حلب الشهباء تنثر الشُهب على الحصار وتحاصر الحصار
السفير :
فرضت معركة حلب إيقاعها على الداخل اللبناني الذي بدت قواه السياسية مشدودة الى متابعة تطورات المواجهة على هذه الجبهة «الإقليمية - الدولية» التي يبدو أنها أصبحت مفترق طرق، بالنسبة الى العديد من لاعبي المنطقة.. والمتلاعبين بها.
وفي انتظار انقشاع دخان المعركة واتضاح مفاعيلها على الجوار الإقليمي والاستحقاق الرئاسي الشديد التأثر بالمناخات الخارجية، تبين أن كتلة المستقبل النيابية قررت في اجتماعها الأخير برئاسة الرئيس سعد الحريري رفض دعم ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، خلافاً للترجيحات البرتقالية بدنو لحظة اكتمال التحول في خيار الحريري من سليمان فرنجية الى الجنرال.
وبينما أفادت بعض المعلومات أن أعضاء كتلة «المستقبل» توزعوا بين 23 نائبا ضد عون و3 معه، قال مصدر بارز في الكتلة لـ «السفير» إن حصيلة الاجتماع أفضت الى «موقف كاسح» ضد دعم ترشيح عون، موضحا أنه لم يحصل تصويت بالمعنى الحرفي للكلمة، بل أخذ كل نائب وقته في شرح وجهة نظره وتفسير دوافعها.
وعما إذا كانت المعارضة الكاسحة لترشيح عون تعني، بمعادلة الأرقام، أن معظم نواب «المستقبل» رفضوه، أجاب المصدر: أكثر من معظم النواب رفضوا تأييد الترشيح!
وأشار المصدر الى أن الموقف من ترشيح عون طُرح على بساط البحث في الاجتماع السابق للكتلة، حتى يذهب الرئيس فؤاد السنيورة الى خلوة الحوار وهو مستند الى موقف رسمي وواضح من الكتلة حيال ترشيح عون، وذلك تحسباً لكل الاحتمالات التي قد تواجه النقاش.
وفي انتظار ما يمكن أن يطرأ حتى موعد الجلسة الجديدة للحوار في الخامس من أيلول المقبل، يبدو أن ملف النفط تحرك مجددا بعدما كان قد غطّ في «قيلولة سياسية»، نتيجة تحسس بعض القوى السياسية من صحوة التفاهم الموضعي بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون.
وعلمت «السفير» أن بري تلقى عبر السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد رسالة جوابية من مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين على العرض الذي كان قد تقدم به رئيس المجلس لمعالجة مسألة ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وفلسطين المحتلة، ومعاودة المباحثات في هذا الشأن.
وبينما أحيطت تفاصيل رد آموس بتكتم رسمي، أفادت المعلومات أن هناك بعض الالتباسات أو القطب المخفية في رسالته تحتاج الى شروحات وتوضيحات، لا سيما لجهة إشارته الفضفاضة الى دور للأمم المتحدة في هذا الملف، في حين ان بري كان قد طرح حصر التعاون مع القوات الدولية (اليونيفيل) تحت سقف القرار الدولي 1701، بغية تجنب أي استدراج سياسي للبنان في اتجاهات سياسية مريبة.
واستعدادا للتعامل مع كل السيناريوهات والعروض، طلب بري إجراء مشاورات مع خبراء يمثلون الأطراف الداخلية المعنية، لتحصين الموقف اللبناني الرسمي وتوحيد المقاربة حيال الأفكار الأميركية المستجدة.
أما الشق الداخلي من «الاستحقاق النفطي»، فقد طرأت عليه بعض الحلحلة، خصوصا على خط عين التينة - المصيطبة، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق أمام دعوة الرئيس تمام سلام قريبا اللجنة الوزارية ومن ثم مجلس الوزراء الى إقرار المرسومين الشهيرين العالقين، كما قال بري لـ «السفير»، مشددا على أن النزاع الحدودي مع العدو الاسرائيلي لا علاقة له بما يجب أن نفعله نحن لجهة استكمال العدّة التنظيمية والإجرائية، وعرض البلوكات تمهيدا لتلزيم ما نراه مناسبا.
وفي سياق متصل، أكد سلام أمام زواره أمس أن الموضوع النفطي لا يزال قيد المتابعة وهو يتطلب الكثير من العناية بكل جوانبه الحساسة والدقيقة وهناك تقدم فيه.
وسألت «السفير» سلام عما إذا يراهن على إمكان وصول الحوار الى نتائج في أيلول المقبل؟ فأجاب: هل من بديل من الحوار، وهل يصبح الوضع أفضل من دونه؟ سواء توصل الى حلول أم لم يتوصل اليها، البلد قائم على الحوار والتوافق، واذا لم يحصل الحوار والتوافق فما هي الخيارات غير المزيد من الانهيار والتراجع؟
وأكد أن التعيينات الأمنية والعسكرية ستطرح في وقتها لكن ليس في جلسة الخميس المقبل، موضحا أن موضوع التمديد أو عدمه لقائد الجيش يعالجه وزير الدفاع الذي يتواصل مع كل القوى لتحديد ما يمكن الاتفاق عليه ثم يطلعني على النتيجة. وأكد أنه سيتم حكماً تعيين رئيس للأركان لأنه لم يعد ممكناً التمديد له.
وفي هذا الإطار، أبلغ مصدر مطلع «السفير» أن طبخة التمديد للعماد جان قهوجي تكاد تنضج، وهذا الخيار الاضطراري بات محسوماً في ظل تعذر تعيين قائد للجيش.
وأشار المصدر الى أنه سيتم قريبا تعيين رئيس للجامعة اللبنانية خلفاً للدكتور عدنان السيد حسين، لافتا الانتباه الى أن أسهم الدكتور فؤاد أيوب هي الأكثر ارتفاعاً للحلول مكانه.
النهار :
تبدل المشهد في حلب في اليومين الاخيرين مع تمكن مقاتلي المعارضة بما فيهم "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً التي كانت مرتبطة بتنظيم "القاعدة") من اختراق الحصار الذي يفرضه النظام على الأحياء الشرقية لحلب، بفتح طريق إمداد من جنوب المدينة بعد الإستيلاء على مجمع للكليات العسكرية والراموسة. وبذلك باتت فصائل المعارضة تطوق الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام.
وبينما أكد الاعلام السوري الرسمي ان الجيش النظامي أوجد طريقاً بديلاً الى الأحياء الغربية، طغى الخوف على السكان فسارعوا الى تخزين المواد الغذائية التي سرعان ما سجلت أسعارها ارتفاعاً كبيراً.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: "تدور اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل" في جنوب غرب مدينة حلب، غداة خسارة الجيش السوري مواقع مهمة تضم كليات عسكرية في هذه المنطقة.
وأعلنت فصائل مقاتلة وجهادية في اطار تحالف "جيش الفتح"، أهمها "حركة احرار الشام" و"جبهة فتح الشام"، بعد هجومين عنيفين الجمعة والسبت، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 تموز على الأحياء الشرقية لحلب ويقيم فيها 250 الف شخص.
وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية التقى مقاتلو الفصائل القادمين من داخل مدينة حلب آخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة الى الاحياء الغربية.
وتحدث مصدر في الفصائل عن ادخال المقاتلين "سبع شاحنات خضار وفاكهة" الى الاحياء الشرقية من طريق الراموسة.
الا ان المرصد السوري رأى ان المدنيين لن يتمكنوا من المرور عبر هذا الطريق لخطورته.
وقال قائد قطاع حلب في "حركة نور الدين الزنكي" المقاتلة عمر سلخو: "الطريق للاستخدام العسكري حالياً... وسيسمح للمدنيين بعبورها بعد تأمينها بشكل كامل".
وصرح قيادي في ائتلاف الجماعات المعارضة المعتدلة في حلب يدعى أبو الحسنين: "بسطنا سيطرتنا على كل الراموسة... ونحن في خنادقنا و(تشنّ) اليوم غارات جنونية لم نشهدها من قبل"، مشيراً الى استخدام قنابل "عنقودية وفراغية".
وقال معارضون والمرصد السوري إن الجبهة الأمامية لقوات المعارضة تتقدم في الاتجاه الشمالي الغربي نحو غرب حلب وعلى أطراف حي الحمدانية ومنطقة سكنية تسمى مشروع 3000 شقة.
وإلى الشمال من الحمدانية وفي اتجاه تقدم مسلحي المعارضة، يقع مجمع عسكري ضخم آخر هو أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية.
واستناداً الى المرصد، فقد قتل أكثر من 700 رجل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة والجهادية على حد سواء في المعارك الدائرة في جنوب حلب منذ أسبوع، غالبيتهم من الفصائل نتيجة "التفوق الجوي" لقوات النظام وكثافة الغارات الجوية.
وكان الجيش السوري قد فرض طوقاً على خطوط امداد الاحياء الشرقية في حلب عندما سيطر على طريق الكاستيلو شمال غرب المدينة في 17 تموز الماضي.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن مصدر عسكري أن "هذه المجموعات الارهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الارهابيين فى الاحياء الشرقية".
وقال المصدر إن "سلاح الجو ينفذ 21 طلعة قتالية ويوجه 86 ضربة جوية الى تجمعات الارهابيين ومحاور تحركهم في جنوب وغرب حلب خلال الساعات الـ12 الماضية".
وأغارت الطائرات الحربية السورية والروسية على احياء عدة في الجهة الشرقية، وتضمن ذلك القاء براميل متفجرة.
وأكد مراسل التلفزيون الرسمي ان "الجيش أوجد طريقاً بديلاً لدخول المواد الغذائية والمحروقات" الى الاحياء الغربية.
وأوضح عبد الرحمن أن "قوات النظام تعمل على فتح طريق جديد من الاحياء الغربية في اتجاه الشمال وتسعى حاليا الى تأمينها لضمان امكانية استخدامها".
وعلى رغم ذلك، بدا الخوف والتوتر واضحين على سكان الاحياء الغربية، فسارعوا الى الاسواق لشراء المواد الغذائية والماء للتخزين تحوطاً لاستمرار الحصار.
وقال أحد سكان الاحياء الغربية طلب عدم ذكر اسمه: "الاسواق باتت خالية تماماً من المواد الغذائية والمحروقات في اول يوم حصار، الأكيد ان الايام المقبلة ستكون أصعب".
ولاحظ المرصد أن الأنباء عن تقدم المعارضين تسببت بارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى ما يصل إلى أربعة أضعاف في غرب حلب.
واعتبر عبد الرحمن ان "قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها تعرضوا لخسارة مهمة جداً". وقال إن الفصائل المقاتلة والجهادية "لم تتمكن من كسر الحصار عن احياء حلب الشرقية فحسب بل انها قطعت أيضاً آخر طرق الامداد الى الاحياء الغربية التي باتت محاصرة" ويقيم فيها نحو مليون و200 الف نسمة.
المستقبل :
بعد النصر الميداني الأهم ضد قوات بشار الأسد منذ العام 2013 بفك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أطلق الثوار السوريون المرحلة الرابعة من «ملحمة حلب الكبرى» الهادفة الى تحرير المدينة كلها من قوات النظام والميليشيات الداعمة له.
ففي ساعة متقدمة مساء، أعلن تحالف يضم فصائل مقاتلة معارضة لبشار الأسد بدء معركة تحرير كامل مدينة حلب في شمال سوريا، غداة تمكنه من فك الحصار عن احيائها الشرقية في ضربة كبيرة لجيش الأسد والميليشيات المتحالفة معه.
وفي بيان أصدره قال تحالف «جيش الفتح» الذي يتألف من فصائل عدة بينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، «اننا في جيش الفتح وبعد اسبوع من المعارك المتواصلة(...)، نعلن بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة».
وأضاف البيان «نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة، ولن نستكين بإذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب».
ودخلت أمس أول قافلة مساعدات إنسانية إلى أحياء حلب الشرقية غداة فك الحصار عنها. وقال ناشطون إن فعاليات ومؤسسات أهلية من مدينة إدلب استطاعت إدخال أول قافلة مساعدات إنسانية مكونة من مواد غذائية إلى أحياء حلب الشرقية، مشيرة إلى أنها عبرت من حي الراموسة .ولفت الناشطون إلى إمكان إدخال قوافل أخرى إلى الأحياء الشرقية لحلب، تزامنا مع استمرار الثوار في توسيع مناطق سيطرتهم في مدينة حلب ومحيطها.
وتصدى الثوار أمس لمحاولة ميليشيا «حزب الله» التقدم في حي الراموسة، وأسفرت المعارك عن سقوط قتلى من الحزب وتدمير آليات عسكرية، وسط قصف عنيف من قبل الطائرات الروسية.
وأعلنت غرفة عمليات فيلق الشام عن تدمير دبابتين من طراز «تي 72» بعد استهدافهما بصاروخين حراريين في محيط الراموسة، بالتزامن مع قنص عدد من ميليشيا «حزب الله« وعناصر الحرس الثوري الإيراني أثناء محاولتهم التسلل إلى المنطقة.
واستهدفت الطائرات الروسية كلية المدفعية وحي الراموسة بعشرات الغارات الجوية، كما استهدف الطيران الحربي حي المشهد بالقنابل الفوسفورية المحرمة دوليا، وتعرضت أحياء المرجة والأنصاري والميسر إلى قصف عنيف.a
وشنت الطائرات الروسية والاسدية مئات الغارات الجوية على مواقع الثوار في جنوب مدينة حلب ومحيطها.
وقال مصدر في جبهة فتح الشام إن مرحلة السيطرة على المدينة بشكل كامل بدأت الآن، مشيرا إلى أن قوات النظام انسحبت بالكامل من معركة السيطرة على كلية المدفعية، وحل مكانها مسلحو «حزب الله« وقياديون في الحرس الثوري.
وأضاف المصدر أن خسائر «حزب الله« والإيرانيين هي الكبرى في سوريا، حيث خسر الحزب أكثر من عشرين مسلحا بينهم قيادي كبير إضافة إلى قتلى من الضباط الإيرانيين، مؤكدا أن المعارضة غنمت كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إضافة لمستودعات كاملة للذخيرة خلال معارك حلب.
وأحبطت المقاومة السورية أمس هجوماً لقوات النظام وميليشياته على محور الراموسة وتمكنت خلال المعركة من تكبيدها خسائر في العتاد والعدد، وسط قصف جوي عنيف تشهده المنطقة منذ يوم أمس.
وقال مراسل «زمان الوصل» في حلب، إن المقاومة السورية تواصل عمليات التمشيط في تجمع الكليات العسكرية في الراموسة ومحيطها بهدف تأمين الطريق الذي تم فتحه بين أحياء حلب الشرقية وريفها الجنوبي.
وأشار المراسل إلى أن المقاومة السورية تمكنت خلال عمليات التمشيط اليوم من أسر عدد من عناصر جيش النظام بينهم ضابط برتبة نقيب، كانوا مختبئين في أحد المباني في الكلية المدفعية.
وأكد مصدر ميداني في المقاومة السورية لـ»زمان الوصل» استمرار فتح الطريق بين أحياء حلب الشرقية وريفها الجنوبي من بوابة منطقة الراموسة، نافياً كافة الأخبار التي تتحدث عن قطعه من قبل قوات النظام، لافتاً إلى أن المقاومة السورية تعمل على تأمين الطريق لفتحه أمام قوافل المساعدات والأغذية والمدنيين مُشيراً إلى أن الطريق في الوقت الحالي يُستخدم كطريق عسكري.
وتحدث المصدر عن تجهيزات المقاومة السورية لإطلاق المرحلة الرابعة من «ملحمة حلب الكبرى» والتي تهدف للسيطرة على أحياء حلب الغربية والثكنات العسكرية التي تتبع لجيش النظام في مدخلها، وأبرزها الأكاديمية العسكرية والتي اعتبرها أهم حصون قوات النظام في المنطقة.
وأكد المصدر استعداد وجاهزية المقاومة السورية لهذه المرحلة معنوياً ولوجستياً، مشيراً الى أن «المرحلة الأصعب تم إنجازها وتمكنا بفضل الله من السيطرة على تجمع الكليات العسكرية، والمعنويات مرتفعة لدى كافة المقاتلين من كل الفصائل، والجميع ينتظر إطلاق المرحلة الرابعة على أحر من الجمر«.
وأضاف: «أما عن تذخيرنا والاستعداد اللوجستي، فقد منّ الله علينا بغنائم تكفينا لتحرير حلب وتزيد، وسنستخدم اسلحتهم التي اغتنمناها منهم لقتالهم بها وهزيمتهم بإذن الله«.
تجدر الإشارة إلى أن فصائل المقاومة السورية تمكنت أول من أمس من إنهاء حصار دام 30 يوماً عن أحياء حلب الشرقية التي تضم أكثر من 350 ألف نسمة، وذلك بعد معارك عنيفة ضد قوات النظام والميليشيات المساندة لها جنوب حلب استمرت لمدة 7 أيام متواصلة.
الديار :
في الويك آند، وفي دارة قطب سياسي، هذا السؤال: من يصدق ان كل ذلك المهرجان من اجل الاحتفال بترميم كنيسة صغيرة بناها الشيخ بشير الخازن منذ نحو قرنين من الزمان، حتى ولو كانت الكنيسة في المختارة التي هي مسقط، وعرين، وليد بيك جنبلاط...؟
ولا احد يظن ان الزعيم الدرزي فعل كل هذا من اجل الشيخ فريد هيكل الخازن الذي هزم الائتلاف الحزبي في غوسطا، واثبت ان قريته ترفض التوتاليتارية الحزبية التي تحولت الى فيروس قاتل للديموقراطية (وللنزاهة وللعدالة) في لبنان...
وفي حديث القطب السياسي ان وليد بك فعل ما فعل لانه يستشرف اهوالاً مقبلة على لبنان. كل ما يمكن فعله الآن هو ترميم كنيسة، بكل دلالاتها الحقيقية او الخيالية، لا ترميم جمهورية اكثر من ان تكون كسيحة، واكثر من ان تكون مهدمة، واكثر من ان تكون مهملة، واكثر من ان تكون تحت وصايات لا تعد ولا تحصى...
وسؤال ايضاً ما اذا كان المحور الماروني - الدرزي قابلاً للتحقق، وقد غاب عن المهرجان «الاقمار الثلاثة» ميشال عون، وسليمان فرنجيه، وسمير جعجع. امين الجميل وحده كان هناك. ولا مجال للقول (وهو لا يقبل) إن صاحب الغبطة يختزل الطائفة التي يتصارع رجالاتها على موقع بات فيه صاحب الفخامة اشبه ما يكون بالباشكاتب. رجاء العودة الى تجربة ما بعد الطائف. هل كان رئيس الجمهورية يستمد صلاحياته من الدستور ام من غازي كنعان ورستم غزالي؟
في الويك آند لا حديث سوى «ماذا في رأس وليد جنبلاط» كظاهرة رادارية وتلتقط الذبذبات الاتية من البعيد ومن القريب؟
مثلما يقول الاميركيون والاوروبيون ان سوريا لا يمكن ان تعود كما كانت، باتت لدى العديد من السياسيين، وبينهم جنبلاط، قناعة بان لبنان لا يمكن ان يعود كما كان (كيف كان؟)...
اهل القانون، واهل التاريخ، يقولون ان التسويات المركبة، والسريالية، في لبنان ليست بالطارئة. يعودون الى نظام المتصرفية الذي انهى الصراع الدموي بين الموارنة والدروز.
متصرف مسيحي من السلطنة العثمانية، حتى الان، ما زال بعض المراجع، وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري يبحث عن حل يجمع بين البدعة والابداع.
ذات مرة استخدم الراحل الفذ ادمون رباط مصطلح «الهرطقة الخلاقة» قبل ان يستنبط هنري كيسنجر مصطلح «الفوضى الخلاقة» بمدة طويلة.
الان بحث عن حل مستوحى من «الهرطقة الخلاقة». في ثلاثية الحوار اعترف كل اركان اللوياجيرغا اللبنانية، وكل اركان الأفغنة انهم عاجزون عن «اختراع» رئيس للجمهورية. اذا، لا بد من الانتظار لحين يتوقف الصراع بين الرياض وطهران لانتخاب رئيس يكون تحت الوصاية السعودية - الايرانية. ليس هذا فحسب، الحكومة ايضا يفترض ان تكون تحت الوصاية الثنائية.
سياسي مخضرم ويسأل «لمن الغلبة في لبنان لصواريخ «حزب الله» ام «لمخيمات النازحين»؟ يومياً الراجمات التلفزيونية تحمل الحزب مسؤولية تعطيل العملية الدستورية بكل جوانبها. وعلى اساس ان الحزب يفعل ذلك الى الساعة التي يوضع فيها النظام اللبناني على المائدة...
السياسي اياه يقول «شئنا ام ابينا، هناك مليونا نازح سوري في لبنان. وبمنأى عن المسؤولية القومية والعاطفية والاخلاقية حيال هؤلاء، فان ذلك العدد الهائل يعني ان لبنان مهدد بقنبلة ديموغرافية يمكن ان تنفجر في اي لحظة».
وهو يشير الى دراسة وضعتها وزارة الخارجية الفرنسية او احدى الهيئات الاستشارية التابعة لقصر الاليزيه وفيها وقائع مذهلة حول المخاطر التي تهدد لبنان اذا ما تكرس وجود النازحين السوريين لخمس او لعشر سنوات اخرى.
وبحسب السياسي المخضرم، فان جهات دولية تعترف بأن الوضع اللبناني هو في منتهى الدقة والهشاشة بحيث يستلزم الامر استنفاراً دولياً لانقاذ لبنان الذي اوشك على الغرق. لا حديث عن السلاح، وحتى عن سكاكين المطبخ، ولا حديث عن الكوليرا السوداء، الكوليرا الايديولوجية، التي يحملها الهواء (والبؤس) الى المخيمات...
مجرد انتشار نحو 1437 مخيماً عشوائياً في لبنان يعني اختناقاً على المستويات كافة. وعلى هذا الاساس، يفترض بالقوى السياسية اللبنانية ان تنتخب رئيسا للجمهورية في الاسرع الممكن وان تتشكل حكومة طوارئ لمعالجة «الازمات المصيرية» وعلى رأسها ازمة النازحين...
والطريف ان يستغرب مسؤولون دوليون ان تلقى الاعباء الكارثية لملف النازحين على وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي اذ يمتلك اللغة السحرية في مقاربة الازمات، لكنه حتماً لا يمتلك العصا السحرية التي تحتاجها المسألة...
هؤلاء المسؤولون يستغربون ايضاً كيف ان مجلس الوزراء، او المجلس النيابي، لم يلتئم مرة واحدة للبحث في «التسونامي» الذي يضرب اسس الدولة السورية. فالنازحون السوريون لم يأتوا على بساط الريح بل هم ضحايا ازمة لا بد ان تكون قد تمركزت في داخلهم سياسياً ومذهبياً وامنياً وسيكولوجياً.
الكلام الدولي يتقاطع مع كلام محلي يعتبر انه لا بد من تشكيل خلية ازمة رفيعة المستوى، وتكون بعضوية وزراء الدفاع والداخلية والمالية، اضافة الى قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية.
مرجع عسكري قال لـ«الديار» ان الجيش قادر على حماية لبنان من اي مخاطر داخلية. الآن، هذا ممكن، ولكن ماذا اذا تفاعلت الاوضاع، وكان على المؤسسة العسكرية المواجهة على مئات الجبهات؟
جهات دولية باتت على اقتناع بأن لبنان الذي لا يستطيع حل ازماته الداخلية لا بد ان يكون عاجزاً عن معالجة ازمة قد تستخدم من اكثر من جهة، وفي محاولة جهنمية، لفرض معادلة داخلية وبقواعد محددة، في لبنان.
قنوات اتصال مع دمشق
لا بد من قنوات اتصال مع دمشق. هذه مسألة بالغة الأهمية للابتعاد عن سياسة النعامة والانتقال الى سياسة المواجهة في تفكيك مشكلة النازحين...
وهنا يقول مصدر ديبلوماسي لـ«الديار» ان الازمة السورية في اشد مراحلها تعقيداً وخطورة، فالمعارك التي حدثت حول حلب هي الاكثر ضراوة منذ اندلاع الحرب السورية.
الاعلام الغربي وصفها بمعركة المصير بين النظام والمعارضة، مع طرح السؤال التالي اي سوريا بعد حلب؟ هذا يستتبع سؤالاً آخر اي لبنان بعد حلب ليس لأن عاصمة الشمال السوري، وعاصمة الصناعة في الشرق الاوسط، هي احدى المحطات الكبرى في طريق الحرير، وانما لانها احدى النقاط المحورية في الصراع الاقليمي.
الغربيون يلاحظون ان قرب تركيا من حلب ادى الى تعقيد عملية استعادة المدينة من قبل النظام وحلفائه. الآن تركيا ابتعدت، ويتردد ان «مستشارين» تابعين لها محاصرون في الاحياء الشرقية اضافة الى ضباط من دول عربية واجنبية.
وعلى هذا الاساس، فان السعوديين الذين كانوا على تنسيق واسع النطاق مع الاتراك للحفاظ على الستاتيكو في المدينة يعتبرون ان خسارة الاحياء الشرقية تفضي الى احداث تعديلات دراماتيكية في خارطة القوى (الداخلية والخارجية) في سوريا. من هنا كان الدفع في اتجاه احداث اختراق عبر موجات بشرية كانت تتساقط اما امام الضربات المدفعية او امام الغارات الجوية.
حوار طواحين الهواء
صدى معارك حلب يسمع بوضوح في بيروت مع جلسة اليوم لانتخاب رئيس الجمهورية بعدما وصفت اكثر من جهة الحوار الاخير بـ «حوار طواحين الهواء». وكان لافتاً ان الدكتور غطاس خوري، مستشار الرئيس سعد الحريري في مسائل، وقنوات حساسة، لا سيما في ما يتعلق برئاسة الجمهورية، رأى «ان المطلوب اليوم ان نستطيع الوصول الى نوع من التوافق لانتخاب رئيس الجمهورية».
بدقة، قرأت الاوساط السياسية قول خوري ان «اي اسم ثالث غير العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية سيكون وسطياً بين الفريقين. واذا طرح فريق 8 آذار اسماً وسطياً عندها لا بأس يمكن البحث في الطرح».
استدرك «لن نطرح اي اسم جديد وما زلنا متمسكين بفرنجية» لتبقى الحلقة المفرغة حلقة مفرغة، وان كان خوري قال بالبحث في المرشح الثالث. ولكن من لدى فريق 8 آذار ليرشحه غير رئيس تكتل التغيير والاصلاح ورئيس تيار المردة».
احد نواب 8 آذار سأل «ماذا سيكون رد فعل الحريري اذا كان الاسم الثالث النائب اميل رحمة؟».
واعتبر وزير الصحة وائل ابو فاعور ان جنبلاط «قرأ مزاميره على مسامع اللبنانيين بحضور وطني مكتمل النصاب»، سائلاً «هل هناك من يسمعه؟».
اضاف ان الزعيم الاشتراكي «يستطيع ان يصيح لكنه لا يستطيع وحده ان يصنع الفجر»، آملاً في ان تلقى صرخته «صداها لدى القوى السياسية الحاضرة وغير الحاضرة (احتفال المختارة) في مصالحة حقيقية تصل الى مصالحة دستورية تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية».
الجمهورية :
لا مفاجآت سياسية متوقّعة داخلياً هذا الأسبوع، في ظلّ استمرار ردّات الفعل على نتائج الثلاثية الحوارية والتحضير لجلسة 5 أيلول بلقاءات ومشاورات ثنائية أو أكثر، لعلّها تؤمّن الخلاصات المطلوبة لمعالجة ما اتّفِق عليه في عين التينة من تنفيذ لبنود متبقّية من اتّفاق الطائف والدستور. وعلمت «الجمهورية» أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يُبدي ارتياحاً لتصرّفات بعض المتحاورين خارج أسوار الحوار، إذا جاز التعبير، سيَعمل على استجماع مختلف المواقف والآراء لتكوين مقترحات جديدة، لعلّها تفتح كوّةً في الجدار المسدود، بدءاً بالاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية، وهو قد صارَح بعضَ زوّاره بأنّ تأكيده على انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية السَنة، ينطوي في جانب منه على حضِّ الأطراف المعنية على تحمّلِ مسؤولياتها، بعيداً مِن محاولات البعض الهروبَ من البحث في بنود أساسية، وقال إنّه إذا تمَّ الاتّفاق عليها، لن يبدأ تنفيذها إلّا بانتخاب رئيس الجمهورية.
يبقى الترقّب سيّد الموقف على خطّين: إقليمياً في ضوء انتظار جلاء الغبار عن معارك الكرّ والفرّ المتواصلة في مدينة حلب، وقد أعلنَ الجيش السوري جنوبَها منطقةً عسكرية، ومحلّياً في ضوء انعقاد الجلسة النيابية الثالثة والأربعين اليوم لانتخاب رئيس الجمهورية، وهي الأولى بعد «ثلاثية حوار» عين التينة المرَحَّل إلى 5 أيلول، في ظلّ استمرار غياب أيّ مؤشّرات تشي بتبدّل الصورة في المجلس النيابي، أو بأنّ المشهدية ستختلف عن سابقاتها، فيكتمل نصاب الانتخاب، وعليه يُتوقع ترحيل الجلسة إلى موعد جديد، في وقتٍ جدَّد «حزب الله» تمسّكه بخَيار انتخاب رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون رئيساً، وأكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله سعيَ الحزب لحلّ الأزمة السياسية من خلال الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو بالنسبة إلينا العماد ميشال عون، الذي عليهم أن يتحاوَروا معه كمعبَر وحيد في حال أرادوا معالجة ملفّ الرئاسة».
مصادر وزارية
وفي خضمّ هدوء الجبهة السياسية الداخلية، ذكرَت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» أنّ الملف الرئاسي عاد إلى المربّع الأوّل، وبدأ الحديث جدّياً عن»المرشّح التوافقي»، وهذا ما شدّد عليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي بقوله لزوّاره: «لا بدّ من التوافق، ولا بدّ من أن يرضى الجميع، وفي نهاية المطاف لا بدّ من الذهاب إلى الرئيس التوافقي».
علماً أنّ وزير العمل سجعان قزّي كان قد أكّد أمس أنّه «لا توجد معطيات حول إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب أو المتوسط، ما لم تحصل تطوّرات تسوَوية في المنطقة أو تطوّر أخلاقي لدى الطبقة السياسية في لبنان»، وقال إنّ «البحث بدأ يتّجه نحو أسماء جديدة للرئاسة، مع استمرار المرشّحين الحاليين». وأضاف: «المهم أن تحصل الانتخابات الرئاسية وتبقى الجمهورية، أهمّ من الطموحات الشخصية».
«المستقبل»
في هذا الوقت، أكّدت مصادر كتلة «المستقبل» بأكثريتها الاستمرارَ في ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. وقالت مصادرها لـ«الجمهورية» إنّه «لم يحصل أيّ تصويت داخل الكتلة، إنّما هناك نوع من النقاش حصَل وتبيّن أنّ هناك فوارق كبيرة في المواقف بين أكثرية رافضة لترشيح عون وأقلّية تؤيّده، وهي لا تتعدّى أصابعَ اليد». وأضافت: «لا نعتقد أنّ الملف الرئاسي «محَلحل»، لكن نَعتقد أنّه وضِع على الرفّ حتى إشعارٍ آخر، أو بالأحرى إلى أن تُرفع الفيتوات المتبادَلة من هنا وهناك».
حوري
وسألت «الجمهورية» عضوَ كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري عن إمكان طرحِ أسماء جديدة للترشيح، فأجاب: «إنّ تيار «المستقبل»متمسّك بترشيح النائب سليمان فرنجية الذي أعلنَ بنفسه أنّه مستعدّ للانسحاب إذا تمّ التفاهم على اسم آخر، فالكرة ليست في ملعبنا، بل في ملعب «حزب الله» والعماد عون».
واعتبَر أنّ الرئيس سعد الحريري «قدَّم في مبادرته الكثيرَ الكثير، والمطلوب من الآخرين التقدّم وإظهار إيجابية». وقال: «إنّ كلّ الدعوات والمواقف التي تحضّ على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية جيّدة، ولكنّ نيّة البعض بانتخابه غير موجودة، وتحديداً لدى «حزب الله»، وطبعاً متضامناً معه العماد عون المصِرّ على خرقِ القواعد الديموقراطية بالتزام الجميع لمرشّح معيّن قبل الذهاب إلى جلسة الانتخاب، وهذا طبعاً مخالِف للدستور وللنظام الديموقراطي».
اللواء :
كسرت حلب الحصار، وقلبت الموازين وصحت «نبوءات» النظام السوري وحلفائه بأن معركة حلب، ستكون معركة الحسم للصراع في سوريا، ولكن على غير ما اشتهت أهواؤهم ورهاناتهم؛ فاذا بالنظام وحلفائه يتذوقون طعم الحصار في الاحياء الغربية للمدينة؛ بعد ان نجح مقاتلو فصائل المعارضة بوصل الاحياء الشرقية، التي كانت تحت حصار النظام، بالمناطق المحررة جنوب غرب المدينة في الوقت الذي أعلن مساء أمس تحالف «جيش الفتح»، الذي يضم فصائل مقاتلة عدّة من بينها «فتح الشام»، جبهة النصرة سابقاً، عن بدء معركة تحرير حلب بالكامل.
وإزاء هول المفاجأة والهزيمة المدوية، لم يجد النظام امامه سوى الاستنجاد بالروس والايرانيين والميليشيات الطائفية المتحالفة معه. غير ما رسمته معارك الايام الستة من هجوم المعارضة الواسع والشامل؛ ثبت ان كل من استنجد به بشار الاسد لم يكن على قدر الآمال. فكانت غارات جوية روسية عنيفة وهجمات مضادة فشلت جميعها وتحطمت امام ثبات مقاتلي المعارضة.
فبعد أن حقق مقاتلو المعارضة مكاسب كبيرة على الأرض بخرقهم يوم السبت حصارا لشرق حلب الواقع تحت سيطرتهم تعرضوا لهجوم جوي مكثف امس من القوات الموالية للنظام.
وتسعى قوات النظام لوقف تقدم قوات المعارضة الذي تسبب أيضا في قطع طريق الإمداد الرئيسي إلى قطاع غرب حلب الذي تسيطر عليه قوات النظام ذاتها.
وبدأ الهجوم على مجمع الراموسة العسكري الذي يضم عددا من الكليات العسكرية يوم الجمعة. وأدت السيطرة على مجمع الراموسة والاتصال مع شرق حلب إلى عزل غرب حلب الذي يسيطر عليه النظام من خلال قطع الطريق الجنوبي المؤدي للعاصمة دمشق.
كما أتاحت تلك الخطوة للمقاتلين الحصول على الأسلحة المخزنة في المجمع والتي يستخدمها جيش النظام في الصراع المستمر منذ خمسة أعوام كمركز لقصف أهداف للمعارضة.
وسمح التقدم المفاجئ في الراموسة لمقاتلي المعارضة باختراق شريط يسيطر عليه النظام يوم السبت والالتحاق بمقاتلين في القطاع المحاصر في شرق حلب.
لكن عنف القتال والضربات الجوية المستمرة لقوات روسية وسورية في الراموسة ومحيطها لم تسمح بفتح ممر آمن لسكان شرق حلب بحسب ما قال ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومن المؤكد ان تغير مكاسب المعارضة مطلع هذا الأسبوع ميزان القوى في حلب خاصة بعد أن قال الأسد إن حصار القوات الحكومية والقوات الحليفة في أوائل شهر تموز للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب سيكون مقدمة لاستعادة المدينة. وستمثل خسارة المعارضة لحلب ضربة قوية لها.
وقال قيادي فيما سمي ائتلاف الجماعات المعارضة المعتدلة في حلب يدعى أبو الحسنين «بسطنا سيطرتنا على كل الراموسة.. ونحن في خنادقنا و(تنفذ) اليوم غارات جنونية لم نشهدها من قبل» مشيرا لاستخدام قنابل «عنقودية وفراغية».
ومع سيطرة مسلحي المعارضة على أجزاء من مجمع الراموسة العسكري الذي يضم عددا من الكليات العسكرية نشروا صورا للأسلحة والذخيرة التي استولوا عليها.
ونشرت فتح الشام التي كانت سابقا جبهة النصرة صورا لصفوف من المركبات المدرعة والذخائر ومدافع الهاوتزر والصواريخ والشاحنات.
وقال معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجبهة الأمامية لقوات المعارضة تتقدم في الاتجاه الشمالي الغربي نحو غرب حلب وعلى أطراف حي الحمدانية ومنطقة سكنية تسمى مشروع 3000 شقة.
وإلى الشمال من الحمدانية وفي اتجاه تقدم مسلحي المعارضة يقع مجمع عسكري ضخم آخر هو أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية.
وهنأ التحالف الوطني السوري المعارض قوات المعارضة على ما حققوه من مكاسب كبيرة قال إنها بعثت رسائل واضحة لنظام الأسد وإيران وروسيا مفادها إنهم لن يستطيعوا هزيمة الشعب السوري أو إملاء شروط للتسوية.
وتتصاعد المخاوف في غرب حلب الذي يسيطر عليه النظام من أن تقع تحت حصار المعارضين مثلما كانت تحاصر قوات النظام شرق حلب لأن طريق الراموسة الرئيسي الممتد جنوبا إلى دمشق لنقل البضائع قد قطع.
وقال المرصد إن الأنباء عن تقدم المعارضين تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى ما يصل إلى أربعة أمثالها في غرب حلب.
وبعد قطع طريق الراموسة قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن السيارات العسكرية ما زالت قادرة على دخول غرب حلب والخروج منها عن طريق الطرق المتبقية المتجهة شمالا لكنها ليست آمنة بما يكفي لعبور المدنيين.
وفي شرق حلب، عمت مظاهر الاحتفال بعد كسر المقاتلين للحصار. وقال عبد الرحمن إن ثلاث شاحنات محملة بالخضراوات عبرت إلى شرق حلب لكنها كانت مجرد بادرة رمزية وما زال الممر خطر للغاية على المدنيين أو على الإمدادات.