في الأسبوع الثاني من شهر أيلول المقبل، يعود سلام الزعتري إلى الشاشة ليقدّم برنامجه الجديد "بي بي شي" (40 دقيقة) عبر شاشة "المؤسسة اللبنانيّة للإرسال". طوال الفترة الماضية، بقيت الأنظار مشدودة نحو الزعتري بعد إيقاف برنامجه السابق "شي أن أن" على خلفيّة ظهوره عبر محطة "أم تي في" وتوجيهه انتقادات لاذعة لقناة "الجديد". سرت معلومات عن تلقّي الزعتري عرضًأ مغريًا من آل المر، لكن مع اعتذاره لقناة "الجديد" رجّح كثيرون عودته إليها.
فماذا حصل وما العرض الذي تلقاه ليغيّر الاتجاه؟ يقول الزعتري في حديث للـ "السفير" إنّ المشاكل احتدمت بين ميشال المر (رئيس مجلس إدارة "أم تي في") وتحسين الخياط (رئيس مجلس إدارة "الجديد")، وباتت الخلافات شديدة البشاعة لا سيّما بعد عرض تقرير أعتبره غير مهني ومهين للخيّاط، "وبما أنّ علاقة صداقة تربطني بكريم تحسين الخياط، وعلاقة محبة واحترام بكرمى الخياط، آثرت أن لا أكون طرفاً في هذه المشاكل. وضعت نصب عينيّ إيجابيات وسلبيات الانضمام إلى "ام تي في" و "المؤسسة اللبنانية للإرسال" وكانت الكفة الثانية هي الراجحة خصوصًا بعدما وردت لفريق العمل معلومات عن أن قناة المر تتخلّف عن دفع مستحقّات موظّفيها".
يوضح الزعتري: "لم أرَ يوماً أنّ "المؤسسة اللبنانية للإرسال" تشبه "الجديد" من حيث الحرية المتاحة، لكنّ رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر دفعني وفريق البرنامج للإنضمام إلى المؤسسة لأنّه صاحب قرار ويعرف جيداً ماذا يريد للمؤسسة. يملك رؤية عظيمة تلتقي مع رؤيتنا. أصبحنا في عالم يعتبر فيه التلفزيون مجرّد قطعة أثاث أمام عالم الأونلاين. لذلك علينا التوّجه إلى الشباب من خلال المضمون الذي يحاكيهم. يعي الضاهر جيداً هدف البرنامج. منحنا سقفاً مفتوحاً وكرّر مراراً خلال اجتماعاتنا أن لا أحد سيتدخّل في مضمون الحلقة كيلا تفقد روحيتها ومصداقيتنا".
يتألف فريق "بي بي شي" من الزعتري وفؤاد يمين وعبد الرحيم العوجي وجنيد زين الدين وعباس جعفر، وتنضم إلى الفريق شخصيتان نسائيتان الأولى تؤدي دور عجوز سليطة اللسان والثانية صبية توجّه انتقادات لاذعة. يشير الزعتري أن "لا عودة إلى شخصية بوسي أو شخصية تشبهها في البرنامج". تتولّى شركة Blue Cactus التي أسّسها الزعتري أخيراً، إنتاج البرنامج ورندة أبيض هي المنتجة المنفّذة.
أمّا الديكور من تصميم يارار عيسى الخوري فسيكون عبارة عن News Room (غرفة أخبار) يتواجد فيها فريق العمل بأكمله. يوضح الزعتري: "لست جالساً إلى جانب فؤاد يمين كما كنا في السابق. نتشارك كل المواضيع مع المراسلين ويتضمن البرنامج تحقيقات في إطار التجربة الإجتماعية، وصيغة البرنامج جديدة لا تشبه ما يقدّم على أي شاشة عربية. لا أنظر إلى عنصر المنافسة لأنّ ما نقدّمه مختلف".
يرى الزعتري أنه وصل إلى مرحلة النضج. "لا نريد أن نكون مبتذلين ولا نريد استخدام الإيحاءات الجنسية والشتائم كما كانت الحال في السابق. سنقارب المواضيع بطريقة مختلفة. كسرنا حواجز عدّة من خلال أسلوبنا الماضي وقلنا للجميع لا تختبئوا خلف أنوفكم حين تشتمون وترفضون الشتائم عبر الشاشات، وغيرها الكثير. اليوم لا نريد أن ننتقد ونسخر من الزعماء فقط لا غير، سنقدّم الحجة لكلّ انتقاد. هدفنا الأساس من خلال "بي بي شي" التوعية الاجتماعية وحثّ المشاهدين على مشاركة الشباب في الانتخابات، والتظاهرات. سننطلق من أرض صلبة لطرح أي موضوع فلا نريد خسارة أي قضية نضيء عليها. هناك مَن يرى في البلد فندقاً، نريد أن ينخرط الجميع في الحياة الاجتماعية والسـياسية للتغيير، وهم قادرون. المطلوب عمل تراكمي ووعي".
يطمح الزعتري لتقديم برنامجه خمسة أيام خلال الأسبوع لكن التكلفة تقف حائلاً أمام تحقيق هذا الطموح.
تربط الزعتري علاقة صداقة بمقدّم البرامج المصري باسم يوسف وسبق أن شاركه في عرضين قدّمهما على خشبة مسرح "ذا بالاس" لصالح إحدى الجمعيات الخيرية. حول هذه المشاركة يقول: "قدّم يوسف عرضاً مصغراً لما قدّمه في مهرجانات بيت الدين، وتوليت مهمة طرح الأسئلة عليه والتعليق على بعض المواضيع المطروحة منه ومن الجمهور. أحببت العرض لأنّه عبارة عن مونولوغ وليس ستاند أب كوميدي. لكن لديّ مآخذ أخبرته عنها، منها أنّ العرض يصلح لمسرح صغير أو جامعة وليس لمهرجان يضمّ ألف وخمسمئة شخص، وأنّ العرض يفتقر إلى الإخراج أمّا بالنسبة إلى المواضيع التي تطرّق إليها يوسف، فأجدها شديدة الأهمية منها الخوف من الأنظمة العربية".
عن تقديمه تقارير أونلاين بالإنكليزية لصالح Crisp Network يوضح: "مدّة كل تقرير خمس دقائق، بدأت العمل مع هذه الشبكة بداية العام الحالي أجرينا العديد من التجارب. توقفنا عن العمل منذ شهرين، وسأستأنف العمل أواخر أيلول المقبل. أتطرق من خلال التقارير إلى مواضيع تثار في أميركا حول بلدنا مثال موضوع النازحين السوريين والسلاح المهرّب إلى سوريا إذ أجريت مقابلات مع تجار أسلحة". وعن إمكانية تقديم عمل مشترك مع يوسف، يرى الزعتري أنّ الموضوع مطروح، "لا أحبّ أن ينظر للأمر على أنّه استغلال للصداقة معه، فلم أطرح الموضوع عليه بينما بادر هو لطرحه. وقد صورنا مقابلة مقتضبة قد تظهر في الحلقة الأولى لبي بي شي أو في الفيديو الترويجي للبرنامج عبر مواقع التواصل".
يكشف الزعتري عن تحضيره لوثائقي عن الرئيس جمال عبد الناصر من إنتاج شركته، وسيعرض أونلاين قريباً. "من خلال العرض الذي قدّمه باسم يوسف في مسرح "ذا بالاس" سأله أحد الحاضرين عن عبد الناصر فأجابه قائلاً إنّه لم ينجح في شيء، "خسرنا الحرب، وتراجعنا اجتماعياً الخ."، ومن خلال النقاش حول عبد الناصر وكوني تربيت في بيت ناصري وأحبه جداً، خطرت لي فكرة إنجاز وثائقي يتضمن بحثاً وتدقيقاً حول الإيجابيات والأخطاء إنصافاً لعبد الناصر من خلال نظرة جيلين تجاهه".
شكّل التغيير محورًا أساسيًا لكلام الزعتري. لكنّ التغيير ليس مجرّد كلمة يرنّ وقعها في الخطابات السياسية، بل هي فعل تراكمي ينطلق من كل الاتجاهات وعبر كلّ وسائل الإعلام والتواصل ليرسي قاعدة الانطلاق الحقيقي نحوه.
(السفير)