أبدت منظمات سورية وإقليمية ودولية قلقها حيال “الممرات الإنسانية المزعومة” التي أقامها النظام السوري وحليفته روسيا في محيط الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل السورية في حلب.
وقالت 39 منظمة في بيان إن “الاقتراح المشترك من روسيا وسوريا والهادف إلى إقامة ممرات إنسانية في شرق مدينة حلب، غير ملائم على الإطلاق على الصعيد الإنساني”.
واعتبرت أن هذا العرض “يسبب صدمة”، مضيفة أن “عملية إنسانية حقيقية لا ترغم سكان حلب على الاختيار بين الفرار نحو مهاجميهم أو البقاء في منطقة محاصرة تتعرض لقصف مستمر”.
ومن بين المنتقدين لهذا الطرح عدة هيئات ناشطة في مجال المساعدة الإنسانية مثل كير وكريستشان آيد وغول وأوكسفام وسايف ذي تشيلدرن وتيرفاند وإنترناشونال ريسكيو وورلد فيجن.
وتشهد مدينة حلب معارك محتدمة بين الجيش السوري المدعوم من ميليشيات إيرانية ولبنانية وفلسطينية بغطاء جوي روسي من جهة، وبين فصائل إسلامية معارضة من جهة أخرى.
وحقق الجيش السوري في ظل الغطاء الجوي الذي توفره روسيا تقدما جديدا على حساب الفصائل المقاتلة في جنوب غرب مدينة حلب، لتخسر الأخيرة مناطق كانت سيطرت عليها قبل أيام معدودة.
وفتح الجيش الأسبوع الماضي ثلاثة معابر أمام المدنيين الراغبين في الخروج من الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة والمسلحين الراغبين بتسليم أنفسهم، بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو عن بدء “عملية إنسانية واسعة النطاق” هناك.
وقال بيان المنظمات الـ39 “طالما أن القصف والمعارك مستمران وفي ظل غياب إجراءات لإعادة الثقة، فإنه ليس من داع لمشروع يجعل المدنيين يصدقون بأن هذه الممرات الإنسانية آمنة”.
وأضاف “نطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات لضمان أمن وحماية الأشخاص الذين يقررون مغادرة المنطقة”. وشدد على “أن مثل هذا العرض من أجل مرور آمن يجب ألا يدفع في أي من الأحوال إلى الاعتقاد بأن المدنيين الذين سيبقون في حلب سيصبحون بحكم الأمر الواقع أهدافا مشروعة”، معتبرا أن الاقتراح الروسي-السوري “ينطوي على مخاطر كبرى” بالنسبة إلى سكان الأحياء المحاصرة.
وكانت المعارضة السورية قد نددت في وقت سابق بما أسمته “ممرات الموت”، فيما جازفت بضع عائلات فقط بالخروج من الأحياء التي تشهد احتداما في المعارك.
صحيفة العرب