"جمعة حرزانة" اليوم كما وصفها رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان لـ "النهار" يمكن ان تقود الى حل لمشكلة النفايات التي عادت فتراكمت في شوارع المتن الشمالي وكسروان.
الهم البيئي تقدم كل السياسة المستمرة في متاهات وزواريب تنتظر مواعيد متكررة لحوارات لم تتقدم الى اليوم، ولم تثمر اقرار "سلة" الرئيس نبيه بري. واذا كان الاخير يطلق المبادرة تلو الاخرى، فانه من غير المتوقع ان يطلق جديداً في مهرجان الامام موسى الصدر بعد غد الاربعاء على أساس "انه ليس ولادة لاطلاق مبادرة كل يوم" كما قال امس.
اما كنعان، فقال لـ"النهار" ان اجتماع اللجنة النيابية اليوم سيحضره الوزير اكرم شهيب والنائب سامي الجميل والنائب أغوب بقرادونيان وممثلون لمجلس الانماء والاعمار، وسيشكل فرصة لعرض كل الافكار والاعتراضات، لان همنا الاول عدم ترك النفايات في الشارع، والثاني عدم تحويل ساحل المتن مكباً. واذا كانت خطة الحكومة ناقصة أو لم تنفذ، فعلينا استكمالها أو تعديلها. واذا كان هناك تطبيق ناقص فمعناه مخالفة لقرار الحكومة. علينا ان نتحقق من كل شيء، ونسعى الى الخطة الاشمل القائمة على انشاء معامل لانتاج الطاقة من النفايات، وتحقيق اللامركزية في المعالجة، وهذا الامر يتطلب سنوات ما يعني اننا في حاجة ماسة الى خطة مرحلية ورقابة على التنفيذ.
الخطة الحكومية
في المقابل، أبلغت مصادر وزارية "النهار" ان الحكومة متمسكة بخطتها للنفايات ليس لإنها رافضة لإعادة النظر فيها، بل لإنها تعتبرها الافضل لمنع عودة النفايات الى الشوارع. أضافت ان الحكومة بشخص رئيسها أكدت رفضها طلب بلدية بيروت فصل معالجة نفايات المدينة عن الخطة العامة إنطلاقا من تمسكها بالخطة، علما ان الموضوع هدد بنشوء أزمة في العلاقات بين الرئيس تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق الداعم لمطلب بلدية العاصمة. وتحدثت عن محاولة أطراف إيجاد مطامر جديدة بالتنسيق مع شركات ليست لها تجربة في هذا المجال تحت ستار اللامركزية بدعم من جهات كانت في السابق رافضة للامركزية في خطة الوزير شهيب الاولى. وأشارت الى وجود تنافس بين كارتيل شركات النفايات وكارتيل شركات النفط على ساحل برج حمود، كما ان هناك مجمعاً تجارياً كبيراً لديه خطة للتمدد على هذا الساحل ويريد إقفال مطمر برج حمود. وأضافت ان الوزير شهيب سيشدد اليوم في إجتماع لجنة المال والموازنة على التمسك بخطة الحكومة وسيحمل معارضيها تبعة تفاقم أزمة النفايات في الاشرفية والمتن وكسروان. وتوقعت صدور موقف مشترك عن إتحاد بلديات المتن مع بلدية برج حمود يدعم خطة شهيب.
شهيب
وكان الوزير شهيب حسمها منذ البداية "اما المطمر وإما النفايات"، مبدياً استعداده "للحوار والتشاور لايجاد حلول أخرى إذا وجدت، هذا في البيئة، اما في السياسة فالقرار لهم: إما خطة الحكومة للتخلص من النفايات لمدة أربع سنوات، وإما عودة النفايات الى الشوارع"، كما اكد لـ"النهار".
رفع النفايات
وعلمت "النهار" ان خطة لرفع النفايات من الشوارع ستبدأ اليوم أو غدا في أبعد تقدير وتجميعها في شوارع وأراض بعيدة نسبيا من اماكن السكن ريثما يتوافر الحل المتوقع أيضاً في غضون ايام ونقلها الى مكب برج حمود مع تعهد واضح من الحكومة لتنفيذ خطة بيئية متكاملة للفرز والمعالجة والطمر.
مجلس الانماء والاعمار
وأكد مصدر في مجلس الانماء والاعمار لـ"النهار" أن "لا تراجع عن المناقصات. وقّعنا العقد واعطينا أمر المباشرة. وهذه الخطة اقرها مجلس الوزراء، ونحن ننفذ قراراته. كل شيء كان واضحاً، من قرارات الحكومة، الى الاجراءات، الى العقود التي وقعت. أقرت الخطة على أساس إقامة مطمر صحي في برج حمود يستوفي الشروط العالمية، وهذا جزء لا يتجزأ من العقد". وعن اتهام المجلس بالمماطلة في البدء بتنفيذ المطمر، قال: "الامر يتطلب اقامة السنسول أولاً، ووضع الصخور وتحويل المكان من مائي الى يابسة وتهيئته ليصبح مطمراً صحياً، لكن الكتائب منعوا الدخول منذ اليوم الأول. والطاشناق، عندما رأى ان النفايات تتراكم منذ أربعة أشهر في الموقف بعد اقفال مطمر الناعمة، خافوا من جبل ثان وتحوّل المكان مكباً وليس مطمراً". وخلص الى انه "في الوضع الراهن لا حل للنفايات سوى هذه الخطة، والاّ ستعوم الطرق بالنفايات. فأيهما أفضل، العوم بالنفايات أم الطمر الصحي؟".