لا تزال حلب قبلة المتقاتلين في سوريا وعليها، ولم تنفع كل المحاولات الأُمَمية لإعادة التهدئة الى عاصمة الشمال السوري، بعد معارك شديدة الشراسة بين مجموعات المعارضة المسلحة المدعومة بشكل اساسي من تركيا والسعودية وقطر من جهة، والجيش السوري و"حزب الله" وحركة "النجباء" العراقية المدعومين من ايران وروسيا من جهة ثانية.
 
الخرق الذي حقّقته المجموعات المعارضة في السيطرة على شريط بعرض اقل من كيلومتر في الراموسة في محاولة لفكّ الطوق عن الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها منذ عام 2012 ، لا يخفّف من اندفاعة الجيش السوري و"حزب الله" لإعادة إحكام الطوق على تلك الاحياء والتطلع الى استعادة السيطرة على كامل حلب في معركة وصفها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بـ"معركة الوجود".
وفي السياق، أكّدت مصادر ميدانية لـ"النهار" ان الحزب دفع بـ"كتيبة الرضوان" الى حلب، وهي تعدّ قوة النخبة في الحزب، وبدورها ارسلت حركة "النجباء" مئات المقاتلين في الساعات الماضية الى جبهة المواجهة الأكثر أهمية في سوريا اضافة الى حشد من فصائل موالية لإيران ودمشق تحضيراً للمنازلة مع الجماعات المسلحة التي تستعدّ بدورها لـ"ملحمة حلب الكبرى".
اذًا الساعات كلها باتت على توقيت حلبِيّ، وها هي الاشهر الستة الدموية التي تحدث عنها نصر الله قبل اكثر من شهرين تترجم على ارض الشمال السوري لأن ما بعد حلب لن يكون ابداً كما قبلها.
 
 
وستكون اطلالة الامين العام لـحزب الله" السبت المقبل في بنت جبيل في الذكرى العاشرة لانتصار تموز حلبيّة بامتياز، وسيعيد التأكيد على اهمية تلك المعركة. ومن المتوقّع ان يشرح ملابسات الهجمات الستّ التي نفّذتها المجموعات المسلحة المعارضة وفقدت خلالها اكثر من 500 قتيل، وفق مصادر الحزب، وذلك في محاولتها خرق الطوق على الاحياء الشرقية لحلب.
 
وكانت الأمم المتحدة قد دعت  إلى وقف عاجل لإطلاق النار فيحلب حيث قالت إن مليونين من سكان المدينة السورية يعيشون دون ماء ولا كهرباء بعدما أصابت هجمات البنية التحتية المدنية الأسبوع الماضي.
 
 عباس صباغ