حالة من الاستنفار تشهدها المطارات المصرية تزامنا مع زيارة وفد جديد من خبراء التأمين والملاحة الجوية الروس للاطمئنان على التزام مصر بتعهداتها إيذانا بعودة السياح الروس إلى مصر
وإن آذنت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، بقرب انفراج الأزمة بقوله إن "عودة السياحة الروسية إلى مصر تعبير عن قوة العلاقة بين البلدين وأنا متفائل بعودتها قريبا بإذن الله"، فلا تزال القاهرة وموسكو تجريان محادثات لاستئناف عودة الرحلات الجوية بين البلدين، بعد توقفها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في أعقاب حادث تحطم الطائرة الروسية عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ.
وتأتى زيارة الوفد الروسي بعد عدة أسابيع من زيارة وفد أمني روسي رفيع المستوى إلى شرم الشيخ لبحث إجراءات تأمين السياح، وتوفير الخدمات في المدينة. وقد تفقد الوفد الروسي مدى مراقبة شرم الشيخ بأكملها بكاميرات المراقبة البالغ عددها 400 كاميرا، وكذلك الأكمنة ومدى تطويرها، بالإضافة إلى خطة إخلاء نزلاء الفنادق في حال اندلاع حريق، وتأمين مطار شرم الشيخ الدولي.
واستبعد يسري عبد الوهاب، رئيس اتحاد النقل الجوي المصري، في حديث مع RT إقدام وزارة الطيران المدني على خطوة من شأنها تخصيص صالات وصول ومغادرة للسياح الروس، ورأى ما أطلقه المتحدث باسم السفارة المصرية في موسكو مجرد اقتراح غير مدروس؛ لأنه يتنافى مع قواعد النقل الجوي التي تضع إجراءات التأمين على قدم المساواة لكل الركاب حول العالم. عبد الوهاب أشار إلى أن ما أنجزته السلطات المصرية خلال العام الماضي من مراجعة كاملة وتطوير لمنظومة تأمين المطارات بشهادات عالمية من شأنه تعزيز فرص عودة السياحة الروسية إلى مصر في أقرب وقت.
وأضاف رئيس اتحاد النقل الجوي المصري أن تولي الشركات الخاصة مهمات تفتيشية على البوابات والحقائب والمنافذ الخاصة بالدخول لصالات المطار المختلفة، مرحلة كان لا بد من وجودها؛ مشيراً إلى بدء شركة "فالكون" الوطنية بتأمين مطار شرم الشيخ، يليه مطار القاهرة، وذلك من دون الإخلال بمسؤولية الشرطة المصرية في التأمين الكامل للمطارات.
من جانبه، قال إلهامي الزيات، رئيس اتحاد الغرف التجارية عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات، إن عودة السياحة الروسية تعد مكسباً لكلا الطرفين، حيث أن تركيا واليونان لا تمثلان بديلاً عن المقاصد المصرية السياحية، لأنهما تمثلان موسم السياحة الصيفية، بينما تتمتع مصر بشواطئها الدافئة شتاء، متوقعا أن تعود السياحة الروسية إلى مصر مع بداية النصف الثاني من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وتعد السياحة الروسية مصدراً مهماً لدعم موارد مصر من العملات الصعبة، ومحركاً لتنشيط عدة قطاعات أخرى، خصوصا أنها تمثل 50% من إجمالي السياحة الوافدة إلى مصر.
ففي عام 2014، حافظت مصر على مكانتها كأهم وجهة سياحية للمواطنين الروس، وبلغ عدد السياح الروس، الذين زاروا مصر لأول مرة في العام الماضي، 47% من جملة الوافدين. في حين بلغ عدد، الذين زاروا مصر أكثر من 3 مرات، نحو 30%، ونسبة الذين زاروا مصر أكثر من مرتين نحو 22.6%، من جملة السياح الروس.
وبحسب بيانات وزارة السياحة، فقد حقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر العام الماضي 2014، من أصل 7.3 مليار دولار حققها قطاع السياحة ككل خلال العام نفسه.
وتتركز السياحة الروسية الوافدة إلى مصر في زيارة المناطق الساحلية على شاطئ البحر الأحمر وجنوب سيناء؛ في حين تذهب نسبة ضئيلة للغاية في رحلات لزيارة المناطق الأثرية في المدن المصرية.
وتتصدر محافظة البحر الأحمر عدد الليالي السياحية بالنسبة للسياح الروس، إذ تستحوذ على 52%، وتليها منطقة جنوب سيناء 47%. فيما تعد أطول مدة إقامة في الإسكندرية بواقع 12 ليلة، وتليها مطروح بـ10 ليال؛ ويتراوح إنفاق السائح الروسي ما بين 55 و60 دولارا في الليلة.