نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريراً تحدثت فيه عن الخسائر التي يعاني منها تنظيم "داعش"، حيث مرّ من مرحلة السيطرة على مجال يعادل مساحة بريطانيا إلى ما يعادل مساحة إيرلندا، فضلا عن خسارته لحوالي 45 ألفا من أتباعه، منذ سنة 2014.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن مقاتلي التنظيم تواروا عن الأنظار داخل خنادق جاسر، الممتدّة حوالي 30 كيلومترا شمال شرق الموصل، ولم يعد من المتوقع عودتهم، حيث أصبح البعض يشك في تواصل تواجد العدو بالقرب من المكان. وفي هذا الإطار، قال أحد عناصر قوات البيشمركة الكردية، واسمه رجب، أن "تنظيم داعش لم يعد يجرؤ على المهاجمة، فقد فقَدَ كل قواته".
وأضافت الصحيفة أن "داعش حاول إظهار قوته من خلال خطابه الأخير الذي دعا فيه إلى احتلال روما، وهي صورة مبالغ فيها كثيرا إذا قارناها بما يجري على أرض الواقع". وهنا تجدر الإشارة إلى أنه خلال نهاية الأسبوع الفارط، تقدمت قوات البشمركة حوالي 12 كيلومترا داخل منطقة جاسر. أما في منطقة المجمور، جنوب شرق الموصل، فقد خسر تنظيم داعش الاثنين مواقع إستراتيجية. في حين تمكّنت القوات الكردية في سوريا، من السيطرة على مدينة منبج التي كانت بيد التنظيم".
وبينت الصحيفة أنه بعد أشهر من الهجوم الجوي ضد تنظيم الدولة، تحولت الأسلحة الثقيلة التي استولى عليها مقاتلو التنظيم سابقا، إلى حطام. واضطر تنظيم الدولة بسبب هذه الخسائر، فضلا عن فقدان حوالي 45 ألفا من مقاتليه، إلى استعمال العربات المدرعة والسيارات المفخخة كسلاح أساسي في المعارك.
وقالت الصحيفة أيضا إن تنظيم الدولة عانى في ليبيا من خسائر فادحة خلال الأسبوع الماضي، بعد أن استعادت قوات حكومة الوفاق؛ مسقط رأس القذافي، سرت، الخاضة لسيطرة التنظيم منذ حزيران سنة 2015.
وبالإضافة إلى ذلك، خسر تنظيم الدولة قائده في أفغانستان وباكستان، في هجوم طائرة أمريكية دون طيار في أواخر حزيران الماضي. كما اعترف المتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، في أيار، تزامنا مع الذكرى السنوية الثانية لإعلان "الخلافة"، بأن الأمور لا تسير بشكل جيد، ودعا إلى مزيد من الهجمات في أوروبا.
ونقلت الصحيفة، أن الهجمات التي تشن ضد تنظيم الدولة، تستهدف أساسا البنية التحتية للموارد النفطية، المصدر الرئيسي لتمويل التنظيم. وقد أدى ذلك إلى تراجع الموارد المالية للتنظيم، الأمر الذي أثّر على تسليم رواتب المسؤولين وتسديد منح الخدمات الأساسية في المدن الواقعة تحت سيطرته.
ووفقا للخبير في شؤون تنظيم الدولة، غابرييل غاروم، فإن "هذه الخسائر التي تكبّدها تنظيم الدولة، ستؤثر على مواصلة حكمه، هذا إلى جانب فقدانه كل المقومات اللازمة لتسيير "دولة الخلافة". كما أن التنظيم لم يعد قادرا على توفير الأمن للسكان، والموارد الأساسية، والإحساس بالحياة الطبيعية".
ويواصل المحلل حديثه عن سعي تنظيم الدولة لترويج صورة إيجابية عن الحياة الطبيعية في المناطق التي يسيطر عليها، وذلك بهدف ضمان استمرارية "خلافة" هذا التنظيم، مشيرا إلى أن البعض من هذه المجتمعات، يقبلون بالحصار في حال توفر الأمن والأجور والخدمات الأساسية.
ويضيف حول وضع تنظيم الدولة في سوريا: "الرقة، إحدى أكبر المدن الواقعة تحت سيطرة التنظيم، تشهد في هذه الفترة انهيارا داخليا، خاصة وأن المشكلة الأساسية تتمثل في إكراه السكان على البقاء تحت سيطرته".
ويؤكد غاروم أن "قصف آبار البترول، تسببت في أزمة اقتصادية حادة، أثرت على تواصل ولاء العديد من المقاتلين للتنظيم وعلى حشد الموالين الأجانب. وفي هذه الحالة تلعب الدعاية دورا هاما، لتدارك هذا النقص".
ونقلت الصحيفة قول غاروم أن "الدعاية والهجمات التي يقوم بها التنظيم في الخارج، أو ما يعرف "بالذئاب المنفردة"، فضلا عن النشاط المكثف على شبكة الإنترنت؛ ما هي إلا مجرد استراتيجية تهدف إلى تضخيم القوة الكاذبة للمنظمة".
(عربي 21)