أثارت تصريحات مسؤول في الحشد الشعبي عن توجه لتوكيل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، بقيادة معركة تحرير الموصل غضباً عراقياً، فيما كشفت مصادر في المعارضة السورية أن المجريات العسكرية في حلب رفعت سقف المعارضة السورية بالحل السياسي.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، توقّع متابعون للشأن العراقي أن تتوسّع الفضيحة التي فجرها وزير الدفاع خالد العبيدي خلال جلسة استجوابه أمام البرلمان، في حين أكد سياسيون ووزراء يمنيون أن الاتفاق بين الحوثي والمخلوع صالح هو عبارة عن تأكيد للانقلاب السابق.
غضب عراقي بسبب "سليماني"
وفي التفاصيل، أثارت تصريحات مسؤول في الحشد الشعبي عن توجه لتوكيل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري" الإيراني، بقيادة معركة تحرير الموصل، غضباً كبيراً، وقال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حامد المطلك لصحيفة الشرق الأوسط، إن "الجيش العراقي يضم قادة عسكريين كباراً ولهم تجاربهم وخبراتهم القتالية الطويلة منذ الحرب العراقية الإيرانية، ويجب أن نستعين بهم لا بقائد إيراني".
وقال برلماني منحدر من ديالى، طلب عدم نشر اسمه إن ضابطاً عراقياً في معبر المنذرية أبلغه أن سليماني ومرافقيه "دخلوا الأراضي العراقية بسيارات رباعية الدفع لغرض الاطلاع على الأوضاع هناك، ودراسة احتمالات معركة تحرير الموصل".
حلب ترفع سقف المعارضة
وفي الشأن السوري، كشفت مصادر في المعارضة السورية لصحيفة "عكاظ" أن المجريات العسكرية في حلب رفعت سقف المعارضة السورية بالحل السياسي، لتؤكد مجدداً رفضها لأي وجود للأسد أو طغمته الحاكمة في المرحلة الانتقالية.
وبحسب المصادر، فإن مراجعات روسية أميركية تجري في هذه الآونة من أجل إعادة النظر في الحل السياسي، في ضوء فشل النظام في السيطرة على حلب رغم الدعم الجوي الروسي. في غضون ذلك، بحث رئيس الهيئة التفاوضية العليا الدكتور رياض حجاب، مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو سقف المعارضة السياسية في الحل السياسي تزامناً مع دعوة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لعقد جولة مفاوضات جديدة.
زلزال داخل أروقة الحكم في العراق
من جانب آخر، تعيش الساحة العراقية على وقع ارتدادات الفضيحة الكبرى التي فجّرها وزير الدفاع خالد العبيدي خلال جلسة استجوابه أمام البرلمان حين اتهم رئيس المجلس سليم الجبوري وعدداً من النواب والشخصيات الأخرى بمحاولة ابتزازه والضغط عليه لتحصيل مكاسب مادية من وراء صفقات الوزارة ومشاريعها.
وتوقّع متابعون للشأن العراقي، بحسب صحيفة "العرب"، أن تتوسّع الفضيحة وأن تتداخل مع صراع الأجنحة والأطراف الشريكة في الحكم. وعلى هذه الخلفية أكّدت مصادر نيابية عراقية أنّ جهوداً واتصالات مكثّفة نشطت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية لتطويق الفضيحة التي مثلّت مطعناً جديداً للعملية السياسية الجارية في العراق.
انقلاب يخدم المد الفارسي
وفي سياق منفصل، أكد سياسيون ووزراء يمنيون لصحيفة "اليوم"، أن "الاتفاق بين الحوثي والمخلوع صالح هو عبارة عن تأكيد للانقلاب السابق، وظهور لوجهه الحقيقي الذي عبث باستقرار اليمن، وعمل على تدمير جميع مقدراتها. وهو ما يعد ارتداداً على مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية التي منحته الحصانة بعدما كان يتخفى خلف الحركة الحوثية ويبرر أنه لا دخل له بالانقلاب في مقاييس واضحة للجميع".
وبينوا أن "هذا العمل لن يرى النور في ظل مناضلة الشعب الذي أكد رفضه التام لحكومة غير شرعية أزهقت الكثير من دماء شعبها، وهذا ما سيؤدي إلى نتائج عكس ما يتمناه الانقلابيون"، واصفين المجلس السياسي الذي أعلن عنه بصنعاء من قبل طرفي الانقلاب بالمجلس الطائفي الأعلى المُقر من جانبهم لخدمة المد الصفوي الفارسي في اليمن ومن ثم المنطقة.
(24)