في ظل موجة الحر التي تصيب لبنان  في شهر آب اللهاب استغلّ سائقو السيارات العمومية هذا الوضع وباتوا يطلبون أجرة أعلى ولأنّ التخلص من الحر هو الهدف فإن الراكب ينصاع لطلب السائق دون أي رفض.
تروي "ف.ح" من سكان المريجة لموقع لبنان الجديد ما حصل معها فتقول "انتظرتُ تحت جسر الكولا لمدة نصف ساعة ورفضت أي سيارة أن تقلني أما اصحاب الفانات الذين يتوجهون إلى المريجة فنادرا ما يمرون إلى أن جاء الفرج وقبل صاحب تاكسي أن يقلني بشرط أن ادفع 4000 ليرة فقبلت دون أي تردد وفاجأني أن امرأة أخرى أيضا اضطرت أن تدفع 4000 لإيصالها إلى حي السلم علما أن السائق سيسلك نفس الطريق لكن المؤسف ما فعله برجل مسنّ "
وتضيف أن "الرجل المسن كان متوجها إلى حي السلم  لكنه رفض أن يدفع "سرفيسين " ليقول له صاحب التاكسي "إيه خلليك هون انشوي بالشوب.
أمّا "ح.س" الذي يعمل في منطقة قريبة من الكولا يقول " أضطر أن أعرض على صاحب السيارة العمومية "سرفيسين" ليوصلني إلى منزلي في الضاحية.
لكنّ القصة التي حصلت مع "س.م" أثناء عودتها تختلف كليّا إذ أنها اضطرت إلى الدفع لصاحب السيارة مرتين والسبب أنه إما نسي أنها أعطته المال بمجرد صعودها إلى السيارة أو أنه تناسى.
هذه النماذج من اصحاب السيارات العمومية التي تستغل الحرارة المرتفعة نصادفها يوميا أثناء تنقلنا لكن للأسف بعض أصحاب السيارات تعدّوا حدود الأخلاقيات وسأروي هنا ما حصل معي بالتحديد دون أي مبالغة الأمر الذي صدمني فاضطررت بعد خروجي من سيارته إلى "إهانته " كما فعل.
وباختصار لم أدفع له المال بمجرد صعودي إلى السيارة والغالبية منا تنتظر الوصول إلى المكان المنشود لتدفع فبدأ يتمتم بكلمات الإستغفار بشكل عصبي لم أعط الأمر أي أهمية إلا أن وصلتُ إلى منطقة البربير ليقول لي حرفيا " الحق عليي أنا بس طلّع راكب وما يدفعلي دغري بتسكّر بوجّي طول النهار مرة التانية لازم قللو يدفعلي قبل " فسألته "ليه بدنا ندفع قبل نفترض قلتلي ما دفعتي" ولم يدعني أنهي حديثي إنما نهرني بكلمة "اسكتي اسكتي عارف شو بدك تقولي " 
للوهلة الأولى ظننتُ أن ما يحصل معي ليس حقيقيا حتّى وصلت إلى مكان عملي وما ان دفعت له "سرفيسين " حتى أخذ المال ورماه لجانبه وبالعربي المشبرح "سب الله" ، هذا الأمر الذي فاجأني دفعني إلى إهانته بطريقة لا إرادية .
وفي سياق القصص التي ذكرناها ألا يجب فرض رقابة على هؤلاء الذين يملكون دفاتر عمومية وألا يجب وضع تعرفة للمناطق يتم خلالها معاقبة كل مخالف من اصحاب السيارات العمومية.
فكما لهم نقابة تحمي حقوقهم من حقّ الراكب أيضا أن يحمي حقوقه وماله  وبالتأكيد يضمن عدم إهانته من أشخاص مرضى إذ أن المضحك في القصة التي حصلت معي إدّعاءه بأنه سيضطر للعودة إلى منزله في الضاحية لينتظر ساعتين ثم يعود إلى العمل فهل هذه قاعدة وأين حقوق الراكب ؟