوريا الديموقراطية، وأجرينا عدداً من الاتصالات خلال الأيام القليلة الماضية».
وأشار كارتر الى أن الولايات المتحدة تعمل مع تركيا لإيضاح عناصر الاختلاف الموجودة بين أنقرة والقوات الكردية، موضحاً أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد تحدث إلى نظيره التركي أمس الأول الأحد.
وذهب رودس أبعد من ذلك قائلا إنه يعارض توغل تركيا في مناطق تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردي، معتبراً أن أي إجراء إضافي ضد «قوات سوريا الديموقراطية سيعقد الجهود لإقامة الجبهة الموحدة التي نريدها ضد داعش».
وأشار رودس الى أنه لم يتم التوصل «الى اتفاق مع روسيا حول سوريا»، مشيراً الى ان «نافذة التوصل الى وقف لإطلاق النار في سوريا ستغلق وعلى موسكو التحرك سريعاً».
من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك «نريد أن نوضح أننا نرى هذه الاشتباكات، في المناطق التي لا وجود للدولة الإسلامية بها، غير مقبولة ومبعث قلق بالغ».
أما المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» بيتر كوك فقد اشار الى أن القوات الاميركية لا تشارك في العمليات العسكرية ضد الاكراد، لافتاً إلى أنه «لم يتم التنسيق مع القوات الاميركية في شأن الاشتباكات ونحن لا ندعمها»، موضحا أن واشنطن طالبت «وحدات حماية الشعب» الكردية بالعودة إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، مشيراً إلى أن التراجع «حدث إلى حد كبير».
وأعلن مسؤول عسكري اميركي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن القوات الكردية انسحبت «بالكامل» الى شرق الفرات، موضحاً أن عملية الانسحاب التي تعد مطلباً رئيسياً لأنقرة، تمت تقريبا خلال يوم الاحد.
الموقف التركي
لكن اردوغان أعلن في بيان أن هجوم «درع الفرات» سيتواصل حتى «ينتهي تهديد داعش ووحدات حماية الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني»، مؤكداً أن بلاده ستتخذ كل الخطوات والاجراءات داخل الاراضي التركية وخارجها لحماية مواطنيه.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن احد ابرز اهداف «درع الفرات» هو منع إقامة ممر كردي ممتد من العراق إلى سوريا.
وأشار قورتولموش الى انه تم ابلاغ جميع الاطراف بالعملية التي بدأتها تركيا في سوريا الاربعاء، بما في ذلك دمشق، قائلا «تم إبلاغ جميع الاطراف المعنية .. بما فيها الادارة السورية التي تم إطلاعها من خلال روسيا. نحن متأكدون من ذلك».
ونقلت شبكة «أن تي في» التركية عن قورتولموش قوله، إنه إذا نجح الاكراد في إقامة الممر «فإنه يعني ان سوريا أصبحت مقسومة»، ونفى أن تكون تركيا في حالة حرب، قائلاً «نحن لا نسعى الى ان نكون قوة دائمة في سوريا، تركيا ليست دولة غازية، تركيا لا تدخل حربا».
ورداً على الانتقادات الاميركية، أكد وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر تشيليك أنه «لا يحق لأحد أن يقول لنا أي تنظيم إرهابي يمكننا قتاله وأي تنظيم نتجاهله».
ميدانياً
والسبت، اندلعت للمرة الاولى مواجهات برية بين دبابات تركية والمقاتلين المحليين المدعومين من الاكراد، وتعتبر أنقرة «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» في سوريا وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب» الكردية منظمتين «إرهابيتين». وينشر الجيش التركي حاليا حوالي 50 دبابة ومئات الجنود على الاراضي السورية في إطار عملية غزو «درع الفرات» التي انطلقت الاربعاء الماضي.
وتقدمت القوات التركية صوب منبج التي تقع على مسافة 30 كيلومترا جنوب الحدود التركية، وتردد دوي القصف المدفعي في بلدة قارقميش الحدودية التركية.
وأعلن الجيش التركي في بيان أنه وجه، خلال الساعات الـ24 الماضية، 61 ضربة بسلاح المدفعية إلى مواقع «الإرهابيين» في محيط مدينة جرابلس شمال سوريا، كما قصفت الطائرات التركية مواقع لـ «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق.
وشدد بيان الجيش على أن القوات التركية دمرت 20 هدفا، وذلك من دون الكشف عما إذا كانت المواقع المصابة تابعة لتنظيم «داعش» أو «وحدات حماية الشعب» الكردية، موضحاً أن وحدات «الجيش الحر» بسطت سيطرتها على عشر قرى جديدة في محيط المدينة، مشدداً على أنه تم تطهير مساحة 400 كيلومتر من «الإرهابيين» بالمنطقة منذ انطلاق عملية غزو «درع الفرات».
النهار :
قد تكون "الضارة النافعة " الوحيدة التي أبرزها الشق الثاني الملحق من ازمة النفايات التي عادت تتقدم في الايام الاخيرة كل الملفات الضاغطة في البلاد، انها تسببت بذعر واسع من شأنه ان يعجّل في المعالجات ولو على قاعدة ظرفية ويحول دون تمادي الازمة مثلما حصل في شقها الاول. فبينما عاد زحف اكوام النفايات يتمدد في مناطق كسروان والمتن وبعض بيروت وسط تنامي المخاوف من اشهر اضافية قد تغرق مناطق الازمة بما سبق لها ان عرفته مع المناطق الاخرى طوال اشهر قبل ان يبدأ تنفيذ الخطة الحكومية بانشاء مطمري الكوستابرافا وبرج حمود، شكلت جلسة لجنة المال والموازنة النيابية امس والتي خصصت لعرض الازمة الجديدة محطة بارزة من حيث جمعها مختلف الجهات المعنية بالمعالجات الامر الذي واكبته معطيات ايجابية ومشجعة على المسارعة الى احتواء الازمة قبل استفحالها. وبدا واضحاً من خلال المناقشات التي استفاضت فيها اللجنة مع المعنيين ان الخوف لم يقف عند تداعيات تعطيل الخطة الحكومية وسد ثغراتها بالنسبة الى مطمر برج حمود فحسب بل بدأت تتسع من حيث انعكاسات هذه المشكلة وتمددها الى مطمر الكوستابرافا بعدما تحركت عدوى الاحتجاجات في شأنه من خلال تحرك قام به امس الحراك المدني عند مداخل المطمر التي تتواصل الاعمال فيه.
وعلمت "النهار" ان حصيلة إجتماع لجنة المال والموازنة النيابية تضمنت مبدئياً نهاية لأزمة النفايات في مطمر برج حمود، وسيعود العمل غداً الى سابق عهده فترفع النفايات من مناطق بعبدا والمتن وكسروان وفقاً لما هو مقرر في خطة الحكومة ضمن سقف 1200 طن مخصصة لهذا المطمر وعدم تجاوزه. وفيما أعلن رئيس اللجنة النائب ابرهيم كنعان انه تقرر دعوة اتحادات البلديات المعنية الى اجتماع غداً الأربعاء من أجل التعامل مع خطة الحكومة كحل مرحلي، كشفت المناقشات التي جرت في اللجنة ان مجلس الانماء والاعمار أبدى إستعدادا للسير في أية خطة بديلة إذا كانت موجودة.
ووصف مشاركون في جلسة اللجنة الاجواء والخلاصات التي أدت اليها المناقشات بقولهم: "اجتمعوا... لم يتفقوا... لكنها تحلحلت". وذكروا ان مجلس الانماء والاعمار عرض خلالها لخطة معالجة النفايات المنزلية الصلبة التي وضعتها الحكومة والتي تمتد على أربع سنوات، وقدم ايضاحات وشرح أمورا فنية عدة لم يكن السياسيون والنواب على اطلاع عليها او كانت معلوماتهم مغلوطة في شأنها إن لناحية المطمر الصحي ام لناحية طريقة الطمر والمعالجة والكميات والمواد التي يمكن طمرها ومعالجتها وفرزها وغيرها. وأكد المجلس ان هذه الخطة مرحلية الى ان تتجهز البلديات وتصبح قادرة على ادارة هذا الملف باستقلالية واعتماد اللامركزية لمن تريد منها، وتلك التي لا تريد الاستقلالية ستلتزم الحل المركزي الذي يقوم على المحارق، كاشفا ان ملف تلزيم المحارق موجود لدى الحكومة منذ شباط الماضي من دون جواب او قرار منها. وتم تأكيد استقلالية البلديات وحريتها في اتخاذ القرار الذي تريده وفي بقائها ضمن الخطة او خروجها منها.
وإذ وافق الجميع حزب الكتائب على ان هذا المطمر ليس الحل المثالي، اكدوا ان هاجسهم الأول هو ايجاد الحل البديل الآني والسريع لرفع النفايات من الشوارع وعدم تكدسها من جديد، الأمر الذي لم يتم التوصل اليه، وكل الاقتراحات والحلول التي طرحت تتطلب فترات زمنية. وقالت المصادر انها لمست تفهماً وحلحلة لدى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل قد تترجم باعادة فتح الطريق امام المطمر بعد جلسة الاربعاء التي سيحضرها رؤساء البلديات للتشاور في ما يمكن البلديات القيام به والخروج بمقررات محددة، والموافقة على السير بالخطة الحكومية في السنوات الاربع المقبلة.
المأزق الحكومي
وفيما عاد المشهد السياسي يغرق في الجمود في انتظار ما سيعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري في خطابه غداً في الذكرى الـ38 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه في مهرجان تقيمه حركة "امل " في صور، تبدو الاتصالات والمشاورات في شأن المأزق الحكومي عالقة بدورها في انتظار عودة رئيس الوزراء تمام سلام غدا من اجازة خارج البلاد كما في انتظار ما سيصدر اليوم من توجهات ومواقف عن الاجتماع الاسبوعي لـ"تكتل التغيير والاصلاح " برئاسة العماد ميشال عون.
وعلمت "النهار" ان اتصالات جرت في الساعات الـ24 الاخيرة مع الرئيس سلام للقيام بوساطة بينه وبين "التيار الوطني الحر"، لكنه رفض ذلك إنطلاقا من أنه ليس هناك من صراع بينه وبين "التيار" وانما الصراع هو بين "التيار" وأطراف سياسيين وتالياً فهو غير مستعد أن يتحوّل من حكم الى فريق.وأكد انه حريص على الحكومة من أجل الحفاظ على الشرعية وهو غير مستعد للدخول في صراعات في حين ان مهمته إنقاذية.وحمّل من يريد ان يهز الوضع الحكومي المسؤولية عن تداعيات هذا السلوك.
اما في الجانب المتصل بالازمة الرئاسية، فبرزت امس زيارة عضو كتلة "المستقبل" النائب سيرج طورسركيسيان للعماد عون في الرابية للمرة الاولى مدرجاً زيارته في اطار مبادرة فردية وشخصية سعياً الى فتح صفحة جديدة مع العماد عون.
المستقبل :
بعدما استنفد العقم الرئاسي الطاقة الوطنية على استيلاد المبادرات ويكاد يقطع نسل الحلول، لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري صامداً مرابطاً عند المبادرة الأخيرة التي أطلقها على طاولة الحوار وسيعيد التذكير بها غداً في خطابه المركزي لمناسبة ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. فرئيس المجلس الذي يردد أمام زواره أنه ليس «ولاّدة مبادرات» لكي يلد واحدة كل حين، يعتزم في الغد بحسب الزوار لـ»المستقبل» أن يدقّ ناقوس «الفراغ» والتحذير في المقابل من مغبة استمراره و»هدم الهيكل« فوق رؤوس الجميع.
ومن هذا المنطلق ينوي بري الإضاءة في خطابه على تعاظم مخاطر الفراغ حتى بلغ مستويات باتت تتهدد السقف الوطني بالانهيار، متوجهاً تحت هذا السقف بنداء مفصلي يضعه برسم جميع اللبنانيين يدعوهم فيه إلى «إنقاذ» المركب الوطني قبل أن تبتلعه رمال الفراغ المتحركة والمتمددة في أكثر من اتجاه رئاسي ونيابي وحكومي ومؤسساتي واقتصادي واجتماعي وبيئي وصحي وحياتي.
وإذ ينقل الزوار أنّ رئيس المجلس النيابي ينوي وضع جميع المكونات الوطنية أمام مسؤولياتهم في الملف الرئاسي، فهو في سياق مقاربته للأزمة المؤسساتية الحاصلة سيعمد إلى حثّ المكوّن العوني على العودة عن لغة التصعيد والتهديد والمقاطعة وضرورة نبذ هذه اللغة التي بلغت مستوى «لعن» الخصوم واستخدام مفردات تبدو أشبه بتلك المستخدمة في «الإرساليات» أكثر منها في الحياة السياسية الوطنية، مؤكداً على كونه ينطلق في نصيحته هذه من ضرورة حماية العونيين أنفسهم من أنفسهم قبل أي طرف آخر. كما سيعمد إلى سحب البساط من تحت أقدام المستفيدين من تأجيج العصبيات الطائفية في البلد تحت حجة التصدي لتمديد ولاية المجلس بتأكيده جازماً أنّ الانتخابات النيابية المقبلة حاصلة حاصلة لا محالة مع الإشارة إلى أنه أثار التحضيرات الجارية لإجرائها أمس مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.
الحكومة
والأسبوع المقبل، يعود مجلس الوزراء إلى الانعقاد في جلسة عادية وسط ترجيح استمرار المقاطعة العونية احتجاجاً على مقاربة ملف التعيينات العسكرية. وأوضحت مصادر حكومية لـ»المستقبل» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام بعد انتهاء إجازته الخاصة وعودته نهاية الأسبوع الجاري إلى بيروت يعتزم دعوة المجلس إلى الانعقاد الأسبوع المقبل وفق جدول أعمال عادي لا يتضمن أي بنود قد تشكل حساسية للفريق المقاطع إنما يركز بشكل أساس على تسيير مصالح الدولة والناس، على أن يعود المجلس إلى التغيّب مجدداً الأسبوع الذي يليه بسبب سفر سلام إلى نيويورك في 15 أيلول.
وعن ملف التعيينات، أكدت المصادر أنه موضوع «على نار هادئة» حتى نهاية أيلول موعد انتهاء مدة خدمة كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان.
الديار :
الى الشارع...
كيف والى اين؟ الشارع الذي يفضي الى قصر بعبدا أم الشارع الذي يفضي الى... المحرقة؟
ديبلوماسيون أجانب ويرون انه يفترض بكل اللبنانيين ان ينزلوا الى الشارع بعدما طحنتهم الفضائح، والصفقات، والأزمات، الكل يستغرب كيف ان لبنان من دون كهرباء، ومن دون ماء، ومن دون طرقات.
الكل يستغرب ان أزمة القمامة باتت تشبه أزمة الشرق الاوسط، ودائماً بسبب صراع المافيات، وصراع الطوائف، حتى على القمامة.
قيادات مسيحية من «حكماء القوم» وتنظر بقلق الى ما يحدث امامها. تسأل ما اذا كان جبران باسيل يريد ان يخوض اختبار القوة، ويريد ان يثبت انه الوريث الشرعي، والحقيقي، للجنرال،لا سمير جعجع ولا شامل روكز...
رئيس التيار الوطني الحر لن ينتظر ما تقوله صناديق الاقتراع التي وصفها قيادي في التيار فصل أخيراً بـ«الصناديق المتفجرة» لأنها ستأتي بالويلات على التيار، لا بل ان القيادي إياه يصف الشارع بأنه المحرقة، يخشى ان يكون الجنرال هو الضحية الاولى للمحرقة.
لافتة كانت جولة باسيل في بعض بلدات الجنوب يوم الأحد. كثيرون تساءلوا ما اذا كان قد قصد أن يذهب الى الرئيس نبيه بري في عقر داره، وان كانت الغاية المباشرة هي استنفار مسيحيي هذه البلدات للنزول الى الشارع عندما يدق النفير.
جهات مسيحية وقريبة من رؤية التيار الوطني الى الأمور تسأل ما اذا كانت الشعارات التي ترفع حالياً هي شعارات من يريد أن يكون رئيساً للجمهورية، لتضيف هذه الجهات ان مسلمي لبنان (سنّة وشيعة) هم في أزمة كبرى تتعدى بمفاعيلها، واسقاطاتها، أزمة المسيحيين التي ليست أزمة وجود في حال من الاحوال...
وفي نظر هذه الجهات، ومنها جهات روحية، فان دور المسيحيين يجب أن يكون وطنياً بامتياز لا مسيحياً بامتياز، اي السعي، قدرالمستطاع، لرأب الصدع بين السنة والشيعة أو على الأقل لاقامة منطقة (سياسية) عازلة، وليس اقامة «حلبة صغرى» داخل «الحلبة الكبرى».
وتشير الى ان اي شعارات طائفية في الظروف الراهنة هي شعارات قد تساعد على تدمير الطائفة كما على تدمير لبنان.
الجهات إياها ترى ان ما يقال الآن يعني الاعداد لصدام مع طوائف أخرى تتهم علناً بأن قادتها انما هم أكلة لحوم المسيحيين»، حتى ان السبب الرئيسي للشغور الرئاسي هو الصراع الاقليمي الذي يرخي بظله على الساحة اللبنانية.
والواقع ان هناك اشادات من عواصم عالمية بأن قادة السنة والشيعة تمكنوا من ضبط الايقاع حتى الساعة، اذ ان هناك قوى خارجية بذلت كل جهودها، وأقامت الشبكات والخلايا، وأنفقت اموالاً هائلة، وحرضت علناً وفعلت ما فعلت من اجل الحاق الساحة اللبنانية بالساحة السورية دون أن تفلح في تفجير لبنان.
هذا فيما قضية المسيحيين هي من سيكون رئيس الجمهورية، ولا أحد يشك في الحيثية الشعبية والقيادية للعماد ميشال عون، ولا في نزاهته، وكان يمكن ان يكون فؤاد شهاب الثاني لو لم يضع «نقطة ضعفه» في الضوء لتظهر رئاسة الجمهورية وكأنها قضيته الاولى والأخيرة.
وما يتم تداوله ديبلوماسياً الآن ان رئاسة الجمهورية في ثلاجة الى أن يتبلور المسار السوري الذي لا ريب انه دخل مرحلة جديدة، وانطلاقاً من «الحالة التركية».
وهنا تقول المعلومات ان تطور الاحداث يميل لمصلحة عون، حتى ليتردد ان الرئيس الحريري سمع في أنقره كلاماً مختلفاً عن الكلام الذي يسمعه في الرياض أو جدة، وهذا ما يزيد في حدة (وتوتر) المسؤولين السعوديين الذين يمسكون بالملف اللبناني.
استطراداً، فان التصعيد الذي صدر (فجأة) عن وزراء ونواب في تيار المستقبل قد يكون بايحاء جهات سعودية، وناجماً عن سخط الرياض، لكون الاستدارة التركية، وان في حدود تكتيكة معينة، افقدتها العديد من الخيوط الحساسة في سوريا، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على لبنان.
وفي هذا الصدد، يقول سفير عربي في بيروت لـ«الديار» «واضح ان عون ليس من النوع الذي يمكن ان يكون رجل دمشق، او رجل ايران، في لبنان، وحين يصبح في قصر بعبدا لا بد أن يتخلى عن تلك «التعرجات» او «النتوءات» في مساره السياسي ويتصرف كرجل للجميع، والحقيقة اننا لا ندري لماذا ذلك الفيتو السعودي ضد وصوله الا اذا كانوا يريدون رئيساً يعلن، في اليوم الأول من ولايته الحرب ضد «حزب الله».
ـ فتفت: التصعيد... التصعيد ـ
التصعيد بلغ ذروته في تصريح للنائب احمد فتفت استخدمت فيه تعابير لم تكن لتستخدم من قبل، ولا بد أن يطرح اسئلة حاسمة حول جدوى الحوار، وحول منطق التشارك في حكومة واحدة اذا كان «حزب الله»، وكما وصفه نائب الضنية، «سرطاناً حقيقياً في البلاد بسبب التعطيل، وكذلك بسبب سلاحه غير الشرعي، حتى اذا لم يعد الى قناعته الوطنية، فلن نصل الى نتيجة ايجابية في البلاد».
فتفت اخذ في طريقه الرئيس نبيه بري، معتبراً ان من حق هذا الأخير «ان يتمسك بالسلة، ولكن نحن ندرك ان «حزب الله» هو من يطالب بهذه السلة».
ولاحظ «ان التصريحات التي تقول انه بمجرد تطبيق السلة سيتم انتخاب رئىس يدل على ان من يطالب بالسلة هو سبب التعطيل ويحاول تعطيل عمل المؤسسات الدستورية»، مضيفاً بأن «الاولى بنا ان نذهب الى انتخاب رئيس».
ورأى فتفت «ان الحوار لن يتقدم اذا لم نقدم على هذه الخطوة»، دون ان يتوقع «اي تقدم في جلسة الحوار ما دامت لا توجد هناك اي مبادرات لا من «حزب الله» ولا من التيارالوطني الحر انما مزيد من المزايدات السياسية».
اوساط سياسية وسألت ما اذا كان فتفت «فاتح على حسابه»، ليتجاوز كل الخطوط الحمراء حتى في شروط «ربط النزاع» مع «حزب الله»، ام ان اشارة وردت اليه بالتصعيد على ذلك النحو وباستخدام كلمة ضد الحزب تستخدم عادة ضد اسرائيل.
كما كان لافتاً هجوم فتفت حتى على بري من خلال «السلة» التي اعتبر انها صناعة الحزب ويتولي بري تسويقها.
ـ الامور فلتانة ـ
قطب سياسي في 8 آذار قال لـ«الديار» «نحن نعلم ان الامور «فلتانة» داخل تيار المستقبل الذي تحوّل الى «حارة كل من ايدو الو»، ولكن ان يقال مثل ذلك الكلام بحق «حزب الله»، فهذا تصعيد خطير، ويفترض بالحريري اما ان يوضح هذه المسألة او ان يتخذ اجراء بحق من قال ذلك الكلام.
ـ الموسوي والحل ـ
ثمة موقف للنائب نواف الموسوي توقفت عنده قيادات 14 آذار، وترددت معلومات تفيد بأن شريطاً مسجلاً عن الموقف ارسل الى الحريري، اذ اعتبر «اننا لم نعد بعيدين عن الحل السياسي الذي يخرج اللبنانيين من ازماتهم الدستورية، لا سيما وان المسار الذي بدأه رئىس تيار المستقبل يا يزال قائماً وقبل منا جميعاً في فريقنا السياسي، لا سيما التيار الوطني الحر، واتخذنا تجاهه مواقف بينما ما صدر عن سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله، بالتالي لا تزال الطرق مفتوحة ولا توجد اي عقبات بل ان الامور تحتاج الى تعجيل».
اضاف الموسوي «يجب الا تطول فصول رواية «الاخوة الاعداء» الذين يقاتلون في تيار المستقبل على من يكون رئىساً للحكومة لأن احد اسباب عدم حسم الموقف، فضلاً عن التردد وعدم الحزم الدولي، فضلاً عن التردد الاقليمي، هو هذه الحرب الشعواء التي تدور داخل التيار حول من يصل الى السرايا الحكومية».
وقال الموسوي «ما زلنا رغم السلبية التي تشاع في الوسط الاعلامي نؤكد تفاؤلنا بامكان التوصل الى تفاهم يبدأ من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ويكتمل بتوافق وطني يؤدي الى انتخاب العماد عون رئىساً للجمهورية، والى تشكيل حكومة تتمثل فيها الجهات الفاعلة والمؤثرة، والى قانون انتخاب يتيح للشعب اللبناني ان يختار ممثليه على نحو يحفظ التوازن والشراكة من خلال دقة التمثيل بحيث لا يمكن لاي قانون ان يغيّب اي فئة على فئة اخرى».
وشدد على انه مثلما كان عون وتياره الى جانب اهلنا وشعبنا ومقاومتنا في عدوان 2006، وبالتالي فاننا كنا في المراحل الاصعب الى جانب عون فكيف اليوم؟
ـ موفد للحريري عند عون ـ
وتؤكد «الديار» ان موفداً للحريري كان قد ابلغ عون، منذ اسبوعين تقريباً وقبيل كلمة السيد حسن نصرالله في ذكرى انتصار تموز، انه مستعد لأن يدعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية، سائلاً ما اذا كان فريق الجنرال يقبل به كرئيس للحكومة.
وقد تكون اشارة السيد نصرالله في صدد الانفتاح على الحريري لرئاسة الحكومة قد وردت في هذا السياق، لينتظر نواب المستقبل 24 ساعة قبل ان يحملوا على ما دعوه بـ«المبادرة» لانها في نظرهم قفز فوق الدستور.
وردات الفعل هذه اثارت الكثير من التساؤلات، وما اذا كانت قيادات تيار المستقبل تعلم اوركسترالياً ام ان هناك اكثر من مايسترو، واكثر من اتجاه، واكبر من ارتباط، داخل التيار.
الجمهورية :
يبدو أنّ لبنان، في ظلّ الأفق المسدود في المنطقة بشكل عام، محكومٌ بأن يبقى مرميّاً في قعر الأزمات، وبأن يبقى حبلُ التعقيدات مشدوداً على رقبته إلى ما شاء الله. وفي هذه الأثناء برزت أمس الزيارة التي قامت بها سفيرة الولايات المتّحدة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد إلى رئيس مؤسسة «الإنتربول» نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر، حيث تمّ بحث الأوضاع والتطوّرات العامّة.
باتَ الحديث عن الملفّ الرئاسي باعثاً إلى الملل ونوعاً مِن العبث الذهني الذي لا طائل منه، وصار استِذكار مجلس النواب العاطلِ عن التشريع أشبَه بصراخ في صحراء بلا صدى، وصارت مقاربة الحكومة بشللِها ومتاريسِها وتناقضاتها وتجاذباتها وعجزها وتقصيرها وغيابِها عن أبسط هموم المواطنين، أشبَه بالبكاء الفارغ على الأطلال.
ومِن وسط هذا الركام السياسي، انبَعثت أزمة النفايات مجدّداً لتحجز مكاناً لها، إمّا دائماً أو موَقّتاً أو موسمياً، على الحلبة الداخلية، كمادة مشتعلة جاهزة للاستثمار بأبعادها السياسية والمصلحية والمزايداتية، بعدما استعصى الدخول عن قصدٍ أو عن غير قصد، عن عجزٍ أو عن غير عجز، إلى «مغارة النفايات» لاجتراح الحلول لهذه الكارثة، أوّلاً رحمةً بالناس، وثانياً للنأي بلبنان عن أن يجمع في آنٍ واحد صفتَي التلوّث البيئي والتلوّث السياسي، مع ما يترتّب على ذلك من انهيارات لا تُحمد عقباها.
في هذا الجوّ، تزداد الهموم وتتوالى، كأنّه مكتوب على اللبنانيين أن يُراكموا المشكلات والأعباء على أنواعها، الهمّ السياسي المزمِن باتَ مستعصياً، والهمّ الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي ضاغطٌ على كلّ المفاصل، وهمُّ النفايات حدِّث ولا حرَج، ولكن أكثرها حساسيةً هو الهمّ الماليّ للدولة، المهدَّد بالانحدار أكثر في غيابِ الموازنة العامّة للسنة الحادية عشرة على التوالي. إضافةً إلى إمكان تعرّضِه لخطرٍ خارجي في الآتي من الأيام عبر إدراج لبنان على اللوائح السوداء.
الهمّ المالي
فعلى مسافة 24 ساعة من بداية شهر أيلول، تعود إلى الواجهة أزمة عجزِ لبنان عن الالتحاق بالقوانين الماليّة الدولية التي تضمن بقاءَه في النظام المالي العالمي، وتهدّد من جديد بإدراجه على اللوائح السوداء، في ظلّ الأزمة الحكومية القائمة، والتعطيل السياسي على أكثر من مستوى، وانسدادِ الأفق أمام أيّ حلول في ما يتعلّق بعودة عملِ المؤسسات الدستورية.
في هذا السياق، علمت «الجمهورية» من مصادر مصرفية أنّ لبنان التزَم توقيع اتفاقية «غاتكا» لكنّه لم يوقّعها بعد، ويُفترض أن يفعل ذلك في شهر أيلول. وكشفَت المصادر أنّ التقرير الأخير للأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD أنجيل جوريا، والذي أعلن عنه خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في الصين، أشار إلى أنّ لبنان يقع بين الدول التي سيَصعب عليها الانتقال إلى المرحلة الثانية من نظام «غاتكا»، أي التوقيع على الاتفاقية خلال المهلة المحدّدة.
ولفتَت المصادر إلى أنّ تقرير منظمة التعاون اتّسَم بالسلبيّة تجاه لبنان، وأشار إلى أنّ البلد يعاني من مشاكل قانونية، وأنّ هناك مشاريع قوانين يجب أن تُبتّ في مجلس الوزراء ومجلس النواب لكي يتمّ التوقيع على الاتفاقية، «وهذه المشاكل تتعلّق بالسرّية المصرفية وغيرها».
يأتي هذا الهمّ المالي الجديد متزامناً مع نتائج الفصل الأوّل من العام 2016، والتي أظهرَت ارتفاع الإنفاق بنسبة 10 في المئة، وانخفاضِ الإيرادات بحوالي 7 في المئة، بما يُنذِر بتفاقُمِ أزمة الماليّة العامة، وارتفاعِ وتيرةِ نموّ الدَين العام، في ظلّ تراخٍ يشير إلى أنّ مشروع موازنة 2017 الذي رفعَته وزارة المالية إلى مجلس الوزراء، قد ينضمّ إلى ما سبَقه من مشاريع موازنات للأعوام السابقة، بقيَت في الأدراج حبراً على ورق.
السياسة: مشاورات
في السياسة، مراوحة شاملة، يكسرها حراك متقطّع أقرب ما يكون إلى التسلية السياسية في الوقت الضائع. المستويات السياسية مشغولة في اتّجاهين: الأوّل كيفية تجاوُز الاستحقاق العسكري وتمرير التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يبدو أنّه أصبح وشيكاً، والثاني كيفية احتواءِ الاعتراض «العوني» على هذا التمديد.
وعلى هذا الأساس، ارتفعَت وتيرة الاتصالات العلنية وغير العلنية، بين الرئاستين الثانية والثالثة من خلفية التأكيد على الحفاظ على الجسم الحكومي حتى ولو كان هيكلاً عظمياً، وكذلك بين القوى السياسية، وخصوصاً بين عين التينة والرابية، حيث تسجَّل زيارات وحركة موفدين بين المقرَّين.
وتعكس الاتّصالات بين الرابية وعين التينة ما يمكن وصفُها بـ»الليونة السياسية» بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، وهو أمر تؤكّد عليه أوساط الطرفين.
وتحدّثت مصادر سياسية لـ«الجمهورية» عن مروحة اتّصالات بين الرابية وقوى سياسية وكذلك مع عين التينة ، آملةً في أن تؤدّي إلى إيجابيات وتفاهمات.
وقالت: الساعات التي تسبق انعقاد اجتماع الـ«تكتّل» عصر اليوم، ستكون حافلةً بالاتصالات على غير صعيد، مشيرةً إلى أنّ البحث لا يتركّز فقط على جلسة مجلس الوزراء المقبلة وما يمكن أن يكون موقف «التكتّل» منها بالمشاركة أو عدمها، بل إنّ التركيز هو على طاولة الحوار المقبلة.
وردّاً على سؤال عن الخطوات العونية التي يمكن أن تتّخَذ في ضوء هذه الاتصالات، قالت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية»: نحن دائماً إيجابيون، وفي ما خصّ الاتصالات سنبني على الشيء مقتضاه.
وليس مستبعَداً أن يَصدر عن «التكتل» اليوم موقفٌ في سياق خريطة طريق التحرّك التي حدّدها «التيار الوطني الحر» الأسبوع الماضي.
برّي: الوقت يسبقنا
إلى ذلك، أكّد بري القول أمام زوّاره أن لا جديد على المستوى الرئاسي، مكتفياً بالقول: الوقت يوشك أن يسبقنا، وأخشى، إنْ بقينا في مربّع السلبية كما نحن الآن، أن يسبقنا أكثر فأكثر ولا يعود في إمكاننا اللحاق به». وهذا الموضوع، كما أكّدت أوساطه قد أفرَد بري له حيّزاً مهمّاً في الخطاب الذي سيلقيه في مهرجان الإمام موسى الصدر في صور غداً الأربعاء.
اللواء :
ما تميّز به اليوم الأوّل من الأسبوع، نبرة الهدوء سواء عبر التصريحات أو المواقف، حيث تقدّم مناخ الرغبة لمعالجة أزمة النفايات، وكادت الأزمة الحكومية تبرد كلياً أو على الأقل سحبت إلى داخل الاجتماعات المغلقة لتسلك سبل المعالجة بعيداً عن الوعيد والتهديد، أو شوط المواقف غير المحسوبة التي لا يمكن ان تؤدي إلى نتائج لا سياسية ولا عملية.
ومن المؤكد أن تداعيات الحرب السورية بدخول التركي طرفاً مباشراً على أرضها، والحسابات الإقليمية والدولية، التي دفعت بأنقرة إلى الاشتراك المباشر بالحرب عبر العمليات الدائرة في الشمال السوري، فرضت ما يمكن أن يوصف بأنه «هدنة معالجة»، لمنع لبنان من أن يتأذى من شظايا تداعيات الحرب في سوريا.
وكشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ«اللواء» أن اجتماعات عقدت بين قياديين من حركة «امل» و«حزب الله» في نهاية الأسبوع تناولت التحضيرات الجارية لإحياء الذكرى الـ38 لتغييب الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا في 31 آب عام 1978، فضلاً عن الأوضاع الأمنية في البلاد والوضع السياسي بعد مقاطعة وزراء «التيار الوطني الحر» و«الطاشناق» جلسة مجلس الوزراء الخميس الماضي، والموقف المشترك الذي يتعين اتخاذه لحصر ذيول الأزمة ومعالجة الوضع قبل جلسة الحوار الوطني في 5 أيلول ومجلس الوزراء في الثامن منه.
وكشفت هذه المصادر، أن تبدلاً طرأ على المواقف لجهة عدم التفريط بالحكومة القائمة، واعتبارها «حبل السرّة» بالنسبة لاستمرار وحدة المؤسسات ومنع أية تفاعلات في الشارع والحفاظ على المؤسسات الراعية للاستقرار، لا سيما طاولة الحوار، وحماية الاستقرار الأمني والاقتصادي.
بالمقابل، أكّد مصدر وزاري لـ«اللواء» أن لا معطيات جديدة في ما يتعلق بما آلت إليه الاتصالات في شأن مجلس الوزراء الخميس المقبل.
ولم يشأ المصدر التكهن بما إذا كان مجلس الوزراء سيتطرق إلى التعيينات العسكرية أم لا في حال انعقاده.
ونقل المصدر عن الرئيس تمام سلام انه لا يعتبر أن هناك صراعاً بينه وبين «التيار الوطني الحر»، ولا حتى بين التيار والحكومة، إنما هناك صراع سياسي بين الأطراف السياسية، وعليها أن تتحاور للتوصل إلى حلول وتفاهمات، وتجنب المزيد من المشكلات.
ووفقاً لهذا المصدر فان الرئيس سلام أبلغ من يعنيه الأمر انه لن يستدرج لإجراء اتصالات مع أي طرف وهو لم يتورط في الأزمات وليس طرفاً فيها.
في هذا الوقت، أبلغ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الرئيس نبيه برّي لدى زيارته عين التينة أمس، سبب غيابه عن جلسة مجلس الوزراء، مشدداً على نقطتين:
1 - النقطة الأولى تتعلق بأن لا علاقة لغيابه عن الجلسة بأي شكل من الأشكال بمقاطعة التيار العوني، لا من جهة التضامن ولا من جهة التنسيق أو أي أمر آخر.
2 - النقطة الثانية تتعلق بتسجيل رسالة عتب على خلفية المشاورات التي جرت في السراي الكبير مع عدد من الوزراء حول تأجيل أو عدم تأجيل جلسة مجلس الوزراء، حيث أن الوزير المشنوق يعتبر انه كان يجب أن يكون في أجواء المشاورات التي حصلت.
إلى ذلك، كشف مصدر نيابي في «تكتل الإصلاح والتغيير» ان التكتل سيجري مراجعة في اجتماعه اليوم، للموقف السياسي، ومواقف الأطراف بمقاطعة التيار الوطني للجلسة الأخيرة، وما تعين اتخاذه في حال تمّ الإصرار على عقد جلسة لمجلس الوزراء في الثامن من المقبل.
ورأى المصدر العوني ان صمت النائب ميشال عون لا يمكن ان يستمر وإن كان يفضّل إعطاء المزيد من الوقت للاتصالات الجارية.
ولاحظ هذا المصدر ان هناك مجالاً بعد للأخذ والرد، نظراً لحراجة الموقف وما ينجم عن أية خطوة من عواقب غير محسوبة.
ورأت مصادر قيادية في قوى «14 آذار» ان التصعيد من جانب «حزب الله» في وجه المستقبل وتصعيد «التيار الوطني الحر» في وجه الحكومة هو مدروس ومنسق بين الطرفين في إطار الضغط لإرغام «تيار المستقبل» على السير في خيار عون، وانطلاقاً من ان رئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري مستمر في ترشيح رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية وهو لن يساوم على هذا الترشيح.
النفايات
بيئياً، وضعت لجنة المال والموازنة النيابية يدها على أزمة النفايات التي عادت تُهدّد بإنشاء الأوبئة، بعدما ملأت الشوارع والساحات في المتن الأعلى وهددت أبواب المستشفيات والمرافق الحيوية في المنطقة.
وكان الأبرز مشاركة الأطراف الأساسية المعنية بالأزمة حزب «الطاشناق» ممثلاً برئيسه اغوب بقرادونيان ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والتيار الوطني الحر المتمثل بأمين سر التكتل (رئيس لجنة المال والموازنة) النائب إبراهيم كنعان، ووزير الزراعة المكلف بملف النفايات اكرم شهيب وحضور رئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر.
وبعد ثلاث ساعات من النقاشات الحامية، اتفق على الاعتماد على «لا مركزية» النفايات على ان يعقد اجتماع غداً الأربعاء بحضور رؤساء اتحادات المتن وكسروان وبعبدا ورئيسي بلديتي الجديدة وبرج حمود للاطلاع على خطط البلديات وجهوزيتها إذا ما اتفق على اعتماد لامركزية النفايات.
وفيما طرح بعض النواب الإسراع باللامركزية الإدارية التي ستطرح أيضاً على طاولة الحوار الاثنين المقبل، اعتبر المهندس الجسر ان الحل الالتزام بخطة مجلس الوزراء والتسريع بتلزيم معمل المعالجة والفرز.
وفهم من مداخلة الوزير شهيب ان الحل لعدم رمي النفايات في شوارع المتن أو تحويل المنطقة إلى مكب، يكون باحترام الخطة المتوازنة التي اقرها مجلس الوزراء وإعادة فتح مطمر برج حمود امام الشاحنات التي تجمع النفايات وتعمل على فرزها، بصرف النظر عن الثغرات التي تشوب هذه الخطة والتي يمكن ان تعالج.
ميدانياً، ما تزال شوارع المتن الشمالي وكسروان غارقة بالنفايات وعمل البلديات يقتصر على رشّ الكلس ومحاولة تجميع النفايات لكي لا تسدّ الطرقات، فيما المواطنون يعانون من المشكلة ويتخوفون من استمرارها وإطالة امدها وانعكاساتها الصحية والبيئية على حياتهم.