"هيّي إمنا وبيّنا.. نذرت عمرها كرمالنا! ما تزوّجت كرمال تضلّ معنا وتخدمنا ولو إجاها أحسن عريس ومعو ملايين ما كانت رح تتركنا، لتهتمّ فينا لأن نحنا ما تزوّجنا".. بحرقة، يتحدّث شقيقهما نسيب لـ"لبنان 24"، عن "المصيبة الكبرى"، التي حلّت عليه وعلى العائلة.
هم ثلاثة عشر أخًا وأختًا، كلّ منهم يعيش في منطقة مع عائلته، ما عدا نسيب وانطوانيت ويوسف الذين يعيشون في المنزل ذاته في حارة صخر، إذ أنهم عازبون. انطوانيت، وعدت ألّا تتركهما.. لكن لحظة "تخلّي"، سرقتها، فأبى قاتلها إلّا أن يرافقها، فتركا شقيقهما الثالث نسيب وحيدًا في مكان لن تمحو المشاهد الدموية التي حَفَرت نفسها ضيفًا ثقيلًا على مدخله.
ويروي نسيب لـ"لبنان 24"، أن شقيقه مريض منذ عدّة سنوات، فقد أصيب بالفالج منذ حوالى 4 أعوام، الجلطة حلّت على جسده من جهة واحدة، حتّى أنها طالت عقله، فهو يعاني من حالة نفسية مضطربة، ويتناول الكثير من الادوية. يوسف يستطيع تلبية حاجاته البسيطة والاساسية، على رغم أن نظره ضعيف بعض الشيء.
أمّا عمّا جرى صباح اليوم المأسوي، وقبل وقوع المصيبة الأليمة، يخبر نسيب، أن شقيقيه كانا يشربان القهوة معًا، "على الصبحية"، وكانت برفقتهما ابنة الجيران التي تؤكد أن كلّ شيء كان طبيعيًا، مثل صباح كلّ يوم. وبعدما أنهوا القهوة، وقبل أن تتوجه انطوانيت إلى عملها في أحد المحال التجارية المعروفة، ذهبت إلى "السوبرماركت" لابتياع بعض الاغراض، غير أن عودتها لم تكن سليمة، إذ استقبلتها رصاصات الرشاش عند باب المنزل، فأزهقت روحها التي نجت من مشاهدة شقيقها الذي خدمته بعيونها يودّع الحياة أمامها.
وعن تفاصيل ما جرى، يدمع نسيب، ويقول: "نتوقّع أن يكون قد أتى يوسف بالرشاش كي ينتحر، وليس لقتل شقيقته، غير أن قواه الجسدية خانته، فدار الرّشاش إلى الجهة الأخرى، أي تجاه انطوانيت، بالخطأ، وهذه الفرضية هي الاكثر واقعية، فلو كان هدفه قتل شقيقتي لما كان انتحر.. وفي كلّ الاحوال، مهما كانت التفاصيل، تبقى الكارثة هائلة علينا".
ويختم نسيب بالقول: "ما بعرف كيف صارت.. ما بعرف كيف الشيطان قوّالو نظرو.. راحوا وتركوني!".
لبنان 24