تمكنت مخابرات الجيش، فجر أمس، من توقيف السوري (ي. ق.) الملقب بـ "أبو بلال القبوط"، بعد مداهمة مخبأ يقيم به في بلدة رجم عيسى في وادي خالد قرب الحدود اللبنانية السورية، برفقة ثلاثة سوريين تم توقيفهم أيضا. وقد اقتيد الجميع إلى مديرية المخابرات في اليرزة، حيث بدأت التحقيقات معهم خصوصا مع "القبوط" الذي يعتبر بمثابة "صيد ثمين"، بالنظر إلى ما يملك من معلومات أمنية ولوجستية تبين أنها على درجة عالية من الأهمية، خصوصاً أنه المسؤول عن عمليات تهريب للأشخاص والأسلحة والذخائر والتموين والأموال، بين محافظة الرقة أحد أبرز معاقل تنظيم "داعش" من جهة، والشمال اللبناني، ومن خلاله باقي المناطق اللبنانية من جهة ثانية.
ووفق ما توافر من معلومات أمنية أولية، تم إلقاء القبض على "القبوط" بعد عملية رصد متواصلة بوسائط بشرية وغير بشرية (أبرزها الاتصالات)، لمدة زمنية طويلة، إلى أن تم الإيقاع بـ "أبو بلال" في عكار.
وتفيد المعلومات أن "القبوط" ينتمي إلى "داعش" وليس ممن يتعاونون مع التنظيم في مجال التهريب فقط، بل هو أكبر مهرب من لبنان إلى الرقة السورية والعكس، وتكمن أهميته في أنه "رابطة العقد" في مجموعات التهريب، وسيؤدي توقيفه بالتالي إلى انفراط كامل السبحة، إذ يعوّل المحققون على ما سيكشف من أسماء متورطة في لبنان وسوريا.
ويأتي هذا الإنجاز في سياق العمل الأمني الاستباقي خصوصا لجهة تهريب انتحاريين من الرقة إلى لبنان أو تهريب لبنانيين إلى سوريا، وهذه الخطوات الاستباقية، كانت موضع إشادة من قبل قائد عمليات المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل، في إطار الدعم الأميركي للجيش في حربه ضد الإرهاب. وأبلغ فوتيل الذي زار لبنان يوم الإثنين الماضي، قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أنه مقابل كل طلقة يطلقها الجيش ضد الإرهابيين سينال طلقة، ومقابل كل صاروخ سينال صاروخا.
وإذ أثنى الضابط الأميركي على أداء الجيش، بدا حريصا على توجيه سؤال محوري للقيادة العسكرية اللبنانية عن انعكاسات خوض معركة الرقة على لبنان وإمكان أن تنجح مجموعات إرهابية بالتسلل إليه، وكان الجواب اللبناني أن الإجراءات المتخذة على جانبَي الحدود تصعّب عمليات تهريب السلاح والمسلحين، وثمة مسافة طويلة من الرقة إلى الحدود اللبنانية، وبسبب ذلك، قد تبادر مجموعات مسلحة إلى تسليم سلاحها والاستسلام، وخصوصا المقاتلين الأجانب. وقد تجد مجموعات أخرى نفسها منخرطة في تشكيلات مسلحة بديلة، وقد تجد قلة قليلة من المجموعات نفسها قادرة على الوصول إلى منطقة الزبداني والقلمون قرب الحدود الشرقية، فإذا وصلت إلى هذه النقطة، تكون قد وقعت في كماشة ولا تملك هامش المناورة أو القدرة على التحرك.
السفير