إنكبّ السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري فور عودته من الرياض، حيث شارك في اعمال القمة العربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة، على ملفات ثنائية عدّة تهم لبنان والسعودية، ولعلّ أبرزها مساعدة النازحين السوريين، علما أن السعودية تعهدت، أمس الاول، في مؤتمر الكويت للمانحين تقديم مبلغ 300 مليون دولار لمصلحة الشعب السوري.
وفي دردشة مع «السفير» أمس في مقرّ السفارة السعودية، قال «معالي السفير» عسيري إن المملكة تبذل جهداً كبيراً لمساعدة النازحين السوريين الى لبنان سواء عبر الرعاية الصحية في كلّ المناطق حيث يتواجدون وفي الإيواء وتأمين الإيجارات للسكن بالإضافة الى كفالة تعليم آلاف الطلبة السوريين في المدارس اللبنانية عبر دفع رسوم تعليمهم كاملة، فضلاً عن تأمين أغراض أساسية لتسهيل الحياة اليومية لهؤلاء ومنها البطانيات وأجهزة التدفئة والأدوية والمواد الغذائية والرعاية الصحية.
وأوضح أن المملكة ستدشن في الأسبوع المقبل المزيد من المساعدات التي تقدّم عبر هيئتين اثنتين هما: «الحملة الوطنيّة السعوديّة لنصرة الأشقاء في سوريا» و«هيئة الإغاثة الإسلاميّة التابعة لرابطة العالم الإسلامي».
وردّاً على سؤال لـ«السفير» عن زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى المملكة واستقباله من قبل ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجيّة الأمير سعود الفيصل ونائبه الامير عبد العزيز بن عبدالله قال عسيري: «مثّل الرئيس ميقاتي الدولة اللبنانية بناءً على دعوة رسمية سلّمت الى رئيس الجمهورية لحضور المؤتمر الاقتصادي وهو مرحّب به كممثّل للبنان».
وعن مغزى اللقاءات قال عسيري: «اللقاءات الآنفة الذكر تمّت على هامش المؤتمر المذكور وفي مكان انعقاده أي فندق «ريتز- كارلتون» في الرياض حيث استقبل المسؤولون السعوديون معظم رؤساء الدول المشاركين، ولم يكن من تنسيق مسبق لهذه اللقاءات».
وعن المواضيع التي تطرّق اليها المسؤولون السعوديون مع ميقاتي، قال عسيري إن أبرزها هي المتصلة بالعلاقات التاريخيّة بين البلدين، «وقد أكد المسؤولون في المملكة للرئيس ميقاتي حرصهم الدائم والمستمر على لبنان وتشجيعهم للتعاون المستمر بين أبنائه».
يرفض عسيري التطرّق الى القضايا الخلافيّة اللبنانية من منطلق سعودي مبدئي «بعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول»، ويمتنع عن إبداء الرأي في القانون الانتخابي الأمثل للبنان، مشيراً الى «أن الحراك السياسي القائم هو شأن لبناني بحت، ونتمنى أن يتوصّل الأفرقاء السياسيون اللبنانيون الى اتفاق يريح الجميع ويضمن السّلم الأهلي والاستقرار في لبنان، ويسهم في تحقيق رغبة اللبنانيين في إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري المحدّد».
وردّاً على سؤال قال عسيري إنه أثناء اللقاءات السعودية مع ميقاتي «لم يتمّ التطرق ولو بكلمة واحدة الى الشأن الانتخابي». ويلفت النظر الى أن المملكة «تدفع إيجابيّاً في اتجاه الوفاق اللبناني حفاظاً على السّلم الأهلي»، مشدداً في موضوع الانتخابات على أن «الحلّ الأفضل لا يمكن إلا أن يكون لبنانياً صرفاً ومُرضياً لجميع اللبنانيين ولا ضرورة البتة لاستيراد حلول من الخارج».