وجهت الولايات المتحدة رسالة قوية داعمة للجيش اللبناني من خلال اعتباره شريكا أمنيا ثابتا لواشنطن في المنطقة. واعتبر مراقبون محليون أن الموقف الأميركي يمثّل دعما سياسيا للجيش في وقت ينشط فيه الجدل حول التمديد لقائده العماد جان قهوجي في منصبه.
وقد جاء الموقف الأميركي من خلال زيارة قام بها قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتل إلى لبنان، من ضمن جولة على عدة محطات في الشرق الأوسط.
ولاحظ دبلوماسيون غربيون في بيروت أن زيارة فوتل لبيروت في هذا الوقت لا يمكن فصلها عن الحركة العسكرية الأميركية في المنطقة عشية معركة الرقّة في سوريا والموصل في العراق ضد تنظيم داعش.
واجتمع الجنرال فوتل مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، ونقل عنه تشديده على “الشراكة اللبنانية-الأميركية في التصدي لخطر الإرهاب”، مؤكدا على التزام بلاده “طويل الأمد”، في دعم الجيش اللبناني في دوره كـ”مدافع وحيد” عن لبنان.
وجاءت تعليقات المسؤول العسكري الأميركي كرافد لمكانة الجيش اللبناني مقابل رواج الدعوات التي يطلقها حزب الله لتشريع عمل قواته كما الميليشيات الرديفة مثل “سرايا المقاومة”، فيما يدور حديث عن دعم الحزب أيضا لميليشيا جديدة يطلق عليها اسم “حماة الديار” تقدم نفسها نصيرة للجيش.
وشدد فوتل على أن “الشراكة بين البلدين قوية ومهمة جدا (…) وأن الجيش اللبناني يواصل القيام بعمل استثنائي في مواجهة التهديدات المتطرفة الممتدة عبر الحدود السورية. وقد أثبتت هذه القوة للأعداء كما للأصدقاء بأن الجيش قوي، وقادر تماما على الدفاع عن حدود لبنان، وهو يحظى بدعم الشعب اللبناني”.
ولفت المراقبون إلى إشادة فوتل بالجيش كـ”مؤسسة قوية”، وأن بلاده “كانت، وستبقى، الشريك الأمني الثابت والرئيسي للجيش”، مذكرا بأنها قدمت، منذ العام 2005 أكثر من 1.4 مليار دولار من المساعدات الأمنية للجيش.
لكن بعض الأوساط السياسية المحلية رأت في زيارة الجنرال الأميركي دعما من قبل واشنطن لشخص العماد قهوجي على رأس المؤسسة العسكرية، والتي تتحضر الطبقة السياسية للتمديد له في سبتمبر المقبل، على الرغم من التصعيد الذي يهدد به التيار الوطني الحرّ ضد هذا الأمر، حيث يتم التلويح باللجوء إلى الشارع للحؤول دون ذلك.
صحيفة العرب