مشت إلى الموت بقدميها ولو كانت تعلم أن إجراءها هذه العملية الجراحية ستكلفها حياتها وستجعلها ذكرى عابرة لما ذهبت.
سوزان موسى منصور البالغة من العمر 43 عامًا، دخلت إلى المستشفى الحكومي في صور صباح الجمعة الفائت لإجراء عملية جراحية تجميلية بسيطة في بطنها تم التلاعب بتفاصيلها، كي يستطيع الطبيب المعالج تغطية تكاليفها على نفقة "الوزارة".
سوزان التي دخلت قبل أيام غرفة العمليات في المستشفى المذكور دون علم ذويها، فارقت الحياة أمس بعدما أصيبت بغيبوبة كاملة لأكثر من خمسة أيام.
وفي التفاصيل بحسب ما ورد من معلومات، فقد إزرّق لون سوزان بعد إعطائها الكمية المطلوبة من المخدر لإجراء العملية ودخلت غيبوبة، مما دفع الطبيب المعالج لنقلها إلى المستشفى اللبناني الإيطالي في محلة الحوش ـ صور، وهي تعاني من إرتفاع عالٍ في الضغط، وبقيت هناك لأيام على التنفس الإصطناعي قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي وما لبثت أن فارقت الحياة.
وهناك معلومات تفيد عن فرار الطبيب المعالج وإسمه "ن.ن." وهو غير مسجل في نقابة الأطباء إلى خارج الأراضي اللبنانية في اليوم الثاني الذي كان محددًا لإجراء العملية.
و يذكر أيضًا أن أهل الفقيدة إتصلوا بالخط الساحن التابع لوزارة الصحة وتقدموا بشكوى عاجلة إلا أنهم لم يروا أي تحرك إلى الآن، وقد ناشدوا وزير الصحة العامة وكل المعنيين التدخل لوضع حد لهذه المعاناة خاصة.
قصة سوزان كشفت صورة جديدة عن إهمال المستشفيات واللامبالاة بصحة المريض الذي يدفع حياته ثمنًا لهذه المأساة، وعدم المتابعة الدورية للوزارات المعنية، بالأمس قضت سوزان، و غدًا؟