أثارت زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إلى لبنان انتباه الكثيرين خاصة وأنها تزامنت مع معركة حلب شمال سوريا التي تشهد ذروتها.
وتعول إيران كثيرا على هذه المعركة، التي تشارك فيها قوات من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، فضلا عن ميليشيات عراقية وأفغانية، إلى جانب الجيش النظامي، لقلب موازين القوة لصالح الرئيس بشار الأسد.
وتعتبر طهران أن معركة حلب هي الفيصل في النزاع السوري الذي لا يمكن حله بغير الطرق العسكرية لضمان حصة الأسد من هذا البلد العربي.
وعقب وصوله إلى مطار بيروت صرح بروجردي “أعتقد أنه نظرا لصمود ومقاومة الحكومة ورئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد، وكذلك دور المقاومة اللبنانية فإن الأوضاع في سوريا ستتحسن يوما بعد يوم”.
وأكد عقب لقائه مع كل من رئيس الحكومة اللبناني، تمام سلام، ووزير الخارجية، جبران باسيل، أن الأزمة السورية كانت العنصر الأبرز في المحادثات.
وجدير بالتذكير أن بروجردي سيتجه مباشرة إلى سوريا بعد لقاءاته مع الأطراف اللبنانية.
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني قد وصل إلى مطار بيروت صباح الاثنين في زيارة رسمية تستغرق يومين يجري خلالها مشاورات مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، وكتلة حزب الله وعدد من الفصائل الفلسطينية وتجمع العلماء المسلمين، فضلا عن رئيس مجلس الوزراء، تمام سلام، ووزير الخارجية، جبران باسيل، اللذين التقاهما في وقت سابق.
وقد استقبله في مطار بيروت النائب علي بزي ممثلا عن رئيس البرلمان نبيه بري والنائب علي المقداد ممثلا عن كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة لحزب الله والسفير الايراني في بيروت محمد فتحعلي.
ولاحظت أوساط دبلوماسية تركيز المسؤول الإيراني في تصريحاته على التنويه بالتطورات السورية ورأت فيها استقواء لإيران في المنطقة.
زيارة المسؤول الإيراني على رأس وفد برلماني هدفها الأساسي استطلاع الوضع اللبناني انطلاقا من المعطى السوري
ولفتت أوساط إعلامية إلى أن زيارة القيادي في مجلس الشورى الإيراني على رأس وفد برلماني لسوريا ولبنان هدفها الأساسي استطلاع الوضع اللبناني انطلاقا من المعطى السوري، وأن جولته على المسؤولين اللبنانيين ولقاءه مع قيادات من حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية هدفهما تأكيد النفوذ الإيراني على ملفات سوريا ولبنان وفلسطين بما يعطي إشارات واضحة داخل الإقليم، كما للقوى الدولية، على الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في المنطقة.
ويشير مراقبون إلى أن إيران، ومن خلال تصريحات مسؤوليها، تتجاهل معطى أنها ليست اللاعب الرئيسي في المنطقة، وأن الأطراف الإقليمية المناوئة لمسلكها التصعيدي لديها أوراق كثيرة تلعبها، ولعل رد فعل المعارضة السورية وتقدمها لكسر الحصار عن حلب يعكس ذلك.
ولم يفوت المسؤول الإيراني، في يومه الأول من زيارته إلى لبنان، التأكيد على حرص بلاده على دعم الجيش اللبناني، خاصة وأن هذه الزيارة تزامنت مع احتفال الأخير بعيده الوطني.
وقال “هناك مفاوضات رسمية جرت بين الجانبين اللبناني والإيراني لدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية، ونحن في إيران، ومن خلال حرصنا على دعم كل ما من شأنه أن يقوي السيادة اللبنانية، لدينا حرص دائم على دعم الجيش بالسلاح والعتاد اللذين من شأنهما أن يمكناه من القيام بالدفاع عن الأمن والاستقرار في لبنان”.
وعكست تصريحات علاء الدين بروجردي اهتمام إيران بتعزيز القدرات العسكرية للجيش اللبناني من خلال مساعدات مالية وتسليحية سبق للحكومة اللبنانية أن تحفّظت على قبولها.
ولا شك أن للزيارة وقعا خاصا كونها تصادف عشية الحوار الوطني الداخلي للبحث في مسألة انتخاب رئيس للجمهورية، والتي تتهم أطراف لبنانية إيران بأنها تقف عائقا أمامها حيث ما زالت تمنع وصول رئيس إلى قصر بعبدا قبل مقايضة الأمر بملفات إقليمية أخرى أبرزها الملف السوري.
صحيفة العرب