يجلس الطفل حيدر (4 سنوات) في منزل جدّيه من جهة والده، ويلهو مع ابن عمته الذي يجاريه في السن. دقائق ويطلب الإذن من جدته للصعود الى الطابق الأول ليُحضر ألعابه. توافق الجدة، فيقفز فرحاً، ويسارع وابن عمته الى الصعود الى المنزل الذي يجمع فيه كل ألعابه ويرفض نقلها الى مكان آخر.
في هذا المنزل، يترك والدا حيدر ليلى وحسين، اللذان استشهدا في انفجار برج البراجنة في تشرين الثاني الماضي، طيفاً في كل مكان. مرّت تسعة أشهر وما زال الحزن يتربّص بالطفل الذي يشتاق إلى والديه ويربى اليوم بين عائلتَي مصطفى (من جهة والده) وطالب (من جهة والدته).
اليوم، تعود قصة حيدر، الذي نجا بأعجوبة من الانفجار، الى الواجهة من جديد، بعدما شغل سابقاً وسائل الاعلام المحلية والعالمية، حين دعاه اللاعب البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو لزيارته في إسبانيا ولقاء فريق "ريال مدريد". تكمن المشكلة، اليوم، بوجود خلاف بين العائلتين (طالب ومصطفى) على حضانة الطفل مع الإشارة إلى أن عمّه حصل على حق الوصاية الشرعية بعد تنازل الجدّ لصالح العمّ.
بدأ الخلاف حين قرّر عمّ الطفل الذي يعيش مع عائلته في لندن، أن يأخذ حيدر للعيش معه هناك، مع إعطاء عائلة والدته كل الحقوق في رؤية حيدر وزيارته لبنان كلما سمحت الظروف. لم تتقبّل العائلة (من جهة الأم) هذا القرار، فتوجّهت الى المحكمة الشرعية وحصلت على منع سفر لحيدر. وتقول خالة حيدر، عليّة طالب، إنها تحترم "فكرة أن عمّ حيدر هو وصيه الشرعي"، لكنها تأمل أن تتشارك العائلتان في تربيته. وتقول: "حيدر لن ينسى مشهد استشهاد والديه، لكن بقاءه في لبنان لن يؤثر عليه سلباً لأننا لن نتركه للحظة واحدة".
من جهته، يتحفّظ عمّ حيدر (الوصي الشرعي) على الإدلاء بأي معلومات بانتظار صدور القرار بشأن استئنافه حكم منع السفر، والذي من المتوقع صدوره في السابع عشر من آب الجاري، مؤكدا أن "قرار منع السفر لا يتطابق مع الوصاية الشرعية فالقراران صدرا عن القاضي عينه". يذكّر العمّ أن القضة هي لصالحه شرعاً وقانوناً، وهو لن يخرج عن القانون.
من جهته، يفضّل محامي عائلة مصطفى عباس سرور عدم التعليق حالياً. أما وكيل عائلة الام المحامي أشرف الموسوي فيشير إلى أن "الوصاية الشرعية الجبرية تعود للجدّ من جهة الوالد، وحصل العمّ بعدها على الولاية الجبرية نسبة الى قرار المحكمة الشرعية الجعفرية الذي أصدره القاضي جعفر كوثراني". ويؤكد أن "هذا القرار صدر معجّل التنفيذ، ودفع موكليه الى طلب الاستحصال على قرار منع سفر لحيدر لما يؤثر ذلك نفسيا ومعنويا على الطفل خصوصاً أنه يحتاج لرعاية خاصة من قبل العائلة والأصدقاء". ويوضّح الموسوي أنه "بموجب قانون المحاكم الشرعية، يمكننا الاستحصال على قرار بحضانة عائلة أمه ما قد يثير غضب عائلة والده".
(السفير)