تشهد مدينة بعلبك في هذه الأثناء حراكا مدنيا للمطالبة بحماية بعلبك من خطر العطش واستنكارا لري المزرعات بمياه الصرف الصحي، الوقفة الاحتجاجية هذه تداعي اليها بعض شباب المدينة في محاولة لوضع حد للخلل البيئي الحاصل في المدينة واستباقا لما قد يحدث جراء نقص المياه في نبع البياضة الملاصق لمنطقة رأس العين السياحية .
يطالب المحتجون بلدية بعلبك و الجهات و الوزارات المعنية بالقيام بواجياتهم تجاه حماية المنطقة من خطر الجفاف وقام بعض المهتمين برفع دعوى قضائية أمام قاضي الامور المستعجلة يطلبون فيها إقفال الآبار المعتدية على مياه النبع المذكور وقد سجلت الدعوى تحت رقم 176/2016.
لقد قدم المحامي احمد وهبة الدعوى بوكالته عن بعض الملاك والمعتدى على حقوقهم متحملا" جميع المصاريف والنفقات بإعتبار الموضوع يعنيه كما يعني أي شخص آخر في بعلبك.
كيف نشأت مشكلة مياه نبع رأس العين؟
خلال الحرب الاهلية في لبنان التي بدأت عام 1975 نشطت حركة البناء في كثير من المناطق البعيدة عن خطوط التماس كان وراء هذا النشاط سببان رئيسيان:
الأول: الأموال الوفيرة التي تدفقت على لبنان من دول وجهات عدة الى جميع المتحاربين لاستمرار الحرب في لبنان. هذه الأموال وزع بعضها على المقاتلين وانصار كل طرف من انصار النزاع مما أشعرها بالبحبوحة.
الثاني: النزوح السكاني من مناطق التماس بين المتحاربين وخصوصا سكان الضواحي القريبة من بيروت.
نالت بعلبك قسطا" من نشاط حركة البناء. فبالإضافة الى السببين المذكورين أعلاه أقدمت بعض الأحزاب على توزيع مشاعات بعلبك والأملاك العامة على بعض انصارها حارما" أهالي بعلبك من مشاعاتهم.
إمتدت حركة البناء في بعلبك شرقا" (شرقا" بإنجاه رأس العين - العسيرة) وشمالا" (بإتجاه نحلة).
حفرت آبار في معظم المباني التي شيدت للحصول على المياه ومن لم يحالفه الحظ، حول بئره الى جورة للصرف الصحي. في الحالتين تم الإعتداء على مياه النبع إما بسرقة مياه النبع وإما بتلويث مياه النبع بالمياه المبتذلة.
دفع إبن بعلبك مرتين الأولى عند مصادرة مشاعاته والأملاك العامة والثانية بتحمل بلدية بعلبك مبالغ باهظة لتأمين الخدمات للمساكن الجديدة (طرقات- مياه- كهرباء وغيرها). إستمر الاعتداء على النبع وشرايين المياه الجوفية للنبع حتى وصل الحال الى إنقطاع المياه نهائيا" عن النبع.
عام 1998 وأمام إنخفاض مستوى المياه في البحيرة والبياضة والنهر وإستمرار الإعتداء على مياه النبع وجه رئيس البلدية كتابا" الى وزير الطاقة المائية والكهربائية ايلي حبيقة لافتا" نظر الوزير الى الجفاف والتصحر التي ستتعرض له بعلبك اذا ما إستمر الإعتداء على مياه النبع. طلب رئيس البلدية في كتابه من الوزير تحديد حرم النبع كي تقوم البلدية لإقفال الآبار المعتدية على حرم النبع. سجل كتاب البلدية تحت رقم الصادر 112/ص تاريخ 5/10/1998 ( أي بعد ثلاث أشهر من تحمل مسؤولياتنا) كما سجل الكتاب في وزارة الطاقة المائية والكهربائية بتاريخ 24/10/1998 تحت رقم 6027. لكن الوزارة رفضت تزويدنا أية معلومات قبل إنتهاء مشروع مياه النبي شيت – يونين.
منذ ثلاث سنوات ومنذ ومنذ إنقطاع المياه بشكل تام والإجتماعات والإعتصامات لم تهدأ ولكن دون نتيجة.
أخيرا وبعد إستعراض الوضع مع بعض المزارعين والمهتمين تبرع الأستاذ احمد وهبة مشكورا" بإقامة دعوى أمام قاضي الأمور المستعجلة في بعلبك طالبا" فيها بإقفال الآبار المعتدية على مياه النبع وقد سجلت الدعوى تحت رقم 176/2016.
لقد قدم المحامي احمد وهبة الدعوى بوكالته عن بعض الملاك والمعتدى على حقوقهم متحملا" جميع المصاريف والنفقات بإعتبار الموضوع يعنيه كما يعني أي شخص آخر في بعلبك.
في حال نسيت القضية وعدم الحكم فيها فإن الحل بيد البلدية وعليها تحمل مسؤولياتها.