يملأ الفراغ، في الوقت الفاصل، عن جلسة مجلس الوزراء بعد أقل من أسبوعين: طنين التهديدات العونية للحكومة و«الميثاقية» وروائح النفايات التي تسببت بإقفال مطمر برج حمود، ولم تستطع بعد مبادرات بعض البلديات المتنية من كبح انتشارها، وتخليص المواطن من شرّ أمراضها على أبواب الشتاء.
ومن المؤشرات السلبية التي تملأ الفراغ، تمدّد حالة الاتهامات المتبادلة بين تيّار المستقبل وحزب الله على التعطيل، أو التضليل، أو ما شابه في ما يُحاكي التوتر الإقليمي في غير محطة، فاليمن الى سوريا، فيما برز سباق بين الوزراء لقلب الطاولة الحكومية. عبر تلويحات متعددة بالاستقالة من الحكومة التي يمضي رئيسها إجازة خاصة في الخارج.
وإذا كان الأسبوع الطالع يبدأ بما انتهى عليه الأسبوع الفائت، فإن بعد غد الأربعاء، أي 31 آب الجاري، سيكون محطة سياسية، يعلن فيها صراحة الرئيس نبيه برّي الموقف من مصير الحكومة، ومقاطعة وزراء «التيار الوطني الحر»، وطاولة الحوار الوطني ومسألة الميثاقية والعيش المشترك من زاوية المواقف التأسيسية للإمام المغيب السيّد موسى الصدر حيث ستحضر في كلمة رئيس «حركة أمل» التطورات المتعلقة في قضية افتقاد الامام في الذكرى الـ38 لتغييبه؟ وستكون مناسبة أيضاً لإدراج القوة التمثيلية للرئيس برّي بقاعاً، مع العلم ان الاحتفال سيقام في مدينة صور حيث هناك انطلقت حركة أمل في سبعينات القرن الماضي.
ووفقاً لمعلومات «اللواء» فإن الرئيس برّي سيشدد على الحكومة وطاولة الحوار الوطني والعيش المشترك وضرورة التمسك بالثوابت التي على أساسها تشكّلت الحكومة، نظراً للمخاطر المحدقة بلبنان سواء المخاطر «الارهابية» أو الأمنية، وتلك المتعلقة بالتهديدات الإسرائيلية في ضوء الحاجة إلى ان تصدر الحكومة مراسيم النفط وتقر موازنة العام 2017، مؤكداً رفض الشغور في المؤسسات الأمنية أو مؤسسات الدولة.
ولم تستبعد مصادر نيابية ان تتضمن كلمة الرئيس برّي ردوداً على بعض ما أثاره «التيار الوطني الحر» من دون ان يسميه.
وكانت نهاية الأسبوع حفلت بجولة لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ضمنها مواقف سياسية كادت تلامس المجلس النيابي عندما أعلن ان أي محاولة للتمديد للمرة الثالثة للمجلس النيابي سيتم منعها في الشارع.
وقال باسيل في خطاب طغى عليه اللون المسيحي الفاقع: «سنعمل على صياغة قانون انتخابي عادل مع «القوات» و«الكتائب»، معتبراً ان سياسة التفاهم مع «حزب الله» هي السياسة التي تحمينا وتحمي لبنان»، واصفاً «ما تقدّم عليه الحكومة بالمعارض للقانون».
وأشار باسيل «الى ان القصة لم تكن تمديداً لضابط بل التمديد لوضع لم نعد نستطيع ان نستمر به أو نتحمله»، متسائلاً: «اذا كان هناك ميثاقية بانتخاب النائب عقاب صقر رئيساً للمجلس النيابي أو النائب قاسم هاشم رئيساً للحكومة حتى يرضى فريقه ان تكون «الشبطيني» و«دو فريج» بيعملوا ميثاقية في الحكومة».
وفي جبيل تفاعل حادث اقدام بعض الشبان على طلاء نصب ساحة الرئيس ميشال سليمان باللون الأسود، الأمر الذي وصفه الرئيس سليمان بأنه العودة إلى الوطاويط الملثمين.. في حين اتهمت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني الوزير باسيل بجر البلاد إلى الفيدرالية. وقالت «لم اكن اتمنى للعماد عون ان يتم وضع اسمه بالأسود على بلاطة (في إشارة إلى كتابة اسمه مكان الرئيس ميشال سليمان).
وهددت الوزير شبطيني بالاستقالة من الحكومة وتحويلها إلى حكومة تصريف أعمال.
كما هدّد عضو اللقاء التشاوري وزير الاتصالات بطرس حرب بالانسحاب من الحكومة، رافضاً ان يكون شاهد زور على ما يجري.
تهديدات جنبلاط
في شأن سياسي آخر، تفاعلت في بعض الدوائر السياسية، ما اشارت إليه مواقع التواصل الاجتماعي من تهديدات تلقاها النائب وليد جنبلاط الذي نشر صورة على موقعه على «تويتر» وهو في كورسيكا الإيطالية مع نجله تيمور، حيث (لا أحزاب ولا أمن ولا سياسة ولا رئاسة ولا من يحزنون).
ووضع جنبلاط في آخر تغريداته حداً لكلام راج طوال يوم أمس، من ان اجازته في الخارج ستكون طويلة لتدارك المخاطر الأمنية، بالقول: (راجعين طمنوا بالكن.. ناموا على حرير وبيوتكن مفتوحة). (راجع ص 2)
وفي مجال سياسي متصل، وصف مصدر نيابي في كتلة المستقبل ما صدر عن نائبين في «حزب الله» لجهة تحميل تيّار المستقبل مسؤولية الشغور السياسي بأنه كلام ممجوج والرأي العام اللبناني يعرف من يعطل النصاب ويقاطع جلسات الانتخاب انطلاقاً من الأجندة الإيرانية.
وكان النائب حسن فضل الله في حفل تكريمي في بلدة عيناثا قال «الكرة الآن في ملعب المستقبل الذي يُصرّ على المكابرة ويعاند الحقائق وإننا مبتلون في لبنان بهذا الحزب».
وتساءل النائب علي فياض «إلى متى ستستمر سياسية إلغاء «التيار الوطني الحر»، كاشفاً عن نفاذ صبر «حزب الله» على ما يحصل».
النفايات
بيئياً، فرض ملف النفايات نفسه بنداً على جدول الأعمال في ضوء بلبلة وأفكار واقتراحات، بعد اقفال مطمر برج حمود وتراكم النفايات في شوارع بلدات المتن الشمالي.
مشهد تراكم النفايات ورش الكلس أعاد إلى الأذهان أزمة صيف 2015 ما استدعى اجتماعاً لعدد من رؤساء البلديات في المتن لبحث الحلول المناسبة وإيجاد المخارج السريعة.
واعتبر رئيس بلدية الجديدة - البوشرية - السد انطوان جبارة في تصريح له بعد الاجتماع أن الحل العملي والأسرع هو فتح مكب برج حمود رافضاً رمي المسؤولية على البلدية، مؤكداً أن خطة الوزير اكرم شهيب ناجحة، قائلاً «المهم تنفيذها بشكل سليم ومراقبة هذا التنفيذ».
وكشف جبارة انه «بدءاً من اليوم الاثنين سيجري العمل على إنشاء معمل لفرز النفايات في أرض كسارات في المنطقة الصناعية بين نهر الموت وعين سعادة. وقال «اذا اضطررنا سنقوم بتصريف النفايات باليد وسنغلفها ونرحل العضوية منها للبيع، أما النفايات القابلة للتدوير فسيتم صرفها في الأماكن المناسبة».
وأعلن جبارة أن البلديات ستمول المشروع حيث ستبرم اتفاقيات مع شركة بالتراضي من ضمن شركتان تقدمتا لتولي المشروع.
وعلمت «اللواء» من مصادر بلدية أن خطوة إنشاء المعمل لا يعارضها حزب الكتائب الذي أكدت مصادره على الانفتاح على كل طروحات الحل، وأن رئيس بلدية الفنار جورج سلامة تلقى اتصالات عقب اجتماع البلديات من الرئيس أمين الجميل الذي طلب منه تهدئة الأوضاع، لافتاً إلى ان حزب الكتائب ليس مع وقف العمل بمطمر برج حمود بل الطلب خلال عمله اعتماد الشروط المنصوص عليها في مجلس الوزراء والتي وافق عليها حزب الكتائب.