بدون أي مقدّمات وتمهيدات وبشكل مفاجىء أعلنت إيران عن تعليق الطائرات الروسية من مطاراتها فبعد أسبوع واحد فقط من بدء استخدام روسيا المجال الجوي الإيراني ، أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن روسيا لا تملك قاعدة عسكرية في إيران، مشيرا إلى أن استخدام الجانب الروسي لقاعدة همدان يمثل أمرا مؤقتا لا يلبث أن ينتهي.
وإذا كان قاسمي قد أوضح أنه "من المقرر عندما تنتهي عملية استخدام القاعدة أن يعلن الطرفان ان العملية قد تمت" فإن إيران أكدت أن "روسيا ليس لها قاعدة عسكرية أو تواجد عسكري في إيران، وأن التحليقات الروسية هي عملية مشتركة وستنتهي في القريب العاجل" كما أنّها أشارت إلى أن "استخدام موسكو للقاعدة أثار انتقادات بعض البرلمانيين الإيرانيين الذين قالوا إنه يمثل انتهاكا للدستور، وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها قوة أجنبية قاعدة جوية إيرانية منذ الحرب العالمية الثانية"
وقد رفض وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان انتقادات البرلمان، مؤكدا: "لم نمنح أي قاعدة عسكرية للروس ولم يأتوا ليبقوا وأنه لم يكن هناك أي اتفاق مكتوب بين البلدين وأن التعاون في العمليات أمر مؤقت ويقتصر على التزويد بالوقود". لكنه من جهة أخرى، وجه اللوم لموسكو لإعلانها عن الأمر واصفا ذلك بالتفاخر.
وقبل الخوض في التساؤلات التي أقرتها تصريحات الإيرانيين تجدر الإشارة إلى أن أهمية استخدام موسكو لقاعدة همدان تتجلى وبحسب ما أشار الخبراء العسكريون إلى أن استخدام قاعدة همدان الإيرانية يضمن مزيدا من الأمن للطائرات الروسية أثناء قيامها بعمليات الإقلاع والهبوط، مقارنة بقاعدة حميميم، التي تقع، خلافا لهمدان، قريبا من مسرح الأعمال القتالية ومواقع الإرهابيين كما أن السبب المهم يتجلّى في أن استخدام البنية التحتية العسكرية الإيرانية يتيح الفرصة لتقليص زمن تحليق الطائرات الحربية الروسية بنسبة 55 – 60%.
والملفت أيضًا إلى أن هذا الأمر يقلص الفترة الممتدة بين لحظة رصد الهدف ولحظة توجيه الضربة إليه، ما سيؤدي بدوره إلى زيادة احتمال تدميره بشكل كامل، لا سيما في حال دار الحديث عن الأهداف المتحركة مثل قوافل المسلحين والأسلحة أو صهاريج النفط.
إذًا، فإنّ قاعدة همدان تحمل الكثير من الإيجابيات لموسكو وما التصريحات التي عتبت إيران بها على موسكو سوى محاولة لإخفاء هذا الأمر نظرًا لدم وجود اتفاق واضح وصريح بين الطرفين، كما أنّ التناقض في التصريحات الإيرانية-الروسية حول مدة استخدام هذه القاعدة يشير إلى اختلاف بين وجهات النظر او في المصالح بينهما وإن كان وصف التفاخر يعني العتب على فضح المستور فإنّ ذلك دليل على انقسامات داخل ايران وخارجها من غير المستبعد أن يكون هناك ضغوطات إقليمية ودولية .