لم يكن نهار الخميس عاديّاً على أهالي حي "شارع 1600" في بيت الشعّار، فما إنْ لامسَت عقارب الساعة الثانية بعد الظهر، حتّى كسرَت هدوءَهم طلقاتُ رصاص خارقةً صدرَ القاضي السابق في مجلس شورى الدولة دياب بركات، بعدما أطلق ابراهيم لبكي النارَ عليه داخل منزله. تجمّعَ بعض الجيران أمام المبنى يراقبونه بصمتٍ، فيما خرج البعض الآخر إلى الشرفات محاولاً معرفةَ ما حصَل. وفي وقتٍ لا تزال تفاصيل الجريمة غامضة، تعدّدَت الروايات، بحيث أشارت المعلومات الأوّلية إلى أنّه قبل وقوعها، كان ابن القاضي، ألكسندر، معه في المنزل، وقد غادرَه لبعض الوقت لسحب اموال من صرّاف آلي، ليُصدَم لدى عودته بأحدهم يقول له "إتّصل بالـ 112"، ليتبيّن لاحقاً أنّه مرافق القاتل ويُدعى إدمون رحباني من منطقة البترون.
وفي التفاصيل، وفقَ المعلومات الأوّلية، أنّ ابراهيم لبكي (مواليد 1970 من بلدة دير الغزال) دخلَ منزل القاضي، وأطلَق رصاصتين لإخافته، لكنّ بركات لم ينجُ من الطلقة الثالثة التي أصابته في قفصِه الصدري، وذلك قبل أن يطلقَ لبكي النارَ على نفسه من مسدّس "باريتا" من عيار 9 ملم في فمه، وقد أكدت المباحث الجنائية أنه قتل نفسه بالمسدس الذي قتل فيه القاضي، فيما فرّ رحباني قبل أن يعود ويسلّم نفسه إلى القوى الأمنية التي تستجوبه كشاهد، وقد تردّد أنه يملك تسجيلات لما حدث.
وعلى رغم أنّ القاضي بركات كان لا يزال على قيدِ الحياة لدى وصول الإسعاف، لكنّه لم ينجُ نتيجة خطورة الإصابة.
وفيما عزا البعض الجريمة إلى دوافع ماليّة، رجّح البعض الآخر أن يكون بركات قد أصدرَ حكماً في حقّ لبكي قبل تقاعدِه، وأنّ محكوميتَه انتهت أمس الأوّل، ولدى خروجه من السجن قرّر الانتقام بهذه الطريقة الوحشية.
وفي وقتٍ انتشرَت القوى الأمنية في محيط مكان الجريمة، عاينَ المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سمير غانم المنزل، وحضرَت الأدلّة الجنائية.
الجيران المصدومون بهولِ الجريمة، تحدّثوا عن القاضي بركات بغصّةٍ وحزن، مستذكِرين طيبتَه، وكرَمه والمساعدات الخيرية التي اشتهر بتقديمها.
وبعد جمعِ الأدلّة، أخرِجت جثّة القاضي مغطّاةً بشرشف أسود من المدخل الخلفي للمبنى، ونُقلت إلى مستشفى سرحال.
( الجمهورية)