الدم الشيعي الرخيص

على وقع الحرب الدائرة في حلب وهي المعارك الأعنف منذ اندلاع الحرب في سوريا، يصغي الجميع لصوت الموت الذي يحصد كل يوم مزيدا من القتلى في صفوف المتقاتلين، قد لا يهم ما تقدمه الثورة السورية من شهداء لأنها ثورة بالدرجة الأولى ولأنها وضعت الموت على الأكف في سبيل تحرير البلاد من نير الطاغية والوصول الى بر الحرية والديمقراطية والأمان، إنما الاهم هو العدد الكبير من القتلى في صفوف حزب الله ذو الإنتماء الشيعي الذي زج الطائفة وأبناءها في حرب عبثية،حصدت وما زالت تحصد أرواح المئات بل الآلاف من شباب الطائفة الشيعية الكريمة، لدرجة بتنا نعتقد أن دم الشيعي اللبناني بات رخيصا جدا في مزادات الحروب الإيرانية والحزب اللهية في المنطقة .
في نظر إيران لا يهم عدد القتلى من الشيعة اللبنانيين بل الأهم هو المحافظة على المصالح الإيرانية في المنطقة، وبالرغم من المعارك الخاسرة سياسيا وميدانيا وعسكريا، يصر حزب الله على المزيد من التورط والمزيد من الموت والمزيد من تقديم القرابين في سبيل إيران و بشار الأسد وولاية الفقيه .
لأي سائل شيعي أن يسأل من يتحمل مسؤولية هذا الدم وهذا الموت وهذا الإنتحار؟ من المسؤول عن توريط الطائفة كلها بسلوك هذا الطريق الذي لم يعد الرجوع منه سوى معجزة ؟ من المسؤول عن التداعيات التي تدقّ كل بيت شيعي في لبنان من أقصاه إلى أقصاه ؟ ألم يعد هناك حكماء في هذه الطائفة ؟ ألم يعد هناك عقول في هذه الطائفة ؟ أم أن ثقافة الموت هي وحدها السبيل إلى الله ؟
إن المشاهد التي تتوالى عن الأحداث والمعارك الأخيرة في سوريا ولا سيما في حلب تظهر المزيد من القتل والموت الذي يستهدف المئات من شباب حزب الله "يعني شباب الطائفة الشيعية" وذلك في ظل صمت عارم ومطبق ومخيف لدرجة بتنا نعتقد أن الشيعي اللبناني لم يخلق إلا ليموت في خدمة السياسة الإيرانية ومصالحها في المنطقة، وفي خدمة الولي الفقيه الذي يعبث بهؤلاء الناس على قاعدة مزيفة إسمها التكليف الشرعي وتحت شعار سياسي مضلل إسمه المقاومة وقد أصبح هذا الشعار شعار باطلا ومزورا .
إن هذا الإستهتار بأرواح الشباب والفتيان في الطائفة الشيعية بت بحاجة الى تحرك فوري من عقلاء الطائفة ومعتدليها لرفع صوت الرفض والعصيان أياً تكن النتائج وهي جاهزة طبعا في قاموس الحزب وأدبياته من التخوين والترهيب، إلا أن ما يحصل يستأهل هذه الإنتفاضة الفورية لوضع حد لهذا التفلت والتفريط بأرواح الشباب وبحقوق الطائفة ومكتسباتها ومدخراتها من الفيتان والشباب .