4 آلاف دولار فقط، يمكن لمن يرغب بعقد قرانه على فتاة من النازحين السوريين إلى لبنان، من أحد التجمعات التي يقيم فيها اللاجئون في كافة المناطق اللبنانية، فبعض العائلات تبيع فتياتها لتعيش.
فزواج لبنانيين من سوريات تضاعف عدة مرات منذ بداية الحرب في سوريا وربعهن من القاصرات، حتى بات من الصعب إحصاء عدد حالات جواز اللبنانيين من سوريات.
حيث يقول أحد الشبان اللبنانيين " إن السوريات لا يحببن المظاهر ولا يهمهن أن يكون لدى الرجل سيارة فخمة أو شقة تمليك أو حساب مصرفي في البنك، كل ما يهمهن هو السَتر، فقلة المتطلبات ميزة رائعة في المجتمع السوري، وأن هذا العرف كان سائدا في سوريا قبل الحرب، فنحن نشهد يوميًا على زيجات لبنانيين من لاجئات سوريات لسهولة الأمر وتوفره، بإعتبار أن كلفة الزواج كاملًا لا تتعدى الأربعة آلاف دولار أميركي".
وتشير أحدث الإحصاءات والأرقام الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 32 بالمئة من حالات الزواج بين اللاجئين في لبنان لفتيات تحت سن الثامنة عشرة، وتشير هذه النسبة إلى حالات الزواج المسجلة، ولذا فإن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير وكان معدل زواج الأطفال في سوريا قبل الحرب قد وصل إلى 13 بالمئة، بالإضافة إلى أن بعض الأسر تزوج الفتيات الصغيرات بسبب التقاليد، في حين يرى آخرون الزوج سيوفر الحماية لبناتهم، غير أن الأمم المتحدة تقول إن الفقر هو السبب الرئيسي وراء معظم الحالات.
فإذا كانت الحرب في سوريا أجبرت النازحات السوريات من الأطفال، على التخلّي عن مقاعد الدراسة، وإختطفتهن إلى بلدان اللجوء، فإنّ انحطاطاً اجتماعياً أنزل بهن بؤساً أكبر حين حوّلهن إلى زوجات بـ"الصفقة"، المشروطة بإعطاء عائلتها سلّة من المواد الغذائية شهريًا.
ومن هنا.. وفي خضم الأزمة السياسية التي ضربت سوريا، وأدت إلى تشريد عدد كبير من العائلات طلباً للأمان والإستقرار، نشأت أزمة اجتماعية في لبنان، البلد الذي استقبل الآلاف من السوريين في مخيّماته وحاراته ومناطقه المختلفة، أزمة تقاسم دور البطولة فيها رجال أعجبتهُم كينونة (تاج راسي) التي تتداولها المسلسلات السورية، ونازحات رأَين في الزواج من لبناني حدّاً لمعاناتهم وأهلهم في بلاد اللجوء.
وأخيرًا لا يمكن لأحد أن ينكر تأثير النزوح السوري الذّي فاقم أزمة العنوسة عند الفتيات اللبنانيات، كون نسبة كبيرة من النازحات السوريات اللواتي نزحن إلى لبنان قد تزوجن من لبنانيين، وبالتالي أصبحت نساء لبنان عانسات!