شن علي هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، هجوما على السعودية ومتشددين إيرانيين يعارضون بشكل كبير الرئيس الحالي حسن روحاني.
وحمّل رفسنجاني السعودية مسؤولية تدهور العلاقات بين طهران والرياض. ونقلت الوكالات عن رفسنجاني أنه قال إن “العلاقات الإیرانیة السعودیة وصلت إلی ما وصلت إلیه بسبب وصول المتطرفین إلی سدة الحكم”.
وقالت مصادر إيرانية إن رفسنجاني أشاد بالتفاهمات التي حصلت مع العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتشكیل عدد من اللجان وخاصة لجنة العلماء الخاصة بحل الخلافات القائمة، مضیفا أنه وبسبب البعض من القضایا السیاسیة “لم نجد وللأسف رغبة لدی الحكومة السعودیة لتنفیذ هذه التفاهمات”.
واستغرب مراقبون لشؤون العلاقات السعودية الإيرانية التصريحات المنسوبة لرفسنجاني وشككوا في دقّتها، خصوصا أن الرجل من أشدّ الداعين إلى علاقات جيدة بين البلدين، إذ أسس لذلك حين كان رئيسا لإيران.
وذكر المراقبون أن تناقضا شاب الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام الإيرانية بين اتهاماته للحكم في السعودية من جهة ووصفه “إیران والسعودیة بأنهما بلدان كبیران في العالم الإسلامي وأن من نتائج عدم التعاون بین طهران والریاض هو انخفاض سعر النفط بشكل كبیر”.
ورأى باحثون في الشؤون الإيرانية أن مسألة العلاقة بين إيران والسعودية تشكّل محور جدل راديكالي في طهران وأن أصواتا معروفة باعتدالها في هذا الملف غير مسموعة ومدانة وتتعرض لهجمات شرسة من قبل المنابر القريبة من المرشد علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني.
وتشير هذه الأوساط إلى أن الجناح المتشدد في إيران يعتبر أن انفتاح طهران على محيطها الإقليمي والدولي يقوّض من قواه الداخلية، وهو ما يفسّر الهجوم الداخلي الذي يتعرّض له فريق روحاني.
وتعترف مصادر مقرّبة من الرئيس حسن روحاني أن ملف العلاقات مع السعودية ليس في يدي الرئيس ووزير الخارجية، بل في يدي المرشد وحده.
وكان رفسنجاني قد أقر في حديثه مع صحيفة “آفتاب نيوز” الإيرانية في مايو الماضي “أن بلاده متورطة في أزمات المنطقة بدءا من العراق وسوريا ولبنان واليمن وانتهاء بأفغانستان”، مبررا التدخل الإيراني في شؤون المنطقة بالقول إن “هدفه الدفاع عن المصالح القومية” لبلاده.
كما أقر بصعوبة الوضع الذي تواجهه بلاده نتيجة هذا التدخل، قائلا “إن استمرار التدخل الإيراني في هذه المناطق صعب”.
ورأت منابر متابعة أن تصريحات رفسنجاني تعكس صراعا بين خطاب محليّ يبرر التدخل “من أجل المصالح” وخطاب عقلاني يحمّل هذا التدخّل مسؤولية توتر علاقات إيران مع المحيط.
ويدعو باحث إيراني معارض إلى عدم قراءة تصريحات رفسنجاني قراءة سطحية متعجّلة، بل يجب استنتاج ما بين السطور من صراع محتدّ بين أجنحة النظام.
وأشار الباحث إلى تصريحات رفسنجاني الشهر الماضي والتي حذّر فيها من “أن أي خرق لسفينة الثورة سيغرق الجميع”، في معرض انتقاده لصراع الأجنحة، كما خطاب المرشد المعادي لأي تقارب وانفتاح مع العالم.
صحيفة العرب