ومع اقتراب الذكرى الثانية للثورة السورية قررت اسرائيل التدخل بشكل مباشر على خط الاحداث عبر غارات شنتها على موقع للبحوث العلمية التابعة للصناعات العسكرية كما قالت وكالة " رويترز" , واذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان هذا النظام ومنذ اللحظة الاولى لاندلاع الحراك الشعبي وهو يحاول جاهدا ان يصوّر ما يجري على الارض السورية بأنه مؤامرة كونية تستهدف موقعه كنظام ممانع , وان الشعب السوري لم ينتفض بسبب القهر والظلم والاستبداد الذي عانى منه طيلة اربعة عقود بفضل اجهزة مخابرات تعج اروقتها بأبشع انواع الانتهاكات والاجرام وبالتالي فهذا النظام يبرر استعمال كل وسائل القمع والتدمير والسحق تحت هذه اليافطة الوهمية وان صراعه ليس مع شعب يطمح بحق لاسقاط نظام البعث الوراثي انما هي معركة يخوضها مع عدو الامة ولو في شوارع حمص وعلى ابواب افرانها فتأتي هذه الغارات في لحظة وصول هذا النظام الى بدايات مرحلة فقدانه المبادرة الميدانية لاعطائه جرعة من الشرعية ولو على المستوى المعنوي عكسته بوضوح تعاطي وسائل اعلامه واعلام حلفائه مع الخبر وتوظيفه الفاضح باعتبار الغارة وكأنها شُنت من قبل الجيش الحر وليس من قبل العدو الاسرائيلي , فاذا اضفنا هذه الغارة الى ما هو معلن من قبل اسرائيل وتخوفها من مرحلة ما بعد سقوط بشار ويقينها بان جدارها الجديد في الجولان غير كاف لاستمرار ضمان امن جبهتها الجولانية فضلا عن علمها اليقيني بأن اي تدخل لها كالذي حصل في جمرايا بالامس ممكن ان يقلب المزاج العام العربي خصوصا والاسلامي عموما لمصلحة المعتدى عليه ( وهذا ما حذى بالاميركي يوم احتلاله للعراق بالطلب من اسرائيل التزام الحياد التام وعدم التدخل مطلقا ) فتكون المحصلة حينئذ ان هذه الغارة العدوانية تستهدف وبالدرجة الاولى اعطاء جرعة معنوية كبيرة للنظام وان المتضرر الاكبر منها هي الثورة حتما وهذا يقينا غير خاف على من اعطى الضوء الاخضر بشنها , وبالتالي فان حقيقة الغارة تكون قد وقعت على رأس الثورة ولو استهدفت بالمباشر منشأة للنظام ,