ديكتاتور كوريا الشمالية، الجامع للصواريخ كجمع الهواة للطوابع، احتفل هستيرياً أمس الخميس بصاروخ بالستي تم إطلاقه الأربعاء من غواصة، فأقام احتفالات شعبية في شوارع العاصمة "بيونغ يانغ" وساحاتها، بثها التلفزيون الرسمي مباشرة، فيما ظهر كيم جونغ- أون، بصور ثابتة نشرتها صحيفة Rodong Sinmun الرسمية أمس وبدا فيها يرقص فرحاً بين جنرالات وضباط بعد الإطلاق البالستي. كما ظهر في ثانية، على رصيف ميناء، أفرغت فيه رافعة ضخمة حمولتها في الغواصة التي خرج منها الصاروخ.
ومع أنه شهد الإطلاق عند الفجر بنفسه من منصة مخصصة دبدب فيها فرحاً بعد نجاح التجربة، إلا أنه رغب بمعاينته ثانية ليبتهج من جديد. وجلس كيم جونغ- أون البالغ 32 سنة على الأرض والسيجارة بيده، وفق ما نراه بصورة أدناه، وشاهد ما يرغب في شاشة تلفزيونية، وحوله مساعدون عسكريون، ممن نرى بعضهم يحمل أحياناً دفاتر صغيرة لتدوين كل كلمة يقولها أو أمر يصدره، وهم يضحكون مثله مبتهجين.
الصاروخ البالستي خرج فجر الأربعاء من غواصة كورية شمالية في عرض البحر، وصادف إطلاقه تهديدات أطلقتها "بيونغ يانغ" بالرد على مناورات عسكرية أميركية- كورية جنوبية مشتركة، وصفتها بأنها تدريب على غزوها، وتأتي بعد شهر من اتفاق الدولتين على نشر نظام صاروخي دفاعي "لمواجهة تهديدات قادمة من كوريا الشمالية" وفق ما بثته الوكالات، لذلك هدد دكتاتورها بالرد على الاتفاق والمناورات معاً، أي عصفورين بصاروخ واحد.
"في طليعة القوى النووية العسكرية"
إطلاقه الصاروخ الذي سموه Pukguksong أي "نجم الشمال" المشير للقطب، جاء كأول رد عملي، عاينه الكوريون الشماليون عبر شاشات تلفزيونية ضخمة مثبتة في العراء والأماكن العامة، وعلموا من الخبر أنه قطع 500 كيلومتر نحو اليابان، وهو ما نرى "غرافيك" خريطته مرفقة، ونشرتها وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.
دبت الفرحة بالديكتاتور، فذكر أن بلاده أصبحت ذات قدرة تامة على القيام بهجمات نووية، وفقاً لما نقلت وكالة "يونهاب" بكوريا الجنوبية عن وسائل إعلام الشمالية، مضيفة أن كيم جونغ- أون شهد بنفسه تركيب الصاروخ على الغواصة قبل شروق الشمس في مرفأ مدينة Sinpo بوسط البلاد، وعانق عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، ري بيونغ تشول، تهنئة له بعد الإطلاق. كما نقلت ما بثته معظم الوكالات أيضاً من أن الدكتاتور الكوري اعتبر تجربة الصاروخ "أعظم نجاح" تحقق في هذا المجال لبلاده، لأنه وضعها "في طليعة القوى النووية العسكرية" كما قال.
واحد من كل 5 كوريين اسمه كيم
وتم إطلاق "نجم الشمال" البالستي، من غواصة الصواريخ التجريبية الوحيدة لدى كوريا الشمالية، بعد أن أظهرت صور التقطها قمر اصطناعي الاثنين الماضي الاستعدادات النهائية التي تلت تحميل الصاروخ على الغواصة برافعة بناء كبيرة. ومن "منصة آمنة" شاهد كيم جونغ- أون بنفسه عملية الإطلاق بالنظارات، وفق ما نراه في صورة، وهي عن مشهد حي ظهر في التلفزيون الكوري الرسمي، وشاهده مئات الآلاف من الكوريين البالغين 25 مليوناً، واحد من كل 5 منهم اسمه كيم.
السبب أن "كيم" الذي نجده ببداية أسماء الصينيين والكوريين، شماليين وجنوبين، ليس الاسم الأول كما يظن البعض، على حد ما ورد في سيرة خاصة بكيم الذي يحمله 22% من الكوريين، بل اسم العائلة التي يضعونه في الدول الثلاث قبل الاسم الأول، لذلك نجده اسماً لرجال ونساء. ومن لا يعرف ذلك، ويدخل قاعة فيها 100 كوري مثلاً، لينادي "كيم" بحثاً عن أحدهم بهذا الاسم فيها، فسيرى 20 أصبعاً مرفوعة.
(العربية)