نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية صورة تظهر معاناة الأطفال في حلب، وهي تعود للطفل عمران دقنيش، مشيرة إلى أنها صدمت حتى أشد المتابعين لحمام الدم الجاري في حلب منذ سنين.


وتظهر صورة الطفل البالغ من العمر خمسة أعوام وهو في حالة من الصدمة، ومغطى بالدماء، بعد عملية قصف قامت بها طائرات الجيش السوري والطائرات الروسية على حي القاطرجي في المنطقة الخاضعة لسيطرة المقاتلين في حلب.

وتلفت الصحيفة إلى أن هذه المنطقة تعرضت في الأيام القليلة الماضية لقصف كثيف، حيث حاول الجيش السوري وحلفاؤه تأمين السيطرة على المدينة المحاصرة، وإخراج عناصره منها.

ويفيد التقرير بأن ناشطين قاموا بتصوير لقطات فيديو لعمران، أظهرت كيف تم إخراجه من بيت مغطى بغبار رمادي، وتم وضعه على كرسي سيارة إسعاف، قبل أن يتركه المسعفون في مكانه، ويذهبون إلى مكان الدمار.

وتورد الصحيفة أن عمران ترك وحيدا على الكرسي، يحدق باندهاش، كأنه لا يدري ما يجري حوله، وبعد ذلك بفترة قصيرة شوهد طفلان آخران في سيارة الإسعاف.

وبحسب التقرير، فإنه تم إنقاذ ما مجموعه أربعة أطفال، ورجلان وامرأة، لافتا إلى أن عمران نقل إلى مستشفى "أم 10" في المدينة، ثم خرج منها بعد تلقيه العلاج، ونشرت له صورة أخرى بعدما شاهده الأطباء.

وتعلق الصحيفة قائلة إن صورة الطفل أثارت مشاعر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت الصحافية آن برنارد على صفحتها في "فيسبوك" قائلة: "نشعر بالتخدير عند مشاهدة الأطفال الجرحى يوما بعد يوم"، وأضافت أن "بعض الصور تناشد الأم في داخلي، وهذه واحدة منها، حيث الكرسي ذي اللون البرتقالي، التعبير، ورغبت بحضنه"، وكتبت سيما دياب على "تويتر" قائلة: "ماذا كان يفعل ابنك البالغ من العمر خمسة أعوام؟ ابني كان يلعب كرة القدم، وليس عمران الذي أُنقذ من غارة جوية في سوريا".

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن مدينة حلب تشهد منذ عدة أسابيع مواجهات حادة بين قوات المعارضة والجيش السوري، المدعوم بغطاء جوي روسي.

يُشار إلى أنّ صورة الطفل إيلان الكردي الذي أُطلقت عليه تسمية الطفل الغريق، بعدما لقي حتفه على أحد الشواطئ التركية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في أيلول الماضي، مسلطةً الضوء على معاناة اللاجئين ورحلات الموت.

(عربي 21)