تقع مدينة جرابلس السورية، التي انطلقت فيها، اليوم الأربعاء، عملية تركية لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" وحزب "الاتحاد الديمقراطي"، شمال شرقي مدينة حلب بنحو 120 كيلومترا، على الضفة اليمنى لنهر الفرات مع دخوله الجغرافيا السورية قادماً من تركيا.

وقعت المدينة، بقبضة تنظيم "داعش"، في بدايات عام 2014، خلال حملة عسكرية سيطر من خلالها على أغلب مدن وحواضر ريف حلب الشرقي، والشمالي الشرقي.

ويعود تاريخ المدينة لخمسة آلاف سنة، إذ احتضنت جرابلس أو "كركميش" التاريخية حضارات إنسانية متعددة وكانت عاصمة لممالك سادت ثم بادت في شمال سورية، منها الدولة الحثية في الألف الأول قبل الميلاد.

ولا تزال التلول الأثرية، مثل، تلي العمارنة والشيوخ، شاهدة على العمق التاريخي لهذه المدينة التي قُسّمت إثر انتهاء العهد العثماني في سورية، إلى قسمين، سوري، وتركي.

لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد السكان، لكن الصحفي السوري فراس محمد، وهو أحد أبناء جرابلس،  يؤكد لـ"العربي الجديد" أن العدد يصل إلى 25 ألف نسمة، إضافة إلى نحو 75 ألف نسمة هم سكان ريفها.


وبحسب محمد، فإن "نحو 60 قرية تتبع إدارياً للمدينة".

"
نحو 60 بالمائة من سكان منطقة جرابلس عرب، في حين يشكل التركمان القومية الثانية

"
ويضيف المصدر أن "نحو 60 بالمائة من سكان منطقة جرابلس عرب، في حين يشكل التركمان القومية الثانية، فيما لا يشكّل الأكراد إلا نسبة بسيطة، حيث تتبع لجرابلس قريتان كرديتان يتكلم سكانها اللغة التركية".

ولم يبق من سكان المدينة سوى خمسة آلاف، وفق ما أكد رئيس المجلس المحلي، محمود العلي لـ"العربي الجديد"، موضحاً أن "التنظيم يتخذ منهم دروعا بشرية، وأنهم يعيشون ضمن ظروف حياتية صعبة".

وكانت جرابلس من أوائل المدن السورية التي خرجت عن سيطرة نظام الاسد، حيث طرد الجيش السوري الحر قوات النظام منها في منتصف عام 2012، لتبدأ المدينة مرحلة جديدة من تاريخها، حتى مطلع عام 2014، حيث فرض تنظيم "الدولة الاسلامية" سيطرته على المدينة ما جر عليها الويلات، ودفع أغلب أهلها لمغادرتها كارهين.

ويتحدر من المدينة، العقيد يوسف الجادر (أبو فرات) الذي كان يعد من أبرز قادة الجيش السوري الحر، وقاد العديد من المعارك ضد قوات النظام حتى مقتله أواخر عام 2012، عقب تحرير مدرسة المشاة، أهم معاقل النظام العسكرية على أطراف حلب الشمالية.