كتب المستشرق الإسرائيلي البروفيسور يارون فريدمان مقالا بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال فيه إن نجاح المعارضة السورية في كسر الحصار الذي فرضته قوات نظام الرئيس بشار الأسد على مدينة حلب، قد يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتطبيق الخطة العسكرية التي نفذها في الشيشان على المدينة.
وأضاف فريدمان أن أمام بوتين خيارا آخر في حال عدم تنفيذه الخيار الأول، وهو الذهاب باتجاه عقد اتفاق مع المعارضة السورية المعتدلة من أجل التفرغ لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، أن التدخل الروسي في سوريا صيف 2015 أحدث تغييرا جوهريا في ميزان القوى لصالح النظام السوري وحلفائه، وأشار إلى أن إلقاء نظرة على سير العمليات القتالية يشير إلى تقدم بطيء لقوات النظام السوري وحزب الله يشبه إلى حد بعيد رقصة "الفالس"، حيث يتقدم خطوتين إلى الأمام ويرجع واحدة إلى الوراء.
وسجل فريدمان أنه مقابل كل إنجازين عسكريين يحققهما النظام السوري، ينجح المعارضون في تحقيق إنجاز واحد، فالنظام يحتل مدينتين والمعارضة تستعيد واحدة.
وأشار إلى أن مدينة حلب -التي باتت مقسمة مثل سوريا كلها بين سيطرة النظام وقوات المعارضة- تقترب من تحولها لما يشبه العاصمة الشيشانية غروزني، حيث تقوم الخطة العسكرية الروسية على فرض مزيد من الخنق عليها، وإجبار السكان على إخلائها، ليقوم الجيش السوري لاحقا بتدميرها على رؤوس المسلحين حتى يسلموا أسلحتهم.
وأكد الخبير الإسرائيلي -وهو خريج جامعة السوربون- أن المعركة القادمة في حلب والصمود الذي أبداه المعارضون المسلحون، فاجأ الروس في ضوء ما تلقوه من دعم مالي ومساعدة عسكرية من دول إقليمية.
ولفت إلى أن الشيشان باتت معزولة وقريبة من روسيا، بينما سوريا قريبة جدا من الدول السنية التي تقدم لها المساعدة، مبينا أن إزالة الحصار عن حلب أدى لتراجع تأثير قوات الأسد وحزب الله والمليشيات الشيعية، وعدم قدرتهم على مواجهة المعارضة السورية المسلحة من دون الدعم الروسي.
وشدد يارون على أن روسيا تجد نفسها اليوم أمام مفترق طرق في سوريا، وعليها أن تقرر إما زيادة حدة القصف على حلب، وهو ما يعني احتلال المدينة حتى لو تسبب ذلك في وقوع مجزرة بشرية وتدميرها كاملة كما حصل في غروزني؛ أو أن تواصل جهودها السياسية لتحقيق اتفاق مع المحور السني تجاه المعارضة السورية المعتدلة، للتفرغ لمحاربة تنظيم الدولة العدو المشترك للجانبين.
الجزيرة