.وفي اليوم التالي لاختتام الخلوة الحوارية، بدأ المشاركون بالتناوب على إخراج مكنوناتهم، وأبرز هؤلاء مدير الحوار الرئيس نبيه بري الذي قال، أمس، لـ «السفير» «إذا كنا الآن في نصف عصفورية، فسنصبح في عصفورية كاملة إذا لم ننتخب رئيساً للجمهورية قبل نهاية العام الحالي، لأن مؤسسات الدولة تترهّل وتتحلّل مع كل يوم يمر من دون رئيس، ولذلك فإن الخيار بات محصوراً بين أن ننهي الشغور أو.. ينهينا».
وفيما قال عضو هيئة الحوار الرئيس نجيب ميقاتي لـ«السفير» إن طاولة الحوار الوطني «منذ أن وجدت كانت بمثابة «الرحم» الذي من المفترض أن يولد منه الحل، لكن عملية «التلقيح» الصحيح تنتظر الظروف المؤاتية، وهذه الظروف تحتاج الى انتظام عام في المنطقة ككل ينعكس إيجاباً على لبنان، وهذا غير متوفر حتى الآن، ولا بأس من كسب الوقت الضائع بالتلاقي والحوار»، قال عضو وفد «حزب الله» الى طاولة الحوار النائب علي فياض لـ «السفير» إن ما جرى في ختام الخلوة الحوارية من انقلاب على نتائج المناقشات الجدية والعميقة في اليومين الأولين، «يضع البلد في خضم المجهول بسبب انعدام الخيارات والفرص»، وأبدى خشيته من أن يكون مصير اللجنة التي سيشكلها المشاركون في الحوار في الخامس من أيلول المقبل لدراسة مشروع انشاء مجلس للشيوخ «كمصير لجنة قانون الانتخاب التي أمضت حوالي أربع سنوات من المراوحة بسبب افتقادها لمظلة التوافق السياسي».
واذ أعلن فياض أن «تيار المستقبل» أعلن الحرب على النسبية الكاملة كنظام انتخابي سواء في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب الوطني أو الحالي، قال إن ما جرى في طاولة الحوار يستدعي مراجعة شاملة من «فريق 8 آذار»، وصولاً الى الارتقاء بقضية النظام الانتخابي النسبي بالكامل مع لبنان دائرة انتخابية واحدة «الى مستوى القضية الوطنية التي لا تهاون فيها والتي يجب المضي بها حتى تحقيقها»، كما نقلت عنه محطة «المنار» ليل أمس، وفي ذلك اشارة الى تقدم ملف القانون الانتخابي النيابي (اعادة تكوين السلطة في لبنان) على غيره وتحديداً على ملف رئاسة الجمهورية.
في هذه الأثناء، واصل الجيش اللبناني تحقيقه مع أفراد خلية «داعش» في بلدة عرسال، في مقر مديرية المخابرات في اليرزة، حيث أدلى طارق الفليطي والموقوفان السوريان باعترافات وصفتها مصادر معنية بأنها «خطيرة للغاية». وقد تكتم الجيش على التحقيقات، خصوصا أنه تم في ضوء الاعترافات جمع أسماء وعناوين وتحديد أماكن بعض مخازن السلاح والأهداف التي كانت تنوي المجموعة استهدافها في عرسال وخارجها.
واذ أظهرت المداهمات التي واصلها الجيش اللبناني، أمس، في منطقة عرسال والبقاع الشمالي، أنه يتحرك بإراداة واضحة بعدم مهادنة المجموعات الإرهابية، قالت المصادر المعنية نفسها لـ «السفير» إن أخطر ما أدلى به أفراد خلية «داعش» في عرسال، هو اعتماد منهج اللامركزية في الهجمات الإرهابية، بحيث صار متاحاً لكل مجموعة اذا كانت مؤلفة من عنصر أو عنصرين أو أكثر أن تنفّذ هجوماً بالتوقيت والأسلوب والهدف الذي تراه مناسباً.
وقد استوجبت هذه العملية تعزيز اجراءات الجيش في البقاع الشمالي، كما اجراءات «حزب الله» بالتنسيق مع القوى العسكرية والأمنية في الضاحية الجنوبية وباقي المناطق