أكدت آخر الدراسات الصادرة عن "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، والتي حملت عنوان "تحوّل "حزب الله" من خلال تدخله في سوريا"، أن "الحزب استنزف إلى حد كبير من خلال انخراطه في الحرب السورية وقتاله على كل الجبهات، بعدما كان قد برر دخوله المستنقع السوري في عام 2012 للدفاع عن بلدات لبنانية – سورية متداخلة عند الحدود، وعند المقامات الدينية الموجودة في دمشق".
وأشارت الدراسة المذكورة إلى أنّه "على الرغم من التقارير المكثفة عن انخراط "حزب الله" في سوريا، إلا أنه لم يتم إيلاء اهتمام كبير بالخبرة التي اكتسبها الحزب هناك، أو بالعواقب التي تواجهها في بلدها لبنان"، لافتة إلى أن "وحدة الحزب في سوريا تَنشر في أي وقت كان ما بين 5000 و8000 مقاتل من "القوات الخاصة" المعروفة بـ"كتيبة الرضوان"، والقوات الدائمة المؤلفة من كل الوحدات، ومن المقاتلين بدوام جزئي والمجنّدين الجدد الذين خضعوا لتدريب سريع على القتال لمدة 60 إلى 90 يومًا"، مؤكدة أن "ذلك بحد ذاته "تطور غير مسبوق".
ولفتت إلى "إمكانية انتهاج ما يسمى بـ"حزب الله" استراتيجية قتالية أكثر هجوميةً في أي حربٍ مستقبلية مع إسرائيل بهدف تقصير مدة الصراع، ليقول إن هذا الانخراط العميق في سوريا يؤثّر في النهج العام الذي يتبعه التنظيم في تخطيط عملياته العسكرية وتنفيذها"، مؤكدًا أن "بعضًا من قدراته العسكرية قد تحسنت بشكل ملحوظ. فقد تعلّم كيفية استخدام طائراته من دون طيار على نحو أكثر فعالية، فضلاً عن الاستفادة بشكل أفضل من صواريخه القصيرة المدى، وتنفيذ عمليات هجومية معقدة".
وشددت على أنّه "حين بدأ "حزب الله" تدخله في سوريا، تغيّرت أولوياته واستراتيجياته وخطاباته، فقد خصص نسبة أكبر بكثير من ميزانيته للإنفاق العسكري. وعلى الرغم من استمرار تمويله للخدمات الاجتماعية، إلا أن نسبةً أكبر منها قد وُجهت إلى العائلات والمؤسسات المرتبطة بالبنية التحتية العسكرية لـ"حزب الله"، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها لدعم قواته".