كم من الجرائم تُرتكب باسم "الجن" وهو منها بريء؛ فقد شهدت ولاية الوادي بالجزائر، حادثة مريبة وغريبة تمثلت في إحباط سفر إحدى الفتيات إلى سوريا بنية القتال مع تنظيم "داعش" الإرهابي.

مكمن الغرابة في القصة -حسب صحيفة "الشروق" الجزائرية- أن الفتاة زعمت أن "جنياً" هو من حضها على الالتحاق بـ "داعش"، وسهّل لها كل السبل لإتمام مشروعها.

وكانت مصالح الأمن الجزائرية قد تَلَقّت معلومات بأن فتاة تنوي السفر للالتحاق بمعاقل "داعش" في سوريا، وباشرت الشرطة تحقيقاً معمقاً في الحادثة، وتعرفت على هوية الفتاة، التي تقطن بإحدى البلديات الجنوبية من الوادي. موازاة معهذا، ارتابت عائلة الفتاة في سلوك ابنتها، ولاحظوا تدهوراً حاداً في نفسيتها؛ فبادروا إلى مراقبتها.

وتم ضبط الفتاة في محطة برية للمسافرين، وهي على أهبة السفر، بعدما أنهت كل الترتيبات الضرورية، وكان بحوزتها -لدى توقيفها- جواز سفرها ومبلغ مالي بالعملة الصعبة. وخلال التحقيق معها اعترفت أنها كانت تعتزم الالتحاق بمعاقل التنظيم الإرهابي في سوريا، بعد مبايعتها زعيم التنظيم الإرهابي "أبي بكر البغدادي"؛ مفيدة بأنها قررت هذا الأمر، استجابة لـ "نداء النفير" الذي أطلقه التنظيم الإرهابي على لسان المتحدث باسمه. وأنها كانت تعتزم المشاركة في القتال وكل ما يتطلبه "العمل الجهادي" لدعم من وصفتهم بالمجاهدين في سوريا.

إلا أن الغريب في القصة أن الفتاة صرحت أن جنياً هو من "حرّضها وشجعها وجندها" للقتال في صفوف التنظيم الإرهابي، وأيدها وسهل لها كل الأمور المتعلقة بذلك بما فيها ترتيبات السفر، وبعد إخضاعها للخبرة الطبية، تبين أن الفتاة تعاني مرضاً نفسياً، واضطرابات جعلتها تهذي وتدلي بالتصريحات الغريبة والمثيرة للدهشة. وبرغم أن القصة لم تنتشر بعد بشكل واسع في الأوساط المحلية؛ إلا أنها أثارت حالة من الاستغراب والدهشة لدى مَن سمع بها؛ فيما تحتاج لمزيد من البحث والتدقيق.

من جهتها، تراقب مصالح الأمن -على مستوى ولاية الوادي- بشكل دقيق، عمليات التجنيد في صفوف "داعش"؛ خاصة بعد الْتحاق شابين من الوادي أخيرا بسوريا، واتصالهما بأسرهما من هناك، وأوردا أنهما وصلا لمعاقل التنظيم الإرهابي في الرقة.

وتعد حالة الفتاة الثانية من نوعها؛ ففي واقعة مشابهة؛ ضُبطت فتاة في جامعة الوادي بكلية الشريعة، كانت تدعو الطالبات لـ"مبايعة" "البغدادي"، وهي الواقعة التي حدثت قبل نحو سنة؛ ليتبين أنها تعاني اضطرابات نفسية حسب تقرير الجامعة.

(الانباء)