"ضحكتو كانت ممليّة الضيعة دخيلك يا الله".. بهذه الكلمات المؤثرة نعى أبناء بلدة لبايا في البقاع الغربي إبن البلدة الجندي في الجيش حسن حسين إسماعيل الذي رحلَ بفعل حادث سير مروّع.
"حسن" (ابن الـ 24 عاماً) كان يستقلّ دراجة ناريّة مع صديقه داخل البلدة، ووقع حادث تصادم مع "فان" على طريق فرعي في البلدة ما أدّى إلى إصابته بنزيف في الرأس إضافةً إلى كسور بالغة أدّت إلى وفاته بعد نقله إلى المستشفى، فيما نجا صديقه من الموت بعد تعرّضه لجروح، وهو يتماثل الآن للشفاء.
في حديثٍ مع "لبنان 24"، قال والده الذي يحبس دموعه بغصّة واضحة في صوته: "كان عندي شابان.. راح حسن وبقي شقيقه مع 3 بنات". وأوضح أنّ إبنه "المرحوم" – كما يسمّيه- حائز على إجازة في هندسة الكهرباء، وقد دخل إلى المؤسسة العسكرية منذ حوالى عام ونصف، ويخدم في فوج المكافحة في وزارة الدفاع. وإذ كشف كيف وقع الحادث، رأى الرجل أنّ ما حصل "نصيب" والشاب الذي سهر وتعب لتربيته غادره بحكم القدر، رافضًا إلقاء المسؤولية على أي جهة.
القرية كلّها تتذكّر "حسن" وتتحدث عن الشاب ذي الوجه الباسم، المحب المهذب والذي يقدّر والديه ويعامل إخوته بأخلاق رفيعة، وتشير الدموع المتناثرة إلى ذلك الجندي الشاب الذي مشى إلى درب الشهادة.
وبحسب المعلومات، فبعد دخوله إلى المستشفى، تداعى الأهالي إلى إطفاء الأنوار في كل بيوت الضيعة لمدة دقيقتين والدعاء والتضرع لله من أجل شفائه، لكنّ "حسن" عادَ محمولاً ومغمورًا بالورود، وضحكته طُبعت على الصور لتملأ صفحات التواصل الإجتماعي لدى أصدقائه ومحبيه.
قصّة "حسن" باتت تتكرّر بشكلٍ شبه يومي على الطرقات اللبنانية، وما يتغيّر فقط هو الأسماء، وبالرغم من الدعوات المتكرّرة لإصلاح الأوتوسترادات وتعبيد الطرقات السريعة ووضع إنارة داخل الأنفاق، تفتح قصة هذا الشاب وغيره من الذين يقضون في القرى، الباب على ضرورة تولّي البلديات لمسؤولياتها والإهتمام بسلامة المارّة عبر وضع إشارات سير ومرايا وغيرها من الإجراءات المرورية لتفادي حوادث أليمة.
لبنان 24