عبرت الدبابات التركية الأربعاء الماضي الحدود لتدخل مدينة جرابلس السورية التي تقع بالقرب من الحدود السورية التركية لأول مرة بعد دخولها الأراضي السورية في شباط من العام الماضي لنقل رفات سليمان شاه جدّ السلطان عثمان مؤسس الدولة العثمانية من الأراضي السورية إلى تركيا تجنيباً للأساءة إلى مقامه من قبل الإرهابيين.
ولكن التدخل العسكري الأخير يختلف عما سبقه، حيث إنه يأتي بعد التقارب الذي حصل مؤخراً بين تركيا وبين إيران وروسيا والتباعد بينها وبين الأطراف العربية التي هي معنية بالقضية السورية.
قال أردوغان، في العاصمة أنقرة، إن العملية التركية في سوريا تهدف إلى "انهاء" المشاكل على الحدود التركية وتستهدف تنظيم داعش المتشدد وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا.
وأضاف أن تركيا مصممة على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وستتولى الأمر بنفسها إذا اقتضى الأمر لتحقيق ذلك، مشيرا من جهة أخرى إلى "حق الشعب السوري أن يقرر من يحكمه".
وجاء التدخل التركي العسكري في سوريا ضد تنظيم داعش بعد سلسلة من اللقاءات الإيرانية التركية وخاصة زيارة محمد جواد ظريف ونظيره التركي شاويش أوغلو ويبدو أن تركيا قد نسّقت مع إيران بشأن تدخلها العسكري في سوريا، وكدليل على هذا التنسيق قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي : إننا أكدنا دوماً على أن مكافحة الإرهاب هي مسؤولية دولية ويجب أن يتم مكافحة الإرهاب داخل الأراضي السورية عبر تنسيق مع الدولة المركزية وعلى أساس الحفاظ على سيادتها الوطنية كمبدأ رئيس من منظور القانون الدولي.
وتجنب المتحدث الرسمي للخارجية الإيرانية إدانة التدخل التركي في سوريا داعياً تركيا إلى التنسيق مع الدولة السورية.
هذا وأن إيران قد حذّرت تركيا من مغبة التدخل العسكري في سوريا خاصة عند ما ارتفع احتمال التدخل التركي السعودي في سوريا بحجة مكافحة الإرهاب، وما يهم الإيرانيين هو غياب المملكة السعودية عن الأراضي السورية، فإن إيران لن تسمح بأية حال التدخل السعودي في سوريا، إلا أن التدخل التركي تصب لمصلحة إيران في سوريا حيث إن تركيا أصبحت مضطرة لمكافحة جماعة داعش الإرهابية وتجفيف منابعها، فضلاً عن أن كفاحها ضد الأكراد منعا لتكوين دولتهم المثالية على الأراضي السورية أيضاً تصب لمصلحة إيران التي يعكس أي تغيير لوضع الأكراد في أي من العراق وتركيا وسوريا على وضع الأكراد في إيران، فإن الدول الاربع متفقون على منع تشكيل الدولة الكردية في أراضيهم.
يبقى موضوع السيادة الوطنية السورية وتكامل تلك السيادة التي تتفق إيران وتركيا عليها، وسوف يستمر التواجد التركي على الأراضي حتى إشعار إيراني آخر.