شهد "المجال الجوي" لمدينة الحسكة، أمس الجمعة، مواجهة نادرة بين مقاتلات تابعة للقوات الحكومية السورية وأخرى للتحالف الدولي، الذي كان قد أرسل طائرات للدفاع عن القوات الأميركية من غارات سورية.
وعقب تعرض المدينة التي تقطنها أغلبية كردية وتقع شمال شرقي سوريا لسلة غارات جوية شنتها المقاتلات السورية، أرسل التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، طائرات حربية في خطوة "غير معتادة تماما".
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن الخطوة جاءت لحماية قوات أميركية خاصة تقدم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعد ركيزة الحملة التي تقودها واشنطن ضد تنظيم داعش المتشدد في سوريا.
وصلت طائرات التحالف إلى المنطقة الواقعة حول مدينة الحسكة بالتزامن مع مغادرة طائرتين سوريتين من طراز "سوخوي-24" قبل شن غارات على منطقة تنتشر فيها القوات الخاصة الأميركية، وفق رواية البنتاغون.
ولم ترد الطائرتان السوريتان على محاولات القوات البرية الاتصال بهما، حسب المتحدث باسم البنتاغون، الكابتن جيف ديفيز، الذي استهجن إقدام "النظام السوري" على ضرب وحدات حماية الشعب الكردية.
وعن المواجهة الجوية النادرة بين واشنطن ودمشق، أوضح ديفيز "حاولت طائرتان سوريتان يوم الجمعة اجتياز المجال الجوي حول الحسكة ولكنهما غادرتا دون وقوع أي حادث عندما واجهتا طائرات مقاتلة تابعة للتحالف".
وكانت طائرات من طراز إف-22، اقتربت حتى أصبحت على بعد 1.6 كيلومتر من الطائرتين السوريتين، إلا أن المواجهة انتهت على ما يبدو دون أن يحاول التحالف الرد على استهداف قوات حلفائه البرية أكثر من مرة.
وشنت الطائرات السورية سلسلة غارات لليوم الثاني على التوالي بالتزامن مع قصف مدفعي على الحسكة ومحيطها، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ودفع آلاف المدنيين إلى إخلاء مناطق يقطنها الأكراد.
ويبدو أن القصف الجوي والبري الذي استهدف المناطق الكردية أثار استهجان الكابتن ديفيز، الذي قال "هذا أمر غير معتاد تماما لم نر النظام يقوم بمثل هذا النوع من العمل ضد وحدات حماية الشعب الكردية من قبل".
ودفع واشنطن إلى الاتصال بالروس للطُلب منهم إبلاغ دمشق أن الطائرات الأميركية ستدافع عن قواتها على الأرض و"تقديم النصح للنظام السوري بشكل واضح بعدم التدخل في شؤون قوات التحالف أو شركائنا".
(سكاي نيوز)