إلتقى وزير الصناعة حسين الحاج حسن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ في مطعم قصر بعلبك مساء أمس، قبيل تلبيتها دعوة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية لحضور حفل ليزا سيمون. حضر اللقاء رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان وعدد من رؤساء بلديات قرى المنطقة، مسؤول العمل البلدي لـ"حزب الله" في البقاع حسين النمر ومساعده هاني فخر الدين.
إستهل الحاج حسن كلمته بالترحيب بكاغ مشيدا بتعاطيها الانساني ودورها، وقال: "أحببنا أن نستقبلك كصديقة زائرة، وكحزب وبلديات لنقول لك أن هذه المنطقة تستقبل كل الضيوف والأصدقاء، إنها منطقة مضيافة، ومنطقة آمنة بفضل أهلها وناسها، وبفضل الجيش والقوى الأمنية، وبفضل المقاومة، هي آمنة على المستوى الداخلي وآمنة من الإرهاب الذي كان قبل سنوات يهددنا، وقد تمكنا من أن نهزمه ونبعده".
أضاف: "هذه المنطقة مثل كل لبنان، تأمل من المجتمع الدولي ومن الأمين العام ومن حضرتك ومن كل الدول إنصاف لبنان، والوقوف مع اللبنانيين في ظل أزماتهم الكثيرة التي تعصف بهم، فالوضع الاقتصادي في لبنان ليس بأحسن حالاته، نتيجة عدة عوامل، ومنها الأزمة السورية، وهذه المنطقة، وتحديدا مدينة بعلبك تستقبل عشرات آلاف النازحين السوريين الذين يضغطون على البيئة والاقتصاد والمجتمع وعلى كل شيء، وللأسف حجم تحمل لبنان يفوق قدراته، وحجم الدعم الذي أتى إلى لبنان أقل بكثير من المسؤوليات الملقاة على عاتقه".
وتابع الحاج حسن: "سنبقى محافظين على هذا البلد، وسنبقى ندافع عن أمننا على الحدود وداخل البلد كمؤسسات وجيش وقوى أمنية وسلطات وبلديات، وسيبقى لدينا الأمل الكبير بتحسن أوضاعنا الاقتصادية والإنمائية، ونعمل على هذا الموضوع، وسنبقى نسعى مع المجتمع الدولي، وحضرتك تمثلين الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، ليقوم بواجباته تجاه لبنان الذي يتحمل ما بين 1,5 و2 مليون نازح نتيجة الأزمة السورية، أي بين ثلث ونصف شعبه، وهذا شيء غير مسبوق في التاريخ".
وختم: "مجددا أهلا بك في بعلبك مدينة الشمس والقلعة والمهرجانات، ونقول لك أن هذه المدينة وأهلها يرحبون بك على الدوام".
كاغ
أما كاغ فقالت: "الهدف الأساس من زيارتي لبعلبك اليوم هو حضور المهرجانات، ومهرجانات بعلبك والمهرجانات في كل لبنان، رغم كل المشاكل، تؤكد حب اللبنانيين للحياة، وإرادتهم لتخطي الصعاب، وهذا يدل أن لا شيء يجعل لبنان ينهار".
وأكدت أن "منظمة الأمم المتحدة تحاول العمل أكثر لمساعدة لبنان من أجل مستقبل أفضل، وهذا يعني ترسيخ استقراره السياسي والأمني ودعم القوى الأمنية واقتصاده المتدهور".
وأشادت بالشعب اللبناني "المضياف في كل المناطق، رغم كل الضغوط التي يعانيها نتيجة أعداد النازحين الكبيرة جدا. لبنان بحاجة إلى المزيد من الدعم لأن ما قدم له غير كاف، وهذا الأمر بحاجة إلى جهود كبيرة حتى لا يشعر اللبنانيون بأنهم منسيين، كما المطلوب توفير فرص العمل واستقطاب الاستثمارات لكي يبقى اللبنانيون في وطنهم، فالهجرة جيدة، ولكن الأفضل أن يشعر المواطنون اللبنانيون بأن لهم مستقبل في بلدهم".
أضافت: "نعرف أن الوزير حسين الحاج حسن يبذل جهودا كبيرة وملحوظة في وزارته لتحسين الوضع الاقتصادي وإنشاء مدن صناعية واستقطاب استثمارات لمشاريع صناعية وفي مجالات أخرى".
وتابعت كاغ: "في نهاية المطاف نعلم أن الأمن والاستقرار يعتمد على توفير فرص العمل والوظائف والأجور اللائقة لتأمين الاستقرار الاجتماعي. إن بعلبك عانت كثيرا نتيجة ضغط النزوح السوري ولكنها بالمقابل بذلت جهودا، وسنحاول العمل لتكون بعلبك ومنطقتها محط أنظار الجهات المانحة لتقديم المساعدة، وستكون من ضمن أولوياتنا".
وتمنت "أن يبقى لبنان في حالة استقرار، خلافا لما يحصل من حوله، وأن تكون حدوده آمنة. وفي آخر تموز الماضي صدر عن الأمانة العامة بيان واضح جدا يدعو فيه المجتمع الدولي إلى القيام بواجباته تجاه لبنان".
ودعت كاغ القوى السياسية في لبنان إلى "أن يكون لديها النية لحل المشاكل الداخلية"، وقالت: "بالتأكيد سنكون إلى جانبكم".
وختمت ممازحة: "إذا كان لدى لبنان القدرة على تنظيم حياته السياسة كما ينجح في تنظيم المهرجانات فلن يكون هناك مشاكل في لبنان".