عون متمسك بالحكومة ولن ينسحب , والتمديد تحصيل حاصل
السفير :
أكثر من ثمانمائة يوم لم تكن كافية للإفراج عن رئاسة الجمهورية، فهل تكون الأشهر الموعودة من الآن وحتى نهاية هذه السنة، كافية لإنتاج رئيس ومعه سلة متكاملة تشمل الحكومة وقانون الانتخاب؟
لن يتزحزح «حزب الله» قيد أنملة عن التمسك بحليفه الاستراتيجي العماد ميشال عون، وفي الوقت نفسه، ليس «الجنرال» معنيا بأية خطة بديلة سواء أكانت «باء» أو «تاء». الرجل لا يملك ترفاً كهذا. هي فرصته الأخيرة، ولن يغامر أو يقامر أو يقايضها بغيرها.
وبرغم استعجاله، اليوم قبل الغد، لا بل ضربه مواعيد مبكرة، من بيت الدين الى بعبدا، في الأسابيع الأخيرة، فان ميشال عون لا يريد أن يقرأ السياسات المحلية والاقليمية وحتى الدولية، الا من النافذة الرئاسية، وهو شبه متيقن، بأن الكرسي الشاغر منذ سنتين وثلاثة اشهر لن يجلس عليه أحد، مهما طال الزمن، وطالما هو على قيد الحياة!
حتى أن ثمة معلومات يرددها وزير سيادي لبناني، مفادها أن شخصيتين أميركيتين جمهوريتين زارتا لبنان قبل اقل من شهر، ومن دون علم السفارة الأميركية في بيروت أو التنسيق معها، وهما التقتا عددا من المسؤولين اللبنانيين، وجاهرتا علنا بتأييدهما لوصول عون الى رئاسة الجمهورية.
هل يكفي ذلك؟
الجواب عند العارفين والمتابعين يشي بأن ميشال عون «بات يمثل عنوانا صارخا للاشتباك الاقليمي الكبير، وليس للتفاهمات، وهو لم يحدد خياراته اللبنانية وحسب، بل حسم خياراته الاقليمية بوقوفه علنا الى جانب «حزب الله» والنظام السوري وروسيا في المعركة المفتوحة ضد الارهاب، وها هو وزير الخارجية جبران باسيل يقولها بالفم الملآن عندما كان يستقبل نظيره المصري سامح شكري الآتي من تل أبيب، بتعمد تذكيره في أول جملة في مؤتمرهما الصحافي المشترك بـ «مصادفة هذه الزيارة مع الذكرى السنوية العاشرة لانتصار لبنان في حرب تموز على العدو الإسرائيلي».
هنا، يصبح السؤال مختلفا: هل يمكن أن تغطي الادارة الديموقراطية الحالية أو أية ادارة أميركية جديدة وصول عون الى رئاسة الجمهورية؟
في العلن، لا يوحي الأميركيون بأنهم يضعون أي «فيتو» على أي مرشح رئاسي لبناني.. هم لا يريدون للبنان أن يكون مصدر وجع لرأسهم المنشغل بهموم اقليمية مختلفة من سوريا الى العراق واليمن مرورا بتركيا وليبيا. لذلك، جُلّ همهم أن لا يمس الاستقرار في لبنان، حتى لو استمر الفراغ دهورا، أما اذا تزاحمت المواعيد وتداخلت الاستحقاقات وبات الاستقرار اللبناني بخطر، فان للأميركيين كلاما آخر مع اللبنانيين ومع المؤثرين في الملف اللبناني بكل أبعاده.
أما في الخفاء، فما ينطبق على السعودية، لا يختلف قيد أنملة عن الولايات المتحدة. يعتبر الأميركيون ـ حسب المطلعين على موقفهم ـ أنهم وفي عز «حربهم الناعمة» على «حزب الله» وكل القوى التي تتماهى معه اقليميا من مؤسسة «الحرس الثوري» في ايران ولا سيما قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني، الى «أنصار الله» في اليمن، مرورا بـ «الحشد الشعبي» في العراق، «لا يمكن أن يتقبلوا أو يقبلوا بمن يشكل وصوله انتصارا معنويا كبيرا لـ «حزب الله» وأمينه العام السيد حسن نصرالله الذي بات يجاهر ليل نهار بدعمه لترشيح ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، فكيف تريدون من الرئيس سعد الحريري أن يجرؤ على مجرد طرح هكذا خيار أمام القيادة السعودية في عز احتدام اشتباكها مع الايرانيين؟».
اذا كانت هذه وغيرها، تشكل نقاط ضعف أمام وصول عون الى قصر بعبدا، فانها تشكل، في المقابل، أسبابا موجبة عند قيادة «حزب الله» للمضي في دعم ترشيح «الجنرال».. «حتى النهاية».
واذا كان الحريري، حتى الآن، ليس في وارد أن يقدم على خطوة من نوع تبني «الجنرال»، بدليل تعمده طرح الأمر للمناقشة أمام كتلته النيابية، وهو أمر لم يكن بحاجة اليه، تماما كما لم يكن بحاجة الى فعله عندما تبنى ترشيح سليمان فرنجية منذ سنة، فان ميشال عون لن يجعل مرحلة الانتظار الهادئ تطول كثيرا.
ثمة فرصة للحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري في الخامس من أيلول المقبل. فاذا بلغ هذا الحوار.. الحائط المسدود، وهذا هو المرجح، فان «التيار الوطني الحر» سيكون للمرة الأولى منذ سنة تقريبا، على موعد متجدد مع الشارع، وهو بدأ يعد العدة لذلك، عبر سلسلة اجتماعات قيادية تناقش الخيارات المتاحة لأجل الوصول الى قانون انتخابي نسبي يضمن التمثيل الصحيح والمتوازن والعادل لجميع المكونات اللبنانية.
يعتبر قياديون بارزون في «التيار» أن استمرار اقفال الأبواب الرئاسية أمام «الجنرال» سيؤدي تلقائيا «الى تجذير الصراع السياسي الذي سيتمحور حول أي قانون انتخابي يريده المسيحيون طالما يتعذر عليهم في ظل توافق أبرز مكونين (عون وسمير جعجع) على ايصال رئيس الجمهورية الأقوى في بيئته، ومن هنا، لا بد من انتظار مشهد شعبي متدحرج، من ضمنه اطلاق تظاهرة لا مثيل لها منذ عقد من الزمن أمام القصر الجمهوري في بعبدا، في الثالث عشر من تشرين الأول 2016، وصولا الى خيارات قد تصل الى حد العصيان المدني»!
ما هي وظيفة هذا التحرك الحقيقية، وهل يمكن في الحالة اللبنانية أن يؤدي الى فرض رئيس للجمهورية أو قانون انتخابي أم أن وظيفته تتجاوز هذه وتلك وصولا الى وضع لبنان على سكة تؤدي الى تسوية متكاملة (سلة) هي أقل من طائف.. وأكثر من دوحة؟
النهار :
لم يكفل "الانجاز" اليتيم الذي حققه مجلس الوزراء أمس بادخاله 1771 استاذاً الى ملاك التعليم الثانوي حجب التداعيات التي أثارها الاخفاق في تعيين أمين عام جديد للمجلس الاعلى للدفاع على رغم اتباع آلية طرح التعيينات بما أدى الى النتيجة التي كانت متوقعة بأرجاء تسريح الامين العام الحالي اللواء محمد خير والتمديد سنة اضافية له. ذلك ان المناخ الحكومي استعاد أجواء التشنج بفعل المواقف المتضاربة من موضوع التعيينات العسكرية، علماً أن التمديد للواء خير بدا "البروفة" التي شقت الطريق نحو التمديد الثالث المرتقب لقائد الجيش العماد جان قهوجي في أيلول المقبل، فيما سيخرق مسار التمديد في التعيين الاضطراري لرئيس جديد لاركان الجيش باعتبار ان رئيس الاركان الحالي اللواء الركن وليد سلمان سيحال على التقاعد ولم يعد وضعه يسمح بتمديد خدمته. كما ان اشتباكاً من خارج مجلس الوزراء حول ملف مطمر برج حمود بين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ووزير الزراعة أكرم شهيب أضاف عامل توتر الى الاجواء الوزارية الساخنة بما ينذر بتصاعد الخلاف على هذا الملف في الايام المقبلة وخصوصاً بعدما صعد حزب الكتائب حملته على اقامة مطمر برج حمود ومضى محازبوه في تعطيل الاعمال الجارية فيه من خلال الاعتصام المستمر عند مدخل المطمر.
وعلمت "النهار" ان مناقشة بند تعيين 1771 أستاذاً ثانوياً في جلسة مجلس الوزراء إستغرقت ساعة ونصف ساعة إنصرف خلالها الوزراء الى البحث في العدد والتوزيع المناطقي وتمويل كلفة التعيين. وحصلالبند بعد ذلك على موافقة المجلس لصلته بحاجات المدارس ومصالح الطلاب. وجرت مناقشة هذا البند على وقع اعتصامين في ساحة رياض الصلح، الاول للاساتذة الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية للمطالبة باقرار المرسوم الالزامي لتثبيتهم في وزارة التربية والتعليم العالي، والثاني للاساتذة المتعاقدين الذين رفعوا شعار "يوم الانتفاضة لاسترجاع الموقع الطبيعي للاستاذ المتعاقد".
التعيينات
أما في ما يتعلق بملف التعيينات العسكرية الذي كان غير مدرج على جدول الاعمال، فقد حاول وزير الخارجية جبران باسيل طرحه في مستهل الجلسة، لكن رئيس الوزراء تمام سلام طلب تأجيله الى آخر الجلسة داعيا الى البدء بجدول الاعمال والانصراف الى الاهتمام بشؤون الناس والعباد. وعند إنتهاء البحث في بنود الجدول بادر نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل الى إقتراح إسماء ثلاثة عمداء في الجيش لإختيار أحدهم ليكون أميناً عاماً للمجلس الاعلى للدفاع بدل اللواء محمد خير الذي شارفت مدة خدمته الانتهاء. وهنا سأل وزراء مقبل عمن يفضل من هذه الاسماء، فأجاب بأن المرشحين الثلاثة من ذوي الكفاية. فجرت محاولة للتصويت على أحد الاسماء، فنال سبعة أصوات. ثم جرت محاولة مع أسم ثان فنال الاصوات السبعة نفسها. ولم تجر محاولة ثالثة بعدما تبيّن ان العدد المطلوب وهو ثلثا عدد الوزراء بعيد المنال. عندئذ قال الوزير مقبل إنه أخذ علما بتعذر تعيين ضابط في المنصب وهو سيصدر اليوم قراراً بتمديد خدمة اللواء خير سنة جديدة. وهنا تدخل الرئيس سلام لإستيعاب ردة فعل وزيريّ "التيار الوطني الحر" باسيل والياس بوصعب ووصف باسيل التصويت بأنه "اخراج مسرحي" من شأنه "ان يخلق إهتزازا في الوضع الحكومي". فكان أن مرّ الموضوع بتدخل من الرئيس سلام.
وقال مصدر وزاري لـ"النهار" ان الرئيس سلام، خلال طرح موضوع التعيينات الامنية كان حيادياً سواء من حيث التعيين أم من حيث التمديد وكان مع عدم حصول شغور في المنصب في المرحلة الامنية التي تمرّ بها البلاد وتالياً ليس لديّه أي فيتو على الضباط الذين اقترحت أسماؤهم لتولّي منصب الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع.
ومن خارج جدول الاعمال أيضاً، طرح الرئيس سلام موضوع تأليف الهيئة العليا لسلامة الغذاء مؤكداً انها ستضم أعضاء من كبار الاختصاصيين في هذا الحقل.
المستقبل :
بعد صورة الطفل الغريق ايلان التي هزت ضمير العالم، من دون أن تحرك همته لإنهاء مأساة الشعب السوري، ها هي صورة طفل سوري آخر تهز مواقع التواصل الاجتماعي إذ كان وجهه المدمى، بعدما تم انتشاله من تحت أنقاض مبنى دمرته غارة جوية على حلب، أفضل تعبير عن وجه سوريا التي حولها بشار الأسد الى ميدان مفتوح للقتل والتدمير بمشاركة إيرانية وبغطاء جوي وسياسي وديبلوماسي روسي.
الصورة في سيارة الإسعاف. جلس الطفل السوري يحدق في لا شيء وقد تملكه الذهول والصدمة. كان وجهه ملطخاً بالدماء الممتزج بالتراب بعد غارة جوية نفذتها طائرات روسية على مدينة حلب. وأثناء جلوسه وحيداً داخل سيارة الإسعاف وهو يبدو مذهولاً ولا ينطق بكلمة، حاول الصبي ـ الذي عرفه الأطباء باسم عمران دقنيش ويبلغ من العمر خمس سنوات ـ مسح الدماء من على رأسه بيده الصغيرة ثم عاينها بهدوء، من دون أن يبدي أي ردة فعل.
طفل آخر يدخل السيارة ذاتها أنيساً لعمران، ومستغرباً أيضاً ما جرى، في مشهد يجسد واقعاً يعيشه يومياً أطفال وأهالي المدن السورية الخارجة على سيطرة النظام.
التسجيل المصور لعمران ولأطفال يتم انتشالهم من تحت أنقاض مبنى تعرض للقصف في حلب، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ما أثار حالة من الغضب والإدانة بشأن الحقيقة المفزعة للجرائم المستمرة ضد المدنيين السوريين منذ خمسة أعوام.
وقال محمد رسلان الذي صوّر اللقطة إن الطفل عمران «يلخص معاناة الأطفال في حلب الذين يتعرضون يومياً للقصف حتى وهم داخل منازلهم».
وتوالت التعليقات على الصورة، بحسب ما رصد موقع «عنب بلدي» الإلكتروني، وكتب الناشط أحمد بريمو «حلب بدون أي ملونات، أو مُجملات... حلب المتعبة تشبه هذا الطفل الذي استخرج من تحت أنقاض منزله«.
بينما علّق الناشط محمود رسلان، الذي التقط صورة الطفل، «أحد الأرهابيين الذين استهدفهم الطيران الروسي، من خلال إرساله المساعدات الإنسانية التي هدمت مبنيين فوق رأس هذا الطفل وعائلته وعائلات أخرى«.
ناشطون آخرون دعوا إلى نشر صورة عمران على أوسع نطاق، لأن «اللايكات لا تفيد هذا الطفل بشيء فلننشر صورة الطفل مرفقةً بعبارة: نظام الأسد وروسيا يقتلون أطفال سوريا«.
«ربما يكون هذا الطفل الأحق بأن يتحدث باسم الوطن الجريح، مثله»، عبارة وصفت صورة معدّلة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، وتظهر عمران على مقعد سوريا في الجامعة العربية التي يرى سوريون أنها «تراقب خذلان الحكام العرب أمام قضيتهم من دون أي حراك«.
المشهد وصفته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بـ3 كلمات: «صورة تصدم العالم»، بينما لخصت صحيفة «تليغراف» البريطانية الأمر في كلمتين: «أهوال حلب«.
وقالت «بي بي سي»: «كان نقطة نقاش العديد من وسائل الإعلام، الذين وصفوا تعابير وجهه كرمز للأهوال، التي تحدث في مدينة حلب بشكل يومي«. وذكرت أن فيديو عمران كان الأكثر انتشاراً في وسائل الإعلام الغربية، لافتة إلى أن صورته تداولها مستخدمون ناطقون باللغة الإنكليزية بشكل كبير، ناقلة قول إحدى المستخدمات: «رؤية صورة هذا الطفل هذا الصباح وأنا في طريقي إلى مكان عملي جعلتني أبكي«.
وذكرت الـ»تليغراف« أن 12 طفلاً آخرين جميعهم تحت سن 15 عاماً تم علاجهم، جراء القصف، الذي ضرب حلب، لافتة إلى أن عمران أصيب مع 4 أطفال آخرين وامرأة واحدة وشابين، وفقاً لطبيب في حلب، طلب عدم الكشف عن هويته.
وتوالت التعليقات تتساءل عن «سبب صمت العالم عما يحدث في حلب»، فيما طالبت إحدى المستخدمات بضرورة إنهاء الصراع الدائر على الأراضي السورية، قائلة: «أوقفوا الحرب»، في معرض تعليقها على فيديو عمران، الذي تجاوز عدد مشاهداته نحو 3500 مشاهدة في أقل من 10 ساعات.
الديار :
ماذا يمكن ان تقدم أيام سردينيا للرئىس سعد الحريري؟ أحد الرفاق القدامى قال لـ«الديار» ان الرئىس الراحل رفيق الحريري كان يقصد الجزيرة حين يشعر ان الجبال تجثم على كتفيه، راح يستعرض الاوقات التي ذهب فيها الحريري الاب الى هناك، ليشير الى انه عندما كان هذا الأخير يشعر بالضيق، او باليأس، كان يجد في المملكة العربية السعودية من يقف الى جانبه ومن يفتح امامه الطرق الى الحلول، او على الاقل من يسدي اليه النصح او بالحد الأدنى من يربت على كتفيه.
حتماً، ليست كتفا الابن بصلابة كتفي الاب، ولا المملكة هذه الايام هي المملكة تلك الايام. الرفيق القديم يقول «ان الشيخ سعد هو في حالة من المنفى الطوعي، والطبيعة الساحرة هناك تنصحه بالبقاء لأن كل الامكنة الأخرى اما انها مقفلة، او انها مفخخة، او انها مستحيلة».
الكل يتحدثون عن الدوامة التي يدور فيها رئىس تيار المستقبل. لم يعد بالقوة السابقة. التواجد خارج السرايا، والضائقة المالية، والغلطة التكتيكية في ترشيح النائب سليمان فرنجية، كلها تضغط على اعصابه التي لا تفيد فيها لا ساعات التزلج في الجبال السويسرية ولا ساعات السباحة على الشواطىء الايطالية.
حتى الآن، لم يتكلم شخصياً حول «لفتة» السيد حسن نصرالله. ترك للنائب أحمد فتفت ان يعلق، وهو المذعور كما كل نواب الشمال من شبح اشرف ريفي حيناً ومن شبح خالد ضاهر حيناً آخر بعدما وصلت الى نواب طرابلس والضنية وعكار احصاءات تقول ان لوائح ريفي ـ ضاهر ستحصل في الاولى على 51 في المئة، وفي الثانية على 58 في المئة وفي الثالثة على 53 في المئة من الاصوات.
من داخل كتلة المستقبل يقول احد ابرز الاعضاء «انهم يرفضون ميشال عون ليقولوا انهم يرفضون سليمان فرنجية». يسأل ما اذا كان اشرف ريفي اقوى من سعد الحريري داخل الكتلة.
مصادر سياسية وتقول ان زيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري للبنان ولقاءاته العديد من المراجع السياسية والحزبية كشفت عدم وجود اي ديناميكية ديبلوماسية اقليمية (او دولية) يمكن ان تساعد لبنان على الخروج من عنق الزجاجة.
هذه المصادر تضيف ان كل ما يمكن فعله هو انتظار نتائج اتصال مرتقب بين القاهرة والرياض التي لديها، في هذه الايام، هواجسها الكبيرة والى حد التساؤل ماذا يُعَدّ للمملكة العربية السعودية في المطابخ الدولية.
الكلام اللبناني يتقاطع مع كلام ديبلوماسي خليجي واوروبي «اين هي المملكة داخل التطورات المثيرة التي تحدث الآن، وحيث يبدو ان الايقاع الاستراتيجي (الدولي والاقليمي) يأخذ منحى يشي بأن قواعد جديدة للعبة (او للاشتباك) تتشكل الآن».
جهات اوروبية وخليجية خائفة على المملكة الغارقة في المتاهة اليمنية، وهي تبدو وكأنها وحيدة و«مستهدفة». تركيا تدور داخل ازماتها المعقدة، اميركا منهمكة في الانتخابات الرئاسية، ودون ان تمتلك اي تصور للخارطة العتيدة لدول المنطقة، وكل ما تريده هو المراوحة الى ان يتحول الجميع الى اشلاء، وروسيا تبدو مصممة على ان تكون شريكة اساسية في تحديد مصير الشمال السوري، وسائر سوريا بطبيعة الحال.
أما ايران فقد خرقت السقف الايديولوجي وقررت ان تذهب الى أبعد الممكن، وربما أبعد المستحيل، في التنسيق الاستراتيجي مع روسيا، حتى ان معلقين اميركيين بارزين يعتبرون ان رهان القيصر على ترويض ايران قد تحقق، بعدما كان الروس يشتكون من «اننا لا نفهم على الايرانيين ولا هم يفهمون علينا».
وتقول شخصية سياسية لبنانية مخضرمة، وعلى علاقة وثيقة بالرياض «ان المسؤولين هناك لم يكونوا يتوقعون قطعاً أن تمضي الامور بتلك الطريقة. كان هناك في المملكة من يسند ظهره الى الولايات المتحدة، غير ان ادارة باراك اوباما اعتمدت القفازات الحريرية بدل القاذفات، فيما اللوبي اليهودي يريد ان يرى الامير محمد بن سلمان في اورشليم».
الشخصية تضيف «حتى ان تركيا التي كانت «الظهر الاستراتيجي» باعتبار انها تستطيع ان تمسك بالارض، او على الاقل تلعب بالارض، من حلب وادلب وحتى اللاذقية، والى حد اسقاط طائرة روسية، لم تلبث ان اعتذرت من الكرملين، ليذهب رجب طيب اردوغان الى سان بطرسبرغ ويبدو وكأنه يطلب «اللجوء الاستراتيجي» من فلاديمير بوتين».
وحتى المصادر الخليجية تعتبر ان كل ما يقال حول «اليوبيل الاسرائىلي» هو من قبيل البروباغندا، اذ ان المملكة تعتبر نفسها زعيمة القارة السنية التي تمتد من اقصى الاناضول الى اقصى القوقاز، بل وحتى اقصى الشرق الاقصى، وهي اذ ترى في ايران العدو رقم واحد، اما اسرائىل فقد تكون عدواً من الدرجة العاشرة، تفضل ان تكون شديدة الحذر في الوقت الحاضر.
ليس لبنان ما يعني السعوديين الآن، المملكة هي التي تعني السعوديين الآن. الحريري لا بد ان يكون من اكثر الناس معرفة بالاسئلة السعودية في الوقت الحاضر، وحيث لم يكن اي من المسؤولين السعوديين يتوقع ان تصل الامور بين موسكو وطهران حد انطلاق قاذفات توبوليف ـ 22 من القواعد الايرانية لتضرب في الشمال السوري.
وتبعاً لمصادر خليجية فإن السعوديين صدموا من هشاشة ردة الفعل الاميركية، والى حد اتهام واشنطن بأنها عقدت صفقة مع الروس على حساب حلفائها، وإلا كيف يمكن ان تصل الامور الى هذا الحد الخطر.
السعوديون متوجسون من الاميركيين «الذين يرقصون فرادى مع الروس» دون ان يتشاوروا مع المملكة في طبيعة الصفقة والحدود التي يمكن ان تصل اليها، وحتى دون ان يطلعوها على مسار المحادثات بين جون كيري وسيرغي لافروف.
ما يستشف من بعض الكتابات التي تصدر في المملكة، وان بصورة ملتوية وغير مباشرة، ان مسؤولين سعوديين يسألون ما اذا كان هناك من سيناريو اميركي يمكن ان يستهدف المملكة...
وكما هو معلوم، اذ كان التنسيق مترامياً بين الرياض وانقرة، ودائماً او غالباً تحت المظلة الاميركية، فان الجبهة الثلاثية تبدو وقد تفككت بفعل المواقف الاميركية الملتبسة، وبفعل استراتيجية الهجوم التي لجأت اليها موسكو والتي اخذت منحى خطراً بتحول التعاون المتقطع مع طهران الى تعاون نوعي لم يكن متوقعاً في حال من الاحوال.
ـ المشهد من سردينيا ـ
كيف يرى الحريري المشهد من سردينيا؟ وهل يستطيع ان يذهب الى جدة ليطرح الملف اللبناني وسط «التطورات الهائلة» التي تشغل المسؤولين السعوديين على مدار الساعة، حتى وان كان هناك من يقول ان من الافضل ان تكون ايران في السلة الروسية من ان تكون سوريا في السلة الايرانية.
ويقول وزير سابق من تيار المستقبل ان «حضرات المستشارين عاجزون عن قراءة الاحداث والاحتمالات»، ودون ان تكون هناك اي عاصمة يمكن ان يلجأ اليها الحريري ليعرف ماذا يجري الآن وماذا يجري غداً.
الوزير السابق يقول بجدية «لم يعد أمام الشيخ سعد سوى ان يطرق ابواب طهران». العاصمة الايرانية ابلغت جهات لبنانية انها جاهزة لاستقبال رئىس تيار المستقبل «على الرحب والسعة». بطبيعة الحال، الحريري ليس من هواة الانتحار، وان كانت هناك مراجع لبنانية تؤكد انه اذا ما بقيت الامور تسير هكذا، فالمعقول سيتحول الى لامعقول واللامعقول سيتحول الى معقول.
مصدر وزاري في 8 اذار ويعتبر ان الحريري لا يزال صاحب الكلمة الفصل داخل التيار كما داخل الطائفة السنية، اما ما يحكى عن خلافات او اختلافات مع الرئىس فؤاد السنيورة فهو مجرد «تخيلات».
اضاف: «لا اتصور ان لدى الحريري شيئاً ليقوله في هذه المرحلة. وكما هو معروف فإن العلاقات بين الرياض و«حزب الله» سيئة جدا، بل هي علاقات صدامية، فكيف له ان يوافق على تضمين البيان الوزاري، وبأي صيغة كانت، ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة».
لا ينفي المصدر الوزاري ان رئىس تيار المستقبل بحاجة ماسة للعودة الى السرايا لانها خشبة الخلاص الوحيدة بالنسبة اليه، لكنه يفضل بقاء تمام سلام على رأس الحكومة لحين ان ينجلي الوضع الاقليمي فإما التسوية او الحرب التي لن توفر احداً في هذه الحال.
ويلاحظ المصدر ان الحريري «تجنب او لم يتجرأ على التعقيب على «مبادرة» السيد حسن نصرالله خشية ان يتم «القبض» عليه في مطار جدة».
اذاً، على التسوية الداخلية ان تنتظر التسوية الخارجية لان تطوراً كبيراً جداً، وخطراً جداً، طرأ على الساحة السورية، ولا بد لذلك ان يترك تداعياته على نظرة السعودية الى الامور.
والى اشعار آخر يبقى على سلام ان يتلوى على الجمر في ضوء ما يتردد داخل تيار المستقبل من ان هذا ليس وقت رئاسة الجمهورية ولا وقت رئاسة الحكومة الحريري ايضاً يتولى على الجمر.
الى ذلك، سيناريو التمديد للامين العام للمجلس العسكري سار كما رسم له، وزير الدفاع سمير مقبل حمل معه اسماء 3 عمداء لتولي المنصب بعد انتهاء خدمة اللواء محمد خير بعد غد الاحد. النتيجة 7 اصوات لكل منهم لتتجه الانظار الى اصابع مقبل وتوقيعه على قرار التـمديد.
الجمهورية :
كما ارتفع منسوب التفاؤل على خط الرابية - بيت الوسط، عاد هذا التفاؤل لينخفض إلى أدنى مستوياته في الساعات الماضية، مع ظهور غيوم ملبّدة على خط الحوار الرئاسي الذي كان قائماً بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وإذا كان ثمّة من عوَّلَ على هذا التفاؤل ليبلغ في لحظةٍ ما حدّ الرهان على إمكان ترجمته بانتخابات رئاسية سريعة، فإنّ معلومات المراجع السياسية تشي بأنّ الملف الرئاسي على حاله من التعقيد، والثبات عند نقطة اللاتفاهم لا على الشخص ولا على النهج ولا على أيّ مِن تفاصيل العملية الرئاسية ومتمّماتها.
أكثر من ذلك، فإنّ تلك المراجع تتعاطى مع الملف الرئاسي ومستجدّاته من زاوية بلوغِه الطريقَ المسدود داخلياً، خاصة وأنّ الساعات الأخيرة حملت رياحاً سلبية على خط التواصل بين الحريري وعون، لمسَت فيها مصادرُ مطلعة، أنّ صفحةَ ما سُمّيَت «إيجابيات»، قد طويَت، وأنّ مبادرة انفتاح الحريري على عون قد فشلت، وبالتالي عادت الأمور إلى نقطة الصفر.
على ما أكّد مرجع كبير واصفاً الحوارَ الرئاسي بين الحريري وعون بأنّه كان مضيَعةً للوقت، وأنّ الملف الرئاسي ما زال في دائرة المراوحة التي لا تُنبئ بإمكان تقدّمِه إلى الأمام.
وعليه، فإنّ فشلَ هذا الحوار، الذي لم يكن يَحظى بغطاء كامل محلّياً، ولا بقوّة دفعٍ إقليمية، سعودية على وجهِ التحديد، وكذلك قوّة دفع دولية، يتزامن مع دخول البلد مرحلة السباق مع الوقت، لمحاولةِ حفرِ الصخرة السياسية لاستخراج «الحلّ المفقود»، إلّا أنّ تلك المرحلة ليست مفتوحة، على ما يقول المرجع نفسُه، إذ إنّ أمد السباق ينتهي عملياً آخرَ السنة، وبالتالي الفترة الفاصلة حتى ذلك الحين هي مرحلة حاسمة ونهائية، بين أن ندخل إلى برّ الأمان الرئاسي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبين أن ندخل في حال الجمود المفتوح على كلّ الاحتمالات التي قد يكون أحلاها مرًّا. ( راجع ص4).
بري
في هذا الجو، تحدّث رئيس مجلس النواب نبيه بري عن «أنّ هناك فترة حاسمة حتى نهاية السنة، وتفرض على اللبنانيين إعطاء الأولويّة للحلّ الشامل وأن يتّعظوا من التطوّرات الإقليمية الجارية التي توجب عليهم الالتفات الى مصلحة بلدهم».
وقال بري أمام زوّاره أمس إنه لم يتلقَّ من القوى السياسية أسماء ممثليها الى لجنة إنشاء مجلس الشيوخ، وأشار الى أنّ بعض القوى أبلغَت اليه انّها ستسلّمه هذه الأسماء في جلسة الخامس من ايلول. وكرّر التأكيد أنّ «الحلّ لا يمكن إلّا أن يكون متكاملاً على أساس السلّة وبدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية».
وردّاً على سؤال، أكّد بري أنّ «البحث في قانون الانتخابات النيابية يتناول، الى جانب الصيغة القديمة، صيَغاً جديدة لهذا القانون»، مشدِّداً على أنّ «الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها ولن يكون هناك تمديد جديد للمجلس النيابي مهما كلّف الأمر».
وعن الحراك الشعبي، أكّد بري أحقّية مطالب هذا الحراك، وقال: «لأنّ الطبقة السياسية لم تقدّم الحلول الملائمة، فمِن الطبيعي أن ينطلق هذا الحراك». وأشار بري الى «وضعٍ اقتصاديّ وماليّ مهترئ يتطلّب معالجات وحلولاً جذرية، خصوصاً أنه يتوجّب على لبنان في السنة المقبلة استحقاقات بما يزيد عن 7 مليارات من الدولارات».
قهوجي
وفيما تستمرّ إسرائيل في خرق السيادة اللبنانية، كان لافتاً أمس تفقّد قائد الجيش العماد جان قهوجي موقع صور والوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة مرجعيون، حيث شدّد على أنّ «الجيش سيتصدّى بكلّ الإمكانات المتوافرة لديه لأيّ اعتداء اسرائيلي يستهدف لبنان»، مذكّراً العسكريين بمعركة المالكية التي خاضها الجيش ضدّ هذا العدو عام 1948، ومؤكّداً التمسك بالقرار 1701 بمختلف مندرجات.
تمديد ولا تعيينات
في غضون ذلك لم يَسبح مجلس الوزراء عكس تيار الترقّب والانتظار السياسي الذي يسود البلاد، مع كثرة الكلام عن توليفةٍ يجرى العمل عليها للخروج من الأزمة وتؤدّي الى انتخابِ رئيسٍ للجمهورية قبلَ نهاية السنة، وهو الأمر الذي عاد وشدّد عليه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على هامش الجلسة التي انعقدت قبل ظهر أمس، حيث قال: «لا تستخفّوا بفترة أربعةِ الأشهر المتبقّية، فهناك متّسَع من الوقت لحصول أمرٍ ما».
وقد فشلَ مجلس الوزراء في إمرار التعيينات الأمنية، ولم يتمكّن من تعيين خلفٍ للأمين العام للمجلس الأعلى اللواء محمد خير، إذ طرح وزير الدفاع سمير مقبل أسماء ثلاثة عمداء وفق الأقدمية التراتبية، وهم: مروان شدياق، صادق طليس، خالد طرابين.
وعلمت «الجمهورية» أنّ مقبل قال لدى طرح الموضوع في نهاية الجلسة: «ليل 20-21 هذا الشهر، تنتهي ولاية الأمين العام للمجلس الأعلى اللواء محمد خير، وأنا سأعرض عليكم ثلاثة أسماء للتصويت عليها لأنّ مجلس الوزراء هو المرجعيّة المعنيّة بالتعيين».
وهنا طرح اسم العميد شدياق على التصويت، فوافق عليه سبعة وزراء، وهم: جبران باسيل والياس بو صعب ومحمد فنيش وسجعان قزي وآرتور ناظاريان وحسين الحاج حسن وعبد المطلب حناوي. وإذ لم ينَل شدياق الستة عشر صوتاً المطلوبة، انتقل التصويت إلى طليس فنالَ بدوره الأصوات الوزارية السبعة نفسها.
وهنا دار هرج ومرج داخل مجلس الوزراء، فتدخّلَ رئيس الحكومة تمّام سلام، وقال: «هذا الموضوع يَدخل ضمن التوازنات السياسية ويبدو أن ليس هناك توافق على أيّ إسمٍ من الأسماء المطروحة».
وعقّبَ الوزير نبيل دو فريج قائلاً: «أريد أن أسأل: «هل ما يحصل هو تعيين في غياب رئيس للجمهورية، ويحتاج إلى ثلثَي مجلس الوزراء؟»، وذلك في إشارة منه إلى أنّ فريقه يعارض تعيينَ قادة الأجهزة الأمنية في ظلّ الشغور الرئاسي.
فردّ باسيل قائلاً: «ما تقومون به ستكون له تداعيات سلبية على الحكومة». وساندَ بوصعب باسيل فقال: «هذه مسرحية تكرّرونها عند كلّ استحقاق تعيين، وستكون لها انعكاساتها على انتظام عمل مجلس الوزراء».
وتدخّلَ وزير الصحة وائل أبو فاعور، فبدا متناغماً مع وزراء «التيار الوطني الحر»، وقال: «ليس هكذا تُدار الأمور، ونحن سنسير في التعيين وله الأولويّة على التمديد».
وتكلّمَ وزير المال علي حسن خليل، فقال: «إذا أردتم تعييناً جدّياً فنحن نطرح موضوعَ تعيين نائب المدير العام لأمن الدولة».
ورفعَ رئيس الحكومة الجلسة، من دون تحديد موعد جديد لجلسة مقبلة، مع العِلم أنّ مجلس الوزراء سيأخذ عطلتَه الصيفية لمدّة 15 يوماً وفقَ ما هو متعارَف عليه في مثلِ هذه الفترة من السنة.
وبذلك، مرَّر مجلس الوزراء قطوعاً أوّلياً، ولكنّ أزمة التعيينات الأمنية لم تنتهِ ولو أنّ سقف التصعيد في شأنها بقيَ مضبوطاً واقتصر على التصريحات التي غادر بها الوزراء السراي الحكومي.
وعليه، سيكون أمام وزير الدفاع إصدار قرار داخلي بحسب المادة 55 من قانون الدفاع الوطني التي يطلب بموجبها تأجيل تسريح خير لمدة عام. ويُنتظر أن يصدر هذا القرار خلال الساعات المقبلة، الأمر الذي سيتكرّر عند استحقاق تعيين قائد جيش جديد في أواخر أيلول فيمدّد للعماد جان قهوجي استناداً الى المادة نفسها من قانون الدفاع.
لكنّ إشكالية التعيين ستبرز عند استحقاق تعيين رئيس الأركان بحيث لن يسمح القانون بالتمديد للواء وليد سلمان لأنه استنفد كلَّ سنوات خدمته، ما سيشكّل ذريعةً لمعارضي التمديد في معركتهم ضدّ التمديد، حيث سيسألون كيف سيتوافق مجلس الوزراء على التعيين في هذا المنصب فيما يغيب التوافق على التعيين في المناصب الأخرى؟
وعن هذا الأمر، سألت «الجمهورية» وزير الداخلية، فأجاب: «هناك فارق في التعيينات في مراكز قيادية عسكرية تُعتبَر من الصف الأوّل ومراكز أخرى، وأنا عند رأيي، لا يجوز تعيين هذه المناصب القيادية العليا في غياب رئيس الجمهورية».
اللواء :
لم تخرج جلسة مجلس الوزراء أمس، عن المسار المرسوم لها بالنسبة لسيناريو التعيينات العسكرية، فيما الوضع السياسي لا يزال محكوماً بعطلة آب، بانتظار ما يمكن ان تنتجه جلسة الحوار في الخامس من أيلول، و«لعبة» المقايضة التي يمارسها «حزب الله» لتأمين المجيء بحليفه العماد ميشال عون رئيساً، ضمن عرض لتسوية تاريخية، لا تخلو من رشوة، يأتي بمقتضاها الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة مقابل موافقته على انتخاب عون.
على ان سقوط التصويت الذي جرى في مجلس الوزراء على الأسماء الثلاثة التي اقترحها وزير الدفاع سمير مقبل لخلافة اللواء محمّد خير في أمانة المجلس الأعلى للدفاع، من شأنه، في نظر مصادر وزارية، ان يمهد للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي في مرحلة لاحقة أقصاها نهاية أيلول، استناداً إلى ذات المواد القانونية في قانون الدفاع التي تخول مقبل التمديد للواء خير اليوم.
وأوضحت مصادر وزارية ان جلسة مجلس الوزراء لم تخل من مد وجزر على خلفية المواضيع التي طرحت من داخل وخارج جدول الأعمال.
وإذا كان السيناريو الذي عرض داخل الجلسة قانونياً، في ضوء آلية طرح 3 أسماء لاختيار احداها لتعيين الأمين العام لمجلس الأعلى للدفاع، فإن الأسماء الثلاثة وهي العمداء: مروان شدياق وصادق طليس وخالد طارابين لم تحز على ثلثي الأصوات المطلوبة، إذ صوت فقط للاسماء الثلاثة 7 وزراء بمن فيهم الوزير عبد المطلب حناوي عضو كتلة الرئيس ميشال سليمان الوزارية التي تضم أيضاً الوزير مقبل الذي لوحظ انه امتنع عن التصويت، رغم انه هو الذي اقترح الأسماء الثلاثة، فيما صوت للتعيين وزيرا «التيار الوطني الحر» جبران باسيل والياس بو صعب، ووزيرا «حزب الله» محمّد فنيش وحسين الحاج حسن، ووزير الطاشناق آرتور نظاريان والوزير سجعان قزي.
وبحسب المصادر، فإن هذه النتيجة أثارت اعتراض الوزراء المؤيدين للتعيين، ومن بينهم الوزير بو صعب ان وصف بجدية ما حصل «بالمسرحية الفاشلة»، فيما لاحظ الوزير باسيل ان الوزير مقبل لم يصوت على الأسماء التي اقترحها، معتبراً بأن ذلك يدل على انه لا نية للتعيين وهناك إصرار متعمد من الحكومة على مخالفة القانون، لافتاً إلى ان هذا الأمر سينعكس سلباً على عملنا كوزراء، في إشارة إلى احتمال ان يلجأ وزراء عون إلى مقاطعة الجلسات المقبلة للحكومة، بحيث يكون ذلك بمثابة اعتكاف لا يصل إلى حدّ الانسحاب من الحكومة.
النفايات تشعل حرباً
وإلى جانب هذا الملف الذي اثير بعد انتهاء من جدول الأعمال، بحسب ما طلب الرئيس سلام، ومن أبرز المقررات المتخذة، الموافقة على إدخال 1771 استاذاً في ملاك التعليم الثانوي، ومن الناجحين في امتحان مجلس الخدمة المدنية، اثير ملف النفايات من زاوية الاعتراضات الكتائبية على خطة النفايات في مطمر برج حمود، وقدم وزير الزراعة أكرم شهيب ملخصاً لوقائع الأمور، مؤكداً أن هذه الخطة أقرّت بموافقة الكتائب.
وعلم أن الرئيس سلام أكد من جهته أن ما من حل يمكن أن يكون مائة في المائة، معلناً أن خطة النفايات هي أفضل الحلول، وما من خيارات أخرى، في حين تركزت مداخلات الوزراء على عدم وجود أمكانية للعودة إلى الوراء، وأن ما من حل يمكن أن يكون صافياً، وأن النفايات تبقى نفايات، وأي إغراق للشوارع بها ليس مقبولاً أبداً.
وخارج قاعة مجلس الوزراء، تصاعدت حدة التجاذب بين حزب الكتائب و«التقدمي الاشتراكي»، حيث لم يوفّر رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل الوزيرين شهيّب ووائل أبو فاعور في المؤتمر الصحفي الذي عقده فيما كان الوزراء يناقشون الملف في الداخل، مفنّداً سلبيات مطمر برج حمود ومخاطره على البيئة والمواطنين.
وأشار الجميّل إلى أن شهيّب اعتبر «الكتائب أبواقاً تزايد، نحن لن نجيب بقلّة تهذيب كما توجّه إلينا، بل بكلام صدر عن شهيّب نفسه حول معمل عين دارة»، وسأل الجميّل «ما الأهم غابة الأرز أو 350 ألف شخص يعيشون هنا؟ هل تخافون على المياه الجوفية هناك ولا تخافون على المياه الجوفية في البحر الأبيض المتوسط وعلى كل بحر ساحل جبل لبنان؟ لا نفهم هذا التعاطي بمعيارين، نحن معكم في عين دارة فلماذا لا تقفون معنا في المتن؟ كيف تعترضون على مشروع عين دارة وتقبلون بمشروع برج حمود؟»، وعلى الأثر ردّ شهيّب على الجميّل بالقول «الله يثبّت العقل والدين»، مذكّراً بأن «وزراء الكتائب كانوا في الجلسة التي أقرّت فيها الخطة، وإذا كان كلام الجميّل والعمل الذي يتم على الأرض سيفيده في انتخابات المتن المقبلة فندعمه، أما إذا كان عكس ذلك فسنتكلم بموضوع البيئة ونفتح جميع الملفات.
مقايضة الرئاسة بالحكومة
سياسياً، برز كلام عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي والذي أكد فيه أن «ظروف انتخاب عون رئيساً آخذة في الاكتمال»، فيما كان لافتاً للانتباه معلومات تحدثت عن لقاء حصل بين الرئيس نبيه برّي والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية، في ضوء المواقف الأخيرة للإثنين، لا سيما موقف الرئيس برّي والذي أكد فيه أنه «مع الرئيس الحريري ظالماً أو مظلوماً، والذي فسّر بأن رئيس المجلس ما زال متمسكاً بترشيح رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية، فيما أكد نصر الله في خطاب ذكرى انتصار المقاومة في حرب تموز التزامه بترشيح عون لرئاسة الجمهورية، طارحاً إمكانية المقايضة بين انتخاب عون وانفتاحه على أن يكون الرئيس الحريري رئيساً للحكومة.
وإذا كانت مصادر الطرفين لم تؤكد أو تنفي حصول اللقاء بين برّي ونصر الله، إلا أن تراكم الأحداث والاستحقاقات قد تكون فرضت عقد مثل هذا اللقاء، خصوصاً وأن الحزب ما زال مصرّاً على طرحه، ولا يعتقد أن من مهامه الضغط على الرئيس برّي أو النائب فرنجية، لكن يمكن له أن يناقش معهما بالتي هي أحسن ونقطة على السطر، بحسب ما أوضحت مصادر قيادية مطلعة على أجواء الحزب، والتي جزمت لـ«اللواء» بأنه بمجرد أن ينزل الرئيس الحريري إلى مجلس النواب وينتخب عون رئيساً للجمهورية، فإنه سيتم تكليفه فوراً لترؤس الحكومة دون أي اتفاقات أو شروط مسبقة.
وفي حين أكدت المصادر بأن هذا الطرح هو نوع من فصل مسار السلة الكاملة عن موضوعي رئاستي الجمهورية والحكومة، وأنه يُشكّل فرصة حقيقية للحريري للعودة إلى السراي، أشارت في المقابل إلى أن الاتفاق على التفاصيل المتعلقة بالحكومة وتوزيع وزرائها وبيانها الوزاري والقانون الانتخابي سوف يأتي في مرحلة لاحقة تحت إشراف الرئيس برّي الذي وصفته بأنه يمكن أن يكون الضمانة وخط الدفاع الأوّل عن الحريري ظالماً كان أو مظلوماً.
الاخبار :
هو أقرب إلى اللهو منه إلى إدارة شؤون الدولة في مجلس السلطة التنفيذية. مجلس الوزراء الذي يحمل، إلى جانب صلاحياته، صلاحيات رئيس الجمهورية، بدا أمس أشبه بسيرك لألعاب الخفّة. يقترح وزير الدفاع سمير مقبل ثلاثة أسماء لخلافة الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير، المنتهية ولايته الممددة خلافاً للقانون، فلا يصوّت نحو ثلثي الوزراء لمصلحة أي من الأسماء. إلا أن «الفاقع» أن مقبل نفسه امتنع عن تأييد أيٍّ من الضباط الذين اقترحهم!
الوزيران جبران باسيل والياس بو صعب كانا قد استبقا جلسة مجلس الوزراء أمس بإعلانهما موافقتهما المسبقة على الأسماء التي ينوي وزير الدفاع طرحها لكسر مبررات التمديد مرة تلو الأخرى. وفي الجلسة، ما كاد مقبل يقترح أول اسم، حتى رفع باسيل وبو صعب يديهما موافقين، وتبعهما كل من وزير الطاقة أرتور نظاريان والوزير سجعان قزي والوزير المحسوب على الرئيس ميشال سليمان عبد المطلب حناوي ووزيرا حزب الله محمد فنيش وحسين الحاج حسن، فيما لم يعلن وزير الدفاع تأييده للأسماء التي يقترحها.
وتكرر الأداء نفسه مع الاسمين الثاني والثالث أيضاً اللذين حازا تأييد سبعة وزراء فقط، الأمر الذي يحول دون تعيين أيّ من الثلاثة، إذ يحتاج تعيين أحدهم إلى تأييد ثلثي الوزراء. ودفع هذا الأمر باسيل إلى أخذ الكلام، قائلاً إن أداء مجلس الوزراء يحرجهم ليخرجهم عن طورهم، فهم لن يقبلوا أن يفرض التمديد مرة أخرى كأمر واقع بعد ألاعيب كهذه، علماً بأن الوزراء المعترضين على الأسماء المقترحة لم يبرروا اعتراضهم أو وجهة نظرهم، باستثناء وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي قال إنه ضد تعيين مسؤولين أمنيين في غياب رئيس للجمهورية، علماً بأن مجلس الوزراء عيّن في كانون الثاني الماضي 3 أعضاء في المجلس العسكري، أي ثلاثة زملاء لخير.
ما سبق يؤكد الموقف العونيّ بأن اقتراح الأسماء وعدم التوافق عليها ليسا سوى مقدمة للتمديد لخير، ومن بعده لقائد الجيش العماد جان قهوجي، بذريعة منع الفراغ. وقال باسيل لـ»الأخبار» إن التيار الوطني الحر لن يبقى متفرجاً «على مخالفة الحكومة للقانون بالتمديد في المراكز الأمنية»، مشدداً على أنه «من المؤكّد أنه سيكون لنا موقف عملي مما جرى في جلسة مجلس الوزراء (أمس)». وعن الخيارات المتوافرة أمام التيار، قال باسيل: «دخلنا مرحلة جديدة من المواجهة. يمكننا فعل أمور كثيرة، وسنحدّد متى وأين وكيف. كلّ الخيارات مفتوحة، من الاعتكاف الى الخروج من الحكومة الى اللجوء إلى الشارع مجدداً، وغير ذلك». وحذّر من أن «مسرحية التمديد ستعرّض عمل الحكومة للاهتزاز. لا يمكن لحكومة أن تطلب من شعبها احترام القانون إذا كانت هي أول من يخالفه. ويبدو أن رئيسها (تمام سلام) يقدّم مخالفة القانون على الحفاظ على حكومته». ورأى باسيل أن توجّه الحكومة للتمديد للأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير «لا يبشّر بالخير، ويؤكّد أن لا نية لدى الفريق الآخر لحلّ أي من الأمور العالقة، من قانون الانتخاب الى ملف رئاسة الجمهورية. لذلك، بالتأكيد، لن نبقى متفرجين».
طلب باسيل إرجاء ملف تغيير عامل الاستثمار لعقارات في الدبية لحل الموضوع مع حزب الله
وهل التلويح بالاستقالة أو الاعتكاف يشمل وزراء حزب الله، حليف التيار الوطني الحرّ في الحكومة؟ أجاب باسيل: «لم نبحث في الأمر معهم». وعمّا إذا كان الهدف من تعطيل تعيين خلف لخير الوصول الى التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، قال: «ما الذي يمنع؟ رغم أن تذرعهم بغياب التوافق للتمديد لا يستقيم بالنسبة الينا، إلا أنهم يعلمون أننا لن نكون متساهلين في موضوع قيادة الجيش كما كنا (أمس) في موضوع خلافة اللواء خير. اليوم قلنا لهم إننا نوافق على أي اسم يطرحونه، ورغم ذلك رفضوا التعيين. هذا يعني أنه عندما يحين أوان تعيين قائد ل