إذ يتمسّك اللبنانيون على اختلاف مشاربهم بالمؤسسة العسكرية: الجيش اللبناني، باعتباره سياج الوطن وحامي الديار، وحافظ النظام والكيان، ويضيقون ذرعاً بالميليشيات وأشباه الميليشيات، طلع عليهم نفرٌ لا تُعرف خلفياتهم العقائدية والسياسية والثقافية، ليزيدوا الأمور في البلد تعقيداً على تعقيد، فيدّعون أنّهم تآلفوا لحماية الديار، واختاروا عنوان "حماة الديار" شعاراً لهم، وتساءل اللبنانيون، الديار مُهدّدة ممن؟ لذا توجّسوا خيفةً على ما تبقّى من سيادة ونظام وكيان وديار من هؤلاء "الحُماة المفترضين" الذين قد يستبيحوا الديار بدل حمايتها.
الشيئُ بالشيئ يُذكر..
وعلى ما أذكر، وما كان يرويه الأستاذ فؤاد دبوق، أطال الله بعمره، أنّ النشيد الخاص بالدرك اللبناني كان بعنوان "حماة الديار" وكان نسيبهُ من آل دبوق الكرام يجمع العناصر صباح كل يوم لأداء النشيد، ثم يعطي للعناصر حق السؤال والكلام، فانبرى أحدهم يوماً للكلام، وبعد أخذ الإذن بذلك قال: سيدنا حماة الديار سرقوا لي صُبّاطي، فإذا أبصر هذا التنظيم النور ،وكُتبت له الحياة، فليحرص كل مواطن على "صُبّاطه" قبل أن تؤول الحال إلى "حُفاة الديار".