نجح اللاعب الجديد في نادي «ريال مدريد» الإسباني الشاب ماركو أسينسيو في استغلال انفراط عقد «بي بي سي»، أي كريم بنزيمة وغاريث بايل وكريستيانو رونالدو، بصورة موقتة لإثبات نفسه في الفريق.
فابن الـ20 سنة أسينسيو لم يفتتح التسجيل في الفوز على «إشبيلية» (3 ـ 2)، في مباراة الكأس السوبر الأوروبية الأسبوع الفائت فحسب، بل أيضاً سجل الهدف الثاني في الفوز على «ريال سوسييداد» (3 ـ صفر)، الأحد ضمن الأسبوع الأول من الدوري المحلي.
لفت أسينسيو أنظار كشافي «ريال مدريد» حتى قبل خوضه مباراته الأولى مع الفريق الرديف لناديه المحلي «ريال مايوركا» ضمن الدرجة الثالثة في الموسم 2013 ـ 2014. فنجح في خطفه في كانون الأول من العام 2014 وتركه في «مايوركا» على سبيل الإعارة. وفي العام التالي تدرب مع النادي الملكي خلال الإعداد للموسم، لكنه أعير مجدداً إلى نادي «إسبانيول».
هفوة من «برشلونة»
ويمكن القول إن «ريال مدريد» ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال ضمّ أسينسيو. فالغريم التقليدي «برشلونة» كان أرسل كشافيه لمتابعته في العام 2014. وعرض النادي الكاتالوني مبلغ 1.5 مليون يورو لضمه. وكانت الصفقة تسير على أكمل وجه إلى أن انهارت المحادثات بسبب خلاف على كيفية دفع المبلغ. فبينما رغب «مايوركا» في الحصول عليه كاملاً، عرض «برشلونة» تقسيطه على دفعات. فاستغل «ريال مدريد» تلك التعقيدات وضمّه إلى صفوفه.
خلال فترة إعارته إلى «إسبانيول» في الموسم الفائت، وحدهم لاعبون أمثال ليونيل ميسي وكوكي ولويس سواريز ونيمار وكريستيانو رونالدو على لاعب الوسط الإسباني الصاعد في التمريرات الحاسمة. فبعد مباريات معدودة على انطلاق الموسم، بات أسينسيو أساسياً في النادي الكاتالوني، وخاض 34 مباراة في الدوري سجل خلالها أربعة أهداف وصنع 13 هدفاً.
تأثير والدته وفان باستن
لم يكن من قبيل المصادفة أن أسينسيو وماركو فان باستن يتشاطران الاسم الأول نفسه. فأسينسيو ولد لأم هولندية وأب إسباني في جزر الباليار المتوسطية. وكانت والدته مشجعة لكرة القدم وأحبت خصوصاً نجم الهجوم الهولندي السابق فان باستن. فأطلقت اسم ماركو على ابنها. توفيت في العام 2011 بعد صراع مع المرض وأسينسيو في الـ15 من عمره. ومنذ ذلك الحين يهدي كل أهدافه لذكرى والدته.
اختياره تمثيل إسبانيا
صحيح أن أسينسيو ولد في بالماس الإسبانية، لكن كان بإمكانه اللعب لهولندا من خلال والدته. أطلق مشجعو المنتخب الهولندي حملة على «تويتر» بعد العروض المخيبة في تصفيات بطولة أوروبا العام 2016 يطالبون فيها باستدعاء أسينسيو لتمثيل بلادهم.
في ذلك الحين لم يكن مثل المنتخب الإسباني الأول بل منتخب تحت 19 سنة، فكان لا يزال متوفراً للعب لهولندا. لكن الاتحاد الهولندي لكرة القدم لم يتصل به أبداً.
مثل أسينسيو إسبانيا على مستوى الفئات العمرية كلها ومن ضمنها تحت 19 سنة وتحت 21 سنة. وكان ضمن المنتخب الإسباني الفائز بلقب بطولة أوروبا للاعبين دون 19 سنة في العام 2015، حيث نال جائزة أفضل لاعب. شارك في المباريات الثماني التي خاضتها إسبانيا وسجل خلالها خمسة أهداف (2 منها في الفوز على فرنسا في نصف النهائي وتمريرة حاسمة منحت إسبانيا الفوز على روسيا في المباراة النهائية).
يدافع أسينسيو حالياً عن ألوان المنتخب الإسباني للاعبين دون 21 سنة المشارك في تصفيات بطولة أوروبا العام 2017. سجل حتى الآن هدفين في خمس مباريات وخاض مباراته الأولى مع المنتخب الأول ضد البوسنة ضمن الاستعدادات لبطولة أوروبا العام 2016.