قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن تركيا وإيران يعرفان جيدا كيف يمكن حل مشكلات المنطقة وليس روسيا وأميركا أو دول التحالف، مشيرا إلى أن بلاده ستعمل مع إيران على حل أزمة سوريا.
وأضاف يلدريم، في كلمة أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مقر البرلمان التركي، أمس: "كما قمنا بتطبيع علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا سنطبع علاقاتنا مع سوريا". وتابع: "كيف سيتم ذلك؟ هناك شرطان، الأول الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والتركية"، وأضاف: "هم (روسيا وأميركا) يريدون إقامة دولة كردية على حدودنا لعزلنا عن العالم العربي والشرق الأوسط.. يريدون اقتطاع أراض من جنوب تركيا"، ومضى ساخرا "من الذي سيعطي الأرض؟". وقال إن الشرط الثاني هو أن "سوريا الجديدة لن تكون دولة طائفية وإنما سيعيش فيها الجميع من عرب وأكراد وغيرهم بلا تفرقة".
وكان يلدريم عبر في حديث لصحيفة "قرار" التركية القريبة من الحكومة أول من أمس، الاثنين، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل سياسي في سوريا، بمشاركة اللاعبين الإقليميين، موضحًا أن "ذلك ممكن بعد التغييرات التي عملت عليها أنقرة في السياسة الخارجية وأدت إلى إعادة تطبيع العلاقات مع كل من روسيا وإسرائيل، وكذلك التقارب مع إيران".
واقترح يلدريم، خريطة طريق، تقوم على مبدأ حل الصراع بالتعاون بين اللاعبين الإقليميين، وتعتمد على ثلاثة محاور رئيسية، وهي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وعدم السماح لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تعتبره تركيا الجناح السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني بإقامة مشروعه الفيدرالي، الذي أعلن عنه في وقت سابق، فضلاً عن إعادة تشكيل الدولة السورية على ألا تستند إلى أي بنية مذهبية، ثم إعادة اللاجئين السوريين في دول الجوار، تركيا والأردن ولبنان وغيرها، إلى بلادهم ضمن برنامج محدد بعد التوصل إلى الحل النهائي في سوريا.
وبالنسبة للأكراد في تركيا، قال يلدريم في كلمته أمام الكتلة البرلمانية أمس، إنه "لا توجد قضية لدى حزب العمال الكردستاني وإن الشعب الكردي يعاني هو الآخر من مشكلات الحزب. واتهم يلدريم حزب العمال الكردستاني بأنه لا يهتم بمستقبل تركيا ولا يتبنى مبادئ الأخوة ووحدة الأراضي والعلم الواحد والدولة الواحدة والوطن الواحد، وإنما هدفه زعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال اقتطاع أجزاء من الأراضي الإيرانية والسورية والتركية لإقامة دولة كردية عليها"، كما اتهمه بأنه "لا يتردد في سفك الدماء".
وأكد يلدريم أن أنقرة "ستقضي على منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، وبذلك ستحل مشكلات المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا بعد أن حاولت المنظمة جر تركيا إلى مستنقعات الحروب والأزمات الداخلية". وقال يلدريم إن تركيا بالفعل في حالة حرب وإنها لن تتسامح مع أي من التنظيمات الإرهابية. وتشن القوات التركية كثيرا من الغارات على مقرات حزب العمال الكردستاني جنوب شرقي البلاد، إذ تتهمه بالضلوع في كثير من التفجيرات الإرهابية التي تشهدها البلاد.
ومن جانبها، صعدت المنظمة من هجماتها في الأيام الأخيرة ما أوقع كثيرا من القتلى في صفوف قوات الأمن والمدنيين في جنوب شرقي تركيا.
وتعليقا على تصريحات يلدريم، قال مصدر برئاسة الوزارء التركية لـ"الشرق الأوسط" إن تركيا تتحرك وفق مصالحها وإن ما يهمها في المقام الأول هو منع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، الذي تعتبره امتدادا لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية، من تنفيذ مخططه بإقامة كيان فيدرالي كردي على حدود تركيا.
وأكدت المصادر أن تركيا لن تتخلى عن الشعب السوري في أي تحرك تقوم به وهدفها في النهاية أن ينعم الشعب السوري بنظام حكم ديمقراطي، وأنها قد تقبل بوجود الأسد في مرحلة انتقالية مؤقتة لكنه لن يكون مقبولا أن يكون له مكان في الحل النهائي في سوريا. وأشارت المصادر إلى ما كرره رئيس الوزراء بن علي يلدريم في تصريحاته على مدى الأيام الماضية من أن الملف السوري سيشهد تطورات إيجابية ستتضح معالمها خلال 6 أشهر.
وقالت المصادر إن روسيا أصبحت الآن تتفهم موقف تركيا وإن آلية التنسيق التي أنشئت بين البلدين عقب زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان لروسيا الأسبوع الماضي ولقائه نظيره فلاديمير بوتين تعكس أن هناك اتفاقا بين الجانبين على ضرورة الإسراع في التوصل إلى حل للأزمة السورية.
(الشرق الاوسط)