بمجرد جولة سريعة في تصفح تعليقات ما يسمى جمهور حزب الله على وسائل التواصل الاجتماعي , سواء كان التعليق على رأي مؤيد ومتوافق مع آرائهم السياسية أو الدينية , أو كان على رأي مخالف لهم , تعرف حجم الكارثة الاخلاقية التي يعيشونها , والتي بالتأكيد هي كارثة دينية , وتقف مذهولا أمام هول ما وصل إليه مشروع التعبئة الفكرية المنحرفة , التي جرّت جمهور شيعي تحوّل إلى مذياع للسب والشتم والبهتان .
لا تنظر إلى كثرة صلاتهم وصومهم ....بل أنظر إلى صدق الحديث وأداء الامانة , هكذا ورد عن إمام الشيعة الاثني عشرية الجعفرية , جعفر بن محمد الصادق عليه السلام , أين هذا الجمهور الطامح إلى الجنة عبر وسيلة الشهادة , من كلام إمامهم , بعد أن إعتقد أنه الفريق الوحيد الناجي يوم الحساب .
بعد هذا الاعتقاد , وهذا الحلم , أقدم هذا الجمهور على فعل كل الموبقات الاخلاقية , ظنا منه أنه على حق مطلق , وصدر عنه السباب والشتائم والبهتان وهتك كل مخالف له , وتأييد كل موافق له مهما كان تاريخه وحاضره .
نعم بهذا الجمهور يقاتل حسن نصرالله العالم كله , كما فعل معاوية بن أبي سفيان بحربه مع الامام علي عليه السلام , حيث صرح معاوية بانه سيقاتل علي بمئة ألف رجل لا يميزون بين الناقة والبعير , فكان بهذا أصدق من حسن نصرالله الذي يقول بأنه سيقاتل العالم بأشرف الناس , وهم أبعد عن الشرف بعده عن الرذيلة .
مَنْ جرّأ هذا الجمهور على سب الناس وشتمهم وإتهامهم بكل أنواع التهم , أليس الاجدر بك يا سيد حسن وبقيادة هذا الحزب , الذي يحمل إسم أهل البيت عليهم السلام , أن تتمثل بأخلاق النبي ص وأهل بيته ع , وتثقف جمهورك بثقافتهم قبل خوض الحروب العسكرية , والسياسية , وحروب الإلغاء التي يمارسها هذا الحزب والتي تعتبر من اساليب الحرب الرخيصة .
هذا التسيّب والتمادي في شتم الناس , وإتهامهم وبهتانهم , يدل بوضوح على جمهور لا يتحلى بأدنى حد من الاخلاق الاسلامية , من هذا الجمهور هم شهداؤه في سوريا وغيرها .
تصوروا هذه النوعية من الناس الذين يُطلق عليهم شهداء الواجب الديني , بعد موتهم , وهل تذكرون شهيد الحمار الذي قُتل مع رسول الله في إحدى معاركه : وهو رجل مسلم سعى في المعركة وراء حمار ليغنمه , فقتله أحدهم , فلُقب بشهيد الحمار ..... فكيف برجال يحملون ثقافة الحقد المتمثلة بالسب والشتم وهتك كرامات الناس على صفحات التواصل بدون خجل , ويبهتون الناس بكل وقاحة , أهؤلاء هم شهداؤكم ...؟؟