من المعلوم أنّ طقس الشتاء قد يعرّض قلوبكم لمخاطر جدّية، لكن ماذا عن الصيف؟ يمكن للأيام الحارّة والرطبة أن تسبّب لكم المتاعب، خصوصاً إذا كنتم تشكون مسبقاً من مشكلات في القلب. ما المطلوب منكم تحديداً لحماية هذا العضو الأساسي في أجسامكم؟ قال الإختصاصي في أمراض القلب من "LourdesCare at Cherry Hill" في نيو جيرسي، ديفندر أكولا إنّ "الحرارة المرتفعة جداً ليست جيّدة لأحد، ولكنها أسوأ بكثير للمصابين بأمراض القلب".
إتبعوا هذه النصائح التي قدّمها الأطباء لحماية قلوبكم مع إرتفاع درجات الحرارة:
مراقبة الأدوية
إذا كنتم تأخذون عقاقير خاصّة بالقلب، تحدّثوا إلى طبيبكم قبل إمضاء أيّ وقت إضافي في الطقس الحار. يمكن لأدوية معيّنة، مثل حاصرات بيتا (Beta Blockers)، أن تكثّف ردّة فعل الجسم على الرطوبة والحرارة المرتفعة.
كذلك يجب الحذر من مدرّات البول التي تُستخدم غالباً لعلاج ضغط الدم المرتفع، فهي تخفّض المياه والصوديوم، إضافةً إلى كميات العرق التي قد تخسرونها خلال الأيام الحارة.
لا تتوقّفوا عن أخذ الأدوية، إنما إحرصوا على البقاء داخل المنزل في الغرف المبرّدة، وتقيّدوا بتوصيات الطبيب.
ترطيب جيّد
شرب السوائل يساعد على الوقاية من الجفاف وإرتفاع درجة حرارة الجسم اللذين يدفعان القلب إلى العمل بصعوبة أكبر. ناهيك عن أنّ الجسم يجب أن يفرز مزيداً من الهرمونات للإحتفاظ بالملح والمياه، ما يشكّل عبئاً إضافياً على القلب. إحرصوا على شرب 2 إلى 4 أكواب من المياه كلّ ساعة لدى خروجكم وتعرّضكم للحرارة المرتفعة. إذا كنتم تمارسون تمارين مكثّفة، إستعينوا بالمشروبات الرياضية لسدّ النقص بالصوديوم والبوتاسيوم.
من جهة أخرى، يُنصح بتفادي المشروبات المحلّاة، كعصائر الفاكهة المعلّبة، لأنها تُبطئ إمتصاص المياه. كذلك يمكن للكافيين والكحول أن تستنزف السوائل، فإذا كنتم تحتسون المارغاريتا على البحر، إشربوا أيضاً كوباً من المياه. يُذكر أنّ المصابين بقصور القلب الإحتقاني عليهم إستشارة الطبيب أولاً، بما أنّ كثرة الكحول قد تضرّهم أكثر ممّا تنفعهم.
اللباس المناسب
إذا كان المطلوب منكم إمضاء وقت طويل خارج المنزل، تأكّدوا من أنّ ثيابكم تضمن لكم البرودة، كتلك التي تكون خفيفة الوزن، وفاتحة اللون، وفضفاضة، ومصنوعة من القطن. كذلك يمكن الإستعانة بالأقمشة الصناعية التي يمكن أن تصدّ العرق. لا تنسوا أيضاً نظّارات الشمس، وقبعة واسعة الحواف، وأحذية جيّدة التهوية.
الرياضة بحذر
يُنصح بالإبتعاد من الأوقات الأكثر حرارة خلال فترة ما بعد الظهر، وتحديداً بين الساعة 3 و4، والبحث عن الظلّ من الساعة 10 صباحاً حتّى 2 بعد الظهر، حيث تبلغ أشعة الشمس ذروتها.
إذا كان الطقس حاراً جداً أو تمارسون تمارين جديدة، لا بدّ من زيادة مدّة النشاط وكثافته بشكل تدريجي مع الوقت، بدلاً من خلق ضغط كبير على أنفسكم. يجب ألّا تدوم الرياضة في الخارج لأكثر من 90 دقيقة، مع الحرص على أخذ إستراحات منتظمة لترطيب الجسم وتبريده.
وجبات أصغر
التركيز على الأطباق والسناكات الخفيفة والغنيّة بالمياه، كسَلطة الخضار، والـ"Smoothies"، والحساء البارد، والفاكهة، يساهم في الوقاية من الجفاف. فضلاً عن أنّ الوجبات الغذائية الصغيرة تساعد على إبقاء مستويات ضربات القلب ثابتة، في حين أنّ المأكولات الغنيّة بالمياه تساهم في ضمان حرارة جسم منخفضة.
التهدئة سريعاً
عندما ترتفع حرارة الطقس، من المهمّ جداً معرفة متى تتمّ المبالغة. تشنّجات العضل، أو الضعف، أو التعرّق الشديد، يمكن أن ترمز كلّها إلى إشارات الإنهاك الحراري. في مثل هذه الحال، يُنصح بالعودة إلى المنزل، وأخذ حمّام بارد، أو إستخدام كمّادات باردة.
وضع كمّادات ثلج تحت الإبطين، أو منطقة الفخذ، أو العنق يلعب دوراً مهمّاً أيضاً بما أنّ هذه هي الأماكن التي تتمركز فيها الأوعية الدموية الرئيسة.
أخيراً إتّصلوا بالإسعاف فور ملاحظتكم آلام في الصدر، أو علامات ضربة الشمس، بما فيها الحرارة المرتفعة، والدوخة، والتشوّش، وبشرة حمراء أو ساخنة أو جافة.
(سينتيا عواد - الجمهورية)