فيما كانت الأنظار شاخصة إلى سوريا عموماً ومدينة حلب خصوصاً، لمتابعة تطوّرات الميدان العسكري فيها، بعد إعلان موسكو أنّ قاذفات روسيّة طويلة المدى متمركزة في إيران قصَفت للمرّة الأولى أهدافاً لـ»داعش» و»جبهة النصرة» في مناطق حلب ودير الزور وإدلب، تقدَّم الخطر الإرهابي في لبنان إلى الواجهة مجدّداً من بوّابة البقاع، بعد تحريك جبهة عرسال أمس الأوّل، عبر استهداف الإرهابيين آليّةً للجيش اللبناني في منطقة رأس السرج، بعبوةٍ ناسفة مزروعة إلى جانب الطريق، أصابت خمسة عسكريين بجروح طفيفة.
بعد المواقف ـ المبادرات التي أطلقَها الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، والقائمة على المعادلة الثلاثية «عون ـ بري ـ الحريري»، والتي أعقبَها ترشيح رئيس مجلس النواب نبيه بري للرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، يُنتظر أن تتلاحق المواقف وربّما المبادرات في قابل الأيام على مختلف الجبهات الداخلية، لتبلغ ذروتَها في 31 آب، حيث يُنتظر أن يطلق بري مبادرةً ربّما تكون جوجلة لكلّ هذه المبادرات، وذلك على مسافة خمسة أيام من جلسة الحوار الوطني في 5 أيلول المقبل.
في هذا الوقت، استمرّ الانشغال السياسي في تحليل أسباب المناخ التفاؤلي بقرب حسمِ ملفّ الانتخابات الرئاسية والذي أشاعته مواقف بري ونصرالله، والذي استُتبع بتأكيد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنّ الطريق أصبحت ناضجة لانتخاب رئيس، آملاً في أن تُحلّ هذه المسألة في القريب العاجل، مشيراً إلى ما قاله بري من أنّه متفائل بانتخاب رئيس من الآن إلى رأس السنة الجديدة.
وفيما ينتظر «حزب الله» أن يتلقّف الحريري إيجاباََ ما اعتبَره مبادرة أطلقها نصرالله، رأت كتلة «المستقبل» أنّ من حقّ الأمين العام لـ«حزب الله» التمسّك مجدّداً بترشيح عون و«لكنّ هذا الحق لا يخوِّله أن يفرضَه مرشّحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية، ويدّعي بالتالي لنفسه الحقّ الدستوريَّ بتعطيل جلسات مجلس النواب إنْ لم تُستجب رغبته».
ورأت أنّه بذلك «يؤكّد على تسبّبه باستمرار أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، الضاربة بالوطن ومؤسساته والمهدِّدة بضياعه». وأكّدت أنّ انتخاب رئيس الجمهورية «يظلّ هو الأولوية الوطنية الكبرى، والذين يعطِّلون عملية الانتخاب معروفون، وهم «حزب الله» و«التيار الوطني الحرّ» وحلفاؤهما، أمّا إلقاء التُهم جزافاً ضد تيار «المستقبل» والمملكة العربية السعودية، والاعتقاد أنّ هناك في الداخل الوطني أو الخارج، من يصدّق هذا الاتّهام أو ذاك التبرير فيشكّل سخريةً بعقول الناس، واستهتاراً بالمصلحة الوطنية العليا».
الحوار الثنائي
وعلى وقعِ هذه المواقف، انعقدَت مساء أمس الجلسة الـ 33 من الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة، في حضور المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الحريري السيّد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار «المستقبل». كذلك حضَر الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صَدر البيان الآتي: «ناقشَ المجتمعون التطوّرات السياسية، والاستحقاقات الدستورية وقانون الانتخابات النيابية، وأكّدوا الحاجة للإسراع في إقراره».
يوم مصري طويل
وفي غمرة هذه التطورات، برز اهتمام مصري بالشأن اللبناني عموماً والاستحقاق الرئاسي خصوصاً، تجلّى يزيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري الذي أجرى محادثات مع المسؤولين الكبار تناولت ما يمكن مصر أن تقوم به للمساعدة على حلّ الأزمة.
وقد عبّر شكري لبرّي عن تطلّع بلاده «لأداء دور إيجابي في معاونة الأطراف كافّة على التوصّل إلى تسوية للاستحقاق الرئاسي والخروج من هذه الأزمة». لافتاً إلى أنّ «أيّ دور تقوم به هو بالتعاون والمشاركة لكافّة العناصر السياسية الفاعلة».
وأوضَح شكري بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام أنّ هدف زيارته «هو تأكيد اهتمام مصر بالشأن اللبناني وتوثيق العلاقة بين البلدين»، وقال إنّ بلاده «تعمل دائماً لتحقيق مصلحة مشتركة، بعيداً من ممارسة أيّ نوع من الضغوط أو النفوذ، لأنّها متصلة بوضع ومكوّنات سياسية لا بدّ أن تصل إلى نقطة تفاهم فيما بينها لتحقيق المصلحة».
وبعد لقائه وزيرَ الخارجية جبران باسيل، سُئل شكري هل يؤيّد المرشّح الأكثر ميثاقية وشعبية أم لديه مرشّح جديد، فأكّد أن ليس لدى مصر «أيّ نوع من التفضيل أو التوجيه أو التزكية لطرف على حساب آخر».
لقاء الدوحة
وليلاً أقام شكري في منزل السفير المصري محمد بدر الدين زايد في دوحة الحص عشاءَ عمل، شاركَ فيه الرئيس ميشال سليمان، الرئيس أمين الجميّل، وزير المال علي حسن خليل ممثّلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الوزير ريمون عريجي ممثّلاً النائب سليمان فرنجيه ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.
ودام العشاء ثلاث ساعات، وعلمت «الجمهورية» من مصادرالمجتمعين أنّهم تطرّقوا إلى كلّ القضايا الداخلية المطروحة وأنّ شكري كان مستمعاً، ووجّه أسئلة كثيرة إلى الحاضرين حول ما هو مطروح على طاولة الحوار الوطني والمخارج التي يرونها لإنهاء الأزمة من دون أن يدخل في أسماء المرشّحين لرئاسة الجمهورية، وفي المختصر استطلعَ شكري آراء الحاضرين ورؤيتهم للحلول المطلوبة للأزمة.
وأوضح بيان للسفارة المصرية في لبنان أنه «تأكيداً لمواقف مصر الثابتة في شأن الأوضاع اللبنانية والتي عبَّر عنها السيّد الرئيس عبد الفتّاح السيسي في أكثر من مناسبة استقبل فيها سيادتُه مسؤولين لبنانيين، فقد احتلّت مسألة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان المحورَ الأهم في حديث أطراف الطاولة، حيث أكّد الوزير سامح شكري اهتمامَ مصر البالغ بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يتّفق عليه اللبنانيون في أسرع وقت، رابطاً بين هذا الأمر وبين تفعيل عمل كافة مؤسسات الدولة اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطرَ النزاعات والتجاذبات الإقليمية بغية ضمان استقراره وحفاظاً على مصلحة شعبه الشقيق».
وأضاف البيان: «ثمَّن الوزير شكري خلال حديثه الحوارَ القائم بين مختلف القوى السياسية اللبنانية، مؤكداً أهمّية استمراره واستعدادَ مصر لتقديم كافة أشكال الدعم لضمان نجاحه ووصوله لأهدافه المبتغاة، مشيراً إلى أنّ مصر ستواصل مشاوراتها حول سُبل دعم لبنان، ومعرباً عن سعادته بالأجواء الإيجابية التي سادت طاولة الحوار المصرية - اللبنانية وتطلّعِه لإنهاء الفراغ الرئاسي في وقتٍ قريب، ومؤكّداً أنّ مصر لن تألوَ جهداً في العمل على تحقيق كلّ ما فيه الخير لدولة لبنان ولشعبها الشقيق».
وأكّد البيان «أنّ هذا اللقاء جاء انطلاقاً من العلاقات الوثيقة التي طالما جَمعت بين جمهورية مصر العربية والجمهورية اللبنانية الشقيقة على المستويين الرسمي والشعبي، وتأكيداً لحِرص مصر الدائم على التواصل والتشاور مع كافة المكوّنات اللبنانية التي ترتبط مصر بكلّ منها على حدة بعلاقات تاريخية خاصة تمثّل مصدر اعتزاز وتقارب بين الطرفين».
أبو زيد
في هذا الوقت، نَقل المتحدّث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد عن شكري إشارتَه إلى أنّ اهتمام بلاده بالوضع الداخلي في لبنان «ينبع من واقع الانتماء العربي لمصر وحرصها علي دعم وتعزيز الأمن القومي العربي ونزع فتيل المزيد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط».
وذكر أبو زيد أنّ لقاء شكري وبري «تناول الوضع السياسي الداخلي في لبنان والجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر والتوصّل إلى التوافق السياسي المطلوب بين القوى السياسية المختلفة، بما في ذلك الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس النواب، والحوار الوطني الذي يرعاه في هذا الصَدد».
وأوضَح أنّ بري «أكّد خلال اللقاء على أنّ الوضع السياسي في لبنان يشهد تحدّيات رئيسية نتيجة الفراغ الرئاسي، وذلك بخلاف الوضع الأمني الذي يَشهد استقراراً واضحاً خلال الفترة الأخيرة».
وأشار إلى أنّ بري تحدّثَ خلال اللقاء عن «أفكار ومقترحات يَطرحها بالفعل في المرحلة الحالية لتجاوز أزمة الفراغ في منصب الرئاسة، وأهمّها مسألة الربط بين إعداد قانون جديد للانتخابات وتشكيل الحكومة بالإضافة إلى اختيار رئيس جديد للدولة في ما يشبه صفقة متكاملة أو سلّة حلول واحدة».
قزّي
وفي هذا السياق رحّبَ وزير العمل سجعان قزي بزيارة وزير خارجية مصر، وقال لـ«الجمهورية»: «حسناً فعلَ بعدمِ تضخيم زيارته والحديث عن مبادرات، لأنّه يدرك تماماً أنّ الظروف غير ملائمة لإحداث خرقٍ في الوقت الحاضر، لكنّ وجوده في لبنان يخلق توازناً في الحضور العربي وسط انكفاء الدور السعودي، ونتمنّى أيضاً أن تتحرّك السعودية لدعم لبنان، خصوصاً أنّها كانت دائماً إلى جانبه في السرّاء والضرّاء».
مجلس الوزراء
على صعيد آخر، عمَّمت الأمانة العامة لمجلس الوزراء ملحقاً بجدول الأعمال الخاص بجلسة غدٍ الخميس، تضمَّن ملفّاً رفعَه وزير التربية الياس بوصعب إلى المجلس لتأمين حاجة مديرية التعليم الثانوي في المديرية العامة لوزارة التربية تعيين أساتذة تعليم ثانوي، سواء مِن الفائض الناجح في المباراة التي يجريها مجلس الخدمة المدنية، استناداً إلى قرار مجلس الوزراء الصادر في 3 نيسان 2012 أو عن طريق إجراء مباراة في مجلس الخدمة المدنية وتأمين الاعتمادات اللازمة.
ويبحث المجلس في جدول أعمال يتضمّن 85 بنداً إدارياً ومالياً، عدا التقرير الذي أعدّته اللجنة الوزارية المكلّفة درسَ تلوّث حوض نهر الليطاني. وسيطرح موضوع تفويض سلام تأليفَ بعثات الحجّ الرسمية لهذه السنة، وسفرِه إلى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتشكيل الوفد اللبناني إلى مؤتمرَي الأمم المتحدة للّاجئين الذي سيُعقد قبل اجتماعات الجمعية، والمؤتمر الخاص الذي دعا إليه الرئيس الأميركي باراك اوباما لوداع رؤساء الدول لمناسبة انتهاء ولايته، بالإضافة إلى تفويضه المشاركة في مؤتمر قمّة دوَل عدم الانحياز في فنزويلا.
التمديد لخير
من جهة ثانية، قال مصدر وزاري إنّ موضوع التعيينات العسكرية والتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ليس مطروحاً غداً على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، وأشار إلى أنّ وزير الدفاع سمير مقبل سيُصدر ليل الأحد ـ الاثنين قراراً بتأجيل قرار تسريح الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير من الخدمة لمدة سنة.
ضبّاط إلى المجلس التأديبي
لكنّ البارز في الجلسة يَكمن في عرض الأمانة العامة لمجلس الوزراء لثلاثين مشروع مرسوم عادي على الوزراء وكالةً عن رئيس الجمهورية لتوقيعها وإصدارها بالاستناد إلى المادة 62 من الدستور.
واللافت أنّ معظم هذه المراسيم يتّصل بإحالة عدد من الضبّاط والمؤهلين وعناصر من رتبٍ مختلفة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى المجلس التأديبي أدينوا بمخالفات عدة من ضِمن مهمّاتهم في السلك. وتشكيل هيئة لإعادة النظر في نتائج قرارات المجلس التأديبي بحقّ ضبّاط وعناصر آخرين أحيلوا إليه في وقتٍ سابق.
في هذا الوقت، استمرّ الانشغال السياسي في تحليل أسباب المناخ التفاؤلي بقرب حسمِ ملفّ الانتخابات الرئاسية والذي أشاعته مواقف بري ونصرالله، والذي استُتبع بتأكيد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنّ الطريق أصبحت ناضجة لانتخاب رئيس، آملاً في أن تُحلّ هذه المسألة في القريب العاجل، مشيراً إلى ما قاله بري من أنّه متفائل بانتخاب رئيس من الآن إلى رأس السنة الجديدة.
وفيما ينتظر «حزب الله» أن يتلقّف الحريري إيجاباََ ما اعتبَره مبادرة أطلقها نصرالله، رأت كتلة «المستقبل» أنّ من حقّ الأمين العام لـ«حزب الله» التمسّك مجدّداً بترشيح عون و«لكنّ هذا الحق لا يخوِّله أن يفرضَه مرشّحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية، ويدّعي بالتالي لنفسه الحقّ الدستوريَّ بتعطيل جلسات مجلس النواب إنْ لم تُستجب رغبته».
ورأت أنّه بذلك «يؤكّد على تسبّبه باستمرار أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، الضاربة بالوطن ومؤسساته والمهدِّدة بضياعه». وأكّدت أنّ انتخاب رئيس الجمهورية «يظلّ هو الأولوية الوطنية الكبرى، والذين يعطِّلون عملية الانتخاب معروفون، وهم «حزب الله» و«التيار الوطني الحرّ» وحلفاؤهما، أمّا إلقاء التُهم جزافاً ضد تيار «المستقبل» والمملكة العربية السعودية، والاعتقاد أنّ هناك في الداخل الوطني أو الخارج، من يصدّق هذا الاتّهام أو ذاك التبرير فيشكّل سخريةً بعقول الناس، واستهتاراً بالمصلحة الوطنية العليا».
الحوار الثنائي
وعلى وقعِ هذه المواقف، انعقدَت مساء أمس الجلسة الـ 33 من الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في عين التينة، في حضور المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الحريري السيّد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار «المستقبل». كذلك حضَر الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صَدر البيان الآتي: «ناقشَ المجتمعون التطوّرات السياسية، والاستحقاقات الدستورية وقانون الانتخابات النيابية، وأكّدوا الحاجة للإسراع في إقراره».
يوم مصري طويل
وفي غمرة هذه التطورات، برز اهتمام مصري بالشأن اللبناني عموماً والاستحقاق الرئاسي خصوصاً، تجلّى يزيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري الذي أجرى محادثات مع المسؤولين الكبار تناولت ما يمكن مصر أن تقوم به للمساعدة على حلّ الأزمة.
وقد عبّر شكري لبرّي عن تطلّع بلاده «لأداء دور إيجابي في معاونة الأطراف كافّة على التوصّل إلى تسوية للاستحقاق الرئاسي والخروج من هذه الأزمة». لافتاً إلى أنّ «أيّ دور تقوم به هو بالتعاون والمشاركة لكافّة العناصر السياسية الفاعلة».
وأوضَح شكري بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام أنّ هدف زيارته «هو تأكيد اهتمام مصر بالشأن اللبناني وتوثيق العلاقة بين البلدين»، وقال إنّ بلاده «تعمل دائماً لتحقيق مصلحة مشتركة، بعيداً من ممارسة أيّ نوع من الضغوط أو النفوذ، لأنّها متصلة بوضع ومكوّنات سياسية لا بدّ أن تصل إلى نقطة تفاهم فيما بينها لتحقيق المصلحة».
وبعد لقائه وزيرَ الخارجية جبران باسيل، سُئل شكري هل يؤيّد المرشّح الأكثر ميثاقية وشعبية أم لديه مرشّح جديد، فأكّد أن ليس لدى مصر «أيّ نوع من التفضيل أو التوجيه أو التزكية لطرف على حساب آخر».
لقاء الدوحة
وليلاً أقام شكري في منزل السفير المصري محمد بدر الدين زايد في دوحة الحص عشاءَ عمل، شاركَ فيه الرئيس ميشال سليمان، الرئيس أمين الجميّل، وزير المال علي حسن خليل ممثّلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الوزير ريمون عريجي ممثّلاً النائب سليمان فرنجيه ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.
ودام العشاء ثلاث ساعات، وعلمت «الجمهورية» من مصادرالمجتمعين أنّهم تطرّقوا إلى كلّ القضايا الداخلية المطروحة وأنّ شكري كان مستمعاً، ووجّه أسئلة كثيرة إلى الحاضرين حول ما هو مطروح على طاولة الحوار الوطني والمخارج التي يرونها لإنهاء الأزمة من دون أن يدخل في أسماء المرشّحين لرئاسة الجمهورية، وفي المختصر استطلعَ شكري آراء الحاضرين ورؤيتهم للحلول المطلوبة للأزمة.
وأوضح بيان للسفارة المصرية في لبنان أنه «تأكيداً لمواقف مصر الثابتة في شأن الأوضاع اللبنانية والتي عبَّر عنها السيّد الرئيس عبد الفتّاح السيسي في أكثر من مناسبة استقبل فيها سيادتُه مسؤولين لبنانيين، فقد احتلّت مسألة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان المحورَ الأهم في حديث أطراف الطاولة، حيث أكّد الوزير سامح شكري اهتمامَ مصر البالغ بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يتّفق عليه اللبنانيون في أسرع وقت، رابطاً بين هذا الأمر وبين تفعيل عمل كافة مؤسسات الدولة اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطرَ النزاعات والتجاذبات الإقليمية بغية ضمان استقراره وحفاظاً على مصلحة شعبه الشقيق».
وأضاف البيان: «ثمَّن الوزير شكري خلال حديثه الحوارَ القائم بين مختلف القوى السياسية اللبنانية، مؤكداً أهمّية استمراره واستعدادَ مصر لتقديم كافة أشكال الدعم لضمان نجاحه ووصوله لأهدافه المبتغاة، مشيراً إلى أنّ مصر ستواصل مشاوراتها حول سُبل دعم لبنان، ومعرباً عن سعادته بالأجواء الإيجابية التي سادت طاولة الحوار المصرية - اللبنانية وتطلّعِه لإنهاء الفراغ الرئاسي في وقتٍ قريب، ومؤكّداً أنّ مصر لن تألوَ جهداً في العمل على تحقيق كلّ ما فيه الخير لدولة لبنان ولشعبها الشقيق».
وأكّد البيان «أنّ هذا اللقاء جاء انطلاقاً من العلاقات الوثيقة التي طالما جَمعت بين جمهورية مصر العربية والجمهورية اللبنانية الشقيقة على المستويين الرسمي والشعبي، وتأكيداً لحِرص مصر الدائم على التواصل والتشاور مع كافة المكوّنات اللبنانية التي ترتبط مصر بكلّ منها على حدة بعلاقات تاريخية خاصة تمثّل مصدر اعتزاز وتقارب بين الطرفين».
أبو زيد
في هذا الوقت، نَقل المتحدّث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد عن شكري إشارتَه إلى أنّ اهتمام بلاده بالوضع الداخلي في لبنان «ينبع من واقع الانتماء العربي لمصر وحرصها علي دعم وتعزيز الأمن القومي العربي ونزع فتيل المزيد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط».
وذكر أبو زيد أنّ لقاء شكري وبري «تناول الوضع السياسي الداخلي في لبنان والجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر والتوصّل إلى التوافق السياسي المطلوب بين القوى السياسية المختلفة، بما في ذلك الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس النواب، والحوار الوطني الذي يرعاه في هذا الصَدد».
وأوضَح أنّ بري «أكّد خلال اللقاء على أنّ الوضع السياسي في لبنان يشهد تحدّيات رئيسية نتيجة الفراغ الرئاسي، وذلك بخلاف الوضع الأمني الذي يَشهد استقراراً واضحاً خلال الفترة الأخيرة».
وأشار إلى أنّ بري تحدّثَ خلال اللقاء عن «أفكار ومقترحات يَطرحها بالفعل في المرحلة الحالية لتجاوز أزمة الفراغ في منصب الرئاسة، وأهمّها مسألة الربط بين إعداد قانون جديد للانتخابات وتشكيل الحكومة بالإضافة إلى اختيار رئيس جديد للدولة في ما يشبه صفقة متكاملة أو سلّة حلول واحدة».
قزّي
وفي هذا السياق رحّبَ وزير العمل سجعان قزي بزيارة وزير خارجية مصر، وقال لـ«الجمهورية»: «حسناً فعلَ بعدمِ تضخيم زيارته والحديث عن مبادرات، لأنّه يدرك تماماً أنّ الظروف غير ملائمة لإحداث خرقٍ في الوقت الحاضر، لكنّ وجوده في لبنان يخلق توازناً في الحضور العربي وسط انكفاء الدور السعودي، ونتمنّى أيضاً أن تتحرّك السعودية لدعم لبنان، خصوصاً أنّها كانت دائماً إلى جانبه في السرّاء والضرّاء».
مجلس الوزراء
على صعيد آخر، عمَّمت الأمانة العامة لمجلس الوزراء ملحقاً بجدول الأعمال الخاص بجلسة غدٍ الخميس، تضمَّن ملفّاً رفعَه وزير التربية الياس بوصعب إلى المجلس لتأمين حاجة مديرية التعليم الثانوي في المديرية العامة لوزارة التربية تعيين أساتذة تعليم ثانوي، سواء مِن الفائض الناجح في المباراة التي يجريها مجلس الخدمة المدنية، استناداً إلى قرار مجلس الوزراء الصادر في 3 نيسان 2012 أو عن طريق إجراء مباراة في مجلس الخدمة المدنية وتأمين الاعتمادات اللازمة.
ويبحث المجلس في جدول أعمال يتضمّن 85 بنداً إدارياً ومالياً، عدا التقرير الذي أعدّته اللجنة الوزارية المكلّفة درسَ تلوّث حوض نهر الليطاني. وسيطرح موضوع تفويض سلام تأليفَ بعثات الحجّ الرسمية لهذه السنة، وسفرِه إلى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتشكيل الوفد اللبناني إلى مؤتمرَي الأمم المتحدة للّاجئين الذي سيُعقد قبل اجتماعات الجمعية، والمؤتمر الخاص الذي دعا إليه الرئيس الأميركي باراك اوباما لوداع رؤساء الدول لمناسبة انتهاء ولايته، بالإضافة إلى تفويضه المشاركة في مؤتمر قمّة دوَل عدم الانحياز في فنزويلا.
التمديد لخير
من جهة ثانية، قال مصدر وزاري إنّ موضوع التعيينات العسكرية والتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ليس مطروحاً غداً على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، وأشار إلى أنّ وزير الدفاع سمير مقبل سيُصدر ليل الأحد ـ الاثنين قراراً بتأجيل قرار تسريح الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير من الخدمة لمدة سنة.
ضبّاط إلى المجلس التأديبي
لكنّ البارز في الجلسة يَكمن في عرض الأمانة العامة لمجلس الوزراء لثلاثين مشروع مرسوم عادي على الوزراء وكالةً عن رئيس الجمهورية لتوقيعها وإصدارها بالاستناد إلى المادة 62 من الدستور.
واللافت أنّ معظم هذه المراسيم يتّصل بإحالة عدد من الضبّاط والمؤهلين وعناصر من رتبٍ مختلفة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى المجلس التأديبي أدينوا بمخالفات عدة من ضِمن مهمّاتهم في السلك. وتشكيل هيئة لإعادة النظر في نتائج قرارات المجلس التأديبي بحقّ ضبّاط وعناصر آخرين أحيلوا إليه في وقتٍ سابق.