أثار تقاعس الفصائل المقاتلة في الجنوب السوري عن نصرة مدينة داريا، التي أجلي عنها أهلها ومقاتلوها الثلاثاء، مظاهرات شعبية في ريف درعا عبّر فيها الأهالي عن استيائهم من تقاعس هذه الفصائل في مواجهة النظام السوري منذ مدة طويلة، بينما حمّل قائد في الجيش الحر المسؤولية للفصائل المقاتلة في القلمون ومحيطها وغوطتي دمشق الغربية والشرقية، الأقرب لداريا من درعا، على حد قوله.
وكان أهالي وثوار داريا بريف دمشق أخلوا مدينتهم، تنفيذا للاتفاق الذي أبرم مع النظام السوري مؤخرا، ويقضي بإجلاء جميع المدنيين ومقاتلي الجيش الحر من المدينة، بينما تواصل الفصائل المقاتلة بالجنوب السوري خمودها بوجه النظام السوري.
وأدى الجمود الذي يسود جبهات الجنوب السوري، لا سيما محافظة درعا، إلى استياء الأهالي من فصائل الجبهة الجنوبية، الأمر الذي أغضب شريحة من المدنيين في الجنوب، ودفعهم للخروج بتظاهرات في مناطق مختلفة منه، نددت بغياب المعارك وتخاذل الفصائل المقاتلة عن نصرة أهالي داريا.
وقال الإعلامي أبو محمد الحوراني، من ريف درعا في حديثه مع "عربي21" إن "أهالي قرى اليادودة وكفر شمس وسحم الجولان بالريف الغربي لدرعا، وقرية المعلقة بريف القنيطرة، خرجوا في مظاهرات بعد صلاة الجمعة، طالبوا فيها بإسقاط قادة فصائل الجبهة الجنوبية وتغييرهم، بعد تلكئهم عن فتح المعارك بمحافظة درعا، للتخفيف عن داريا المحاصرة".
كما بث "تجمع أحرار حوران"، المعني بتغطية مجريات وأحداث محافظة درعا، أشرطة مصورة لمظاهرات شعبية في مدينة الحارة بريف درعا الشمالي الغربي، وبلدة المزيريب بالريف الغربي، ومدينة الحراك بالريف الشرقي من المحافظة، أعرب الأهالي من خلالها عن استيائهم إزاء تقاعس فصائل الجيش الحر بالمنطقة عن مؤازرة ثوار وأهالي مدينة داريا.
وردد خلال المظاهرات الشعبية في محافظة درعا المتظاهرون شعار، "يا للعار يا للعار... يسقط قادة الدولار".
بدوره، رأى الدكتور إحسان الحاج علي، من بلدة خربة غزالة بريف درعا، أن الحل الأجدر لتغيير مجرى الأحداث في الجنوب السوري، هو الانقلاب على قادة فصائل الثوار وانتزاع مناصبهم، وتعيين من هم أهل لتلك المراكز، ليسهموا في تغيير حال الثورة في درعا للأسمى والأفضل، لتتصدر المشهد الثوري من جديد.
وكان الدكتور تيسير الزعبي من بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي، أعلن عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اعتزاله نشاطاته الثورية، موضحا أنه أقدم على الاعتزال، بعد رؤيته تقاعس قادة الفصائل العسكرية عن تحريك جيوشهم لمساندة الثوار في حلب وداريا، وتخفيف ضغوط القصف والمعارك عنهم.
من جهته، بين أدهم الكراد، قائد "فوج الهندسة والصواريخ" التابع للجيش الحر في حديثه لـ"عربي21"، أنهم مستاؤون أيضا مما حدث في داريا، ويحملون مسؤولية ذلك تشكيلات الجيش الحر العاملة في القلمون ومحيطها وغوطتي دمشق الغربية والشرقية، الأقرب لداريا من محافظة درعا.
وبيّن قائد الفوج العامل في الجنوب السوري، إن غضب المدنيين بدرعا إزاء ركود جبهاتها، يدل على أنها ما زالت شعلة الثورة، لذا من الواجب علينا أن نعمل لتحقيق آمالهم، بإهدائهم الانتصارات التي اعتاد عليها مقاتلو الجيش الحر في المنطقة.
واستطرد بالقول: "إذا كانت الظروف العسكرية أجبرت ثوار داريا على الخروج من مدينتهم، فأنا وجهت نداء الرجل الكريم في حوران، الذي يفتح باب منزله لاستقبال ضيوفه الكرام، ومتأهب للتلاحم معهم في سبيل استعادة الحق المسلوب".
واستهل مجموعة من أئمة مساجد مدينة درعا خطبهم يوم الجمعة، باتهام قادة الفصائل بأداء دور غير مباشر في سقوط مدينة داريا".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالتنديد والشتائم الموجهة لقادة فصائل الجبهة الجنوبية، وشارك بها عدد كبير من السوريين، من بينهم العديد من أهالي درعا والقنيطرة، في موجة من المنشورات التي تعبر عن عدم قبولهم لاستمرار توقف الجبهات في الجنوب السوري.
وغرد الناشط الإعلامي "أبو غياس الشرع" من ريف درعا عبر "تويتر، "التخاذل عن داريا جريمة بكل معنى الكلمة، ولن نكون في صفحات العار فقط بل سندخل صفحات الخيانة والتخاذل من أوسع أبوابها".
عربي21