اسماعيل عياد، أو أياد، المغاربي الأصل وطاعن البريطانية حتى الموت وهو يصرخ "الله أكبر" في أستراليا، ليس "داعشي الهوى" كما ظنته شرطتها، بل ولهانًا ومهووسًا بمن قتلها في نزل فندقي ببلدة Home Hill البعيدة في ولاية "كوينزلاند" بالشمال الشرقي الأسترالي 96 كيلومترا عن مدينة Townsville حيث كانت البالغ عمرها 21 سنة تقيم منذ 6 أشهر وتعمل مضيفة في ملهى The Bedroom الليلي.
كانت المطعونة Mia Ayliffe-Chung تقضي في تلك البلدة عطلة جماعية من أسبوعين مع رحالة بين الدول مثلها ومثل قاتلها، وحين مضى عليها الثلاثاء الماضي 10 أيام، أنهاها الفرنسي الجنسية Smail Ayad قبل نهايتها الموعودة، وبدم ضحيته التي أجهز عليها قبل ساعة من منتصف الليل، على مرأى من 30 نزيلا كانوا في الفندق، وبعضهم من أصحابها، وفقا لوسائل إعلام أسترالية، أجمعت نقلا عن الشرطة، أن أيا منهم لم يسرع لنجدتها، إلا اثنان، نال كل منهما نصيبه من طعنات البالغ عمره 29 سنة، إضافة إلى كلب حراسة تدخل بأمر من صاحبه، فوجد حد السكين بانتظاره.
وسيمثل اليوم الخميس أمام المحققين
واحد ممن حاولا نجدتها، بريطاني اسمه Tom Jackson وعمره 30 سنة، وعاجله عياد بما تيسر من طعن في عينه ووجهه ليمنعه من إنقاذها، وتركه "مكوّما" ينزف على الأرض. إلا أنه نجا بحالة "حرجة جدا" في مستشفى نقلوه إليه. وشخص ثان أسترالي اسمه Grant Scholz وعمره 46 سنة، وشريك بملكية النزل الذي يستخدمه عادة الرحّالة، حاول بدوره نجدتها بإطلاق كلبه ليهاجم عياد، فتلقى "أفضل صديق للإنسان" من الطعن ما جعله يخرّ صريعا.
وبسرعة تمكن عياد من تسديد طعنة في ساق صاحب الكلب، شلته عن الحراك، فعالجوه في مستشفى خرج منه في اليوم التالي، أي أمس الأربعاء، بحسب الوارد أيضا في مواقع وسائل الإعلام الأسترالية، خصوصا موقع صحيفة Courier Mail الصادرة في "بريزبن" عاصمة ولاية كوينزلاند. ثم أقبلت الشرطة واعتقلت عياد، المقرر إخضاعه اليوم الخميس لتحقيق مكثف، للتأكد سريعا من دوافعه قبل إحالته إلى قاض سيسمع منه الأسبوع المقبل التهمة البديهية والمعلومة مسبقا: القتل العمد، وحمل سلاح، والاعتداء به على اثنين آخرين أصابهما بجروح، كما لن ينسى القاضي نصيب الكلب القتيل من العدالة، فيضم "قتل حيوان أليف" بالتهمة التي قد تصل عقوبتها إلى المؤبد وراء القضبان الأسترالية.
جرح بعض عناصر الشرطة وعضّ واحدًا بفخذه
الشرطة، ألمت سريعا بمعلومات تكاد تؤكد أن عياد، المقيم في أستراليا منذ دخلها بتأشيرة سياحية في آذار الماضي، أي الشهر الذي بدأت فيه ضحيته تعمل مضيفة في الملهى الليلي بمدينة "تاونسفيل" البعيدة عن "بريزبن" أكثر من 1300 كيلومتر، كان مهووس الرغبة بمن قتلها ومفتونا بها، ومارس عمليا المثل القائل "ومن الحب ما قتل" بامتياز مشهود، لذلك بدأ المحققون يصرفون النظر عن ارتباطه بأي تنظيم متطرف، تؤكد ذلك طبيعته "المتحررة" وصوره المرفقة، نقلا عن حساب "فيسبوكي" خاص به، وبين أصدقائه فيه ضحيته بالذات، لكن من غير المعروف ما إذا كان يعرفها شخصيا، أو "فيسبوكيًا" فقط. إلا أن المعروف عنه عنفه الواضح ومزاجه العصبي.
وذكرت صحيفة Courier في موقعها الخميس، أنه "هاجم ضابط شرطة أثناء نقله معتقلا الى المخفر" على حد ما نقلت مما قاله Ray Rohweder المشرف على جهاز الشرطة، في مؤتمر صحافي مصغر، أضاف فيه إن اسماعيل عياد "سبب جروحات لبعض عناصر الشرطة، بل وعضّ أحدهم في فخذه" كما قال.
وكشف المشرف عن وجود شريط فيديو، تنتظر وسائل الإعلام الأسترالية الحصول عليه بشغف، صورت لقطاته كاميرا مراقبة، فيها كل مراحل جريمته "وقد شاهدت الفيديو بنفسي، وأن أي شخص يراه سيشعر بانقباض في معدته.. إنه شيء فظيع" وفق تعبير المشرف عن تفاصيل قتل البريطانية التي اعتادت الترحال بين القارات، كما عياد، الواصف نفسه بحسابه الذي لم يعد موجودا في "فيسبوك" بأنه ملاكم، وعنوان سكنه تايلاند، إلا أنه من غير المعروف بعد إلى أي بلد في شمال إفريقيا ينتمي، وما إذا كانت عائلته "أياد" أم عياد، مع أن الثانية مرجحة أكثر.
وفي موقع صحيفة Townsville Bullein الأسترالية، تفاصيل عن عياد نشرتها، نقلا عن رحالة في النزل الفندقي يعرفونه، وبعضهم ذكر قوله دائما لهم إنه في حالة حب وثيق ومتزوج ممن قتلها "إلا أنه استشاط غضبا ليلة الثلاثاء، حين علم بأنها ستظهر في صور عارية بإحدى المجلات، ولم تعر مشاعره اهتماما"، وفق تعبير الصحيفة، المضيفة بخبرها إنه رفض الخضوع للتحقيق المقرر الخميس، مما قد يحمل الشرطة على الاستعانة بجهاز أمني للطوارئ، معروف بأحرف SERT اختصارا لاسمه الطويل، للتعامل معه بالطريقة التي تجبره على الخضوع للتحقيق.
(العربية)